www.hikmatelzohar.com.26

الوضع المالي

تدهور إقتصادي، أزمة مالية، شركات، بنوك، والطبيعة البشرية؟ ما هو نوع تلك المعادلة؟ وكيف يتم إيجاد التوازن من خلالها؟

بدأ الناس يظنون ويعتقدون بأن الأزمة الحالية ليست هي بمثابة أزمة مالية فحسب بل أن الحل يكمُن في الحاجة في تغيير موقفنا وسلوكنا العام تجاه الحياة وتجاه أنفسنا وتجاه العالم وأيضاً تجاه الطبيعة . المشكلة هي أننا نفهم بانه يجب علينا أن نتغير ولكن لا نعرف كيف وماذا يجب علينا تغيره ، وليس من الممكن إكتشاف هذا التغيير بأنفسنا سيستمر الحال في تلقي الأزمات الواحدة تلو الأخرى ولكن لن نتمكن من معرفة تفادي هذه الأزمات بشكل صحيح. إنَّ الطبيعة من حولنا تتطلب منا الإرتقاء إلى المستوى ” الإنساني ”  والذي هو مستوى لا نعرف الكثير عنه وذلك بسبب أن ميزات هذا المستوى الإنساني معاكسة لصفات المستوى الذي نحن عليه الآن. مع الوقت سننمو نحو المستوى الإنساني تدريجياً وعندها سندرك الشر الذي نحن فيه ، ولكن ومن تلقاء أنفسنا لن نتمكن من تغيير إتجاهنا من السلوك في طريق الشر إلى إتباع طريق الخير وذلك بسبب أن هذا التحويل يتطلب صفات جديدة ومستوى وعي جديد لا نمتلكه. ولهذا السبب بدأت حكمة الكابالا بالإنتشار في يومنا هذا والتي هي العلم الذي سيكشف لنا المرحلة الجديدة لتطور الإنسانية.

أجوبة الدكتور وعالم الكابالا وتحليله للأزمة المالية من منظور علم حكمة الكابالا.

السؤال الأول: كل إنسان يقول بأن أزمة العالم المالية سببها الولايات المتحدة الأمريكية , ولكن أنت تقول بأن سببها مَحصور في صورة نظام متماسك من الأفكار والمبادىء وأن شعورنا هذا في تحليل الأمور واقع بسبب أننا موجودين في نظام عالمي متداخل ومترابط . فمن هو على حق ؟ 

الجواب : إن كلا الرأيين على حق . بما أن الولايات المتحدة الأمريكية هي أكثر الدول تطورا ً في العالم فهي أول من إكتشف هذه الأزمة المالية والتي هي أزمة ليست فقط على مستوى الولايات فحسب بل هي أزمة عالمية حتى ولو أنها لم تنتشر إلى دول أخرى بعد ولكن ستلحق بالجميع عما قريب لذلك لا يجب على العالم توبيخ الولايات المتحدة. ففي الحقيقة أن أوروبا والصين واليابان والإمرات العربية المتحدة وحتى روسيا الجميع يتمتع بإزدهار إقتصادي والفضل في هذا  يعود لقوة الإقتصاد الأمريكي لأن الولايات المتحدة تبتاع منهم كل شيء وخاصة المواد الخامة. ولكن عندما تتوقف عن الشراء من هذه الدول عندها سيفهم ويعرف الجميع حقيقة الواقع في تفهم الأزمة ويعي الجميع كم كانت الأمور جيدة في الماضي. عندها سيكون لديك القدرة على الإجابة على أسئلة كثيرة بنفسك هذا إذا تقبّلت حقيقة الواقع بأن الأزمة المالية وكل الأحداث الأخرى أصبحت واقعا ً حقيقيا ً وكأنها تحدث لكائن حي واحد .

السؤال الثاني: لماذا إجتاحت الأزمة المالية البنوك أولا ً ؟

الجواب : لأن البنوك هي الأساس الكامل لنظام الإقتصاد الأمريكي , فالبنوك هي ميزة السوق الحرة . ولكن الآن تقوم الحكومة بشراء هذه البنوك وهذا سينعكس بشكل واضح على أرض الواقع إذ أن حرية السوق ستصبح محدودة كما هو الحال الآن في أوروبا. مع ذلك وعلى وجه التحديد فإن المال عامل أساسي لمتطلبات الوجود الجسدي ويربط البشر معاً في وحدوية وقلته أو عدمه سياعدنا وبشكل أسرع على فهم الأساس المشترك للأزمة المالية – أي سلوك الإنسان الأناني – وتوضيح الحقيقة في ضرورة تغيير تصرفات الشخص الأنانية تجاه الآخرين من أجل البقاء . 

السؤال الثالث : ولكن ألن يكون الإهتمام بالآخرين لمصالحنا الشخصية هو أيضاً نوع من الأنانية ؟ مثل “إهتمام ” الشركات بصحة العاملين لديها ؟

الجواب: إن نظام الترابط المطلق بين البشر في العالم أكان على مستوى الأشخاص أم على مستوى الشركات أو المؤسسات التجارية يظهر بالتدريج وبسرعة، فقريباً سيشعر كل واحد منا وبشكل ملموس نتيجة سلوك كل منا تجاه الآخر – أولا ً على مستوى عالمي وثانياً على مستوى فردي . هذا النظام في كيفية إعتمادنا على تصرفاتنا تجاه الآخرين (والنية الداخلية أي ما نشعر به في قلوبنا تجاه الآخرين) سيجبرنا على البحث عن وسائل للإصلاح الكراهية السائدة بين البشر في يومنا هذا وإستبدالها بالمحبة .

السؤال الرابع:   من الذي يستطيع العيش بسهولة في غضون هذه الأزمة المالية؟

الجواب: هؤلاء اللذين أقل ترابط مع العالم . إن النظام يعمل كما الأعضاء في جسد الكائن الحي : فإذا تألمت الرجل أو المعدة أو الساعد فإن الرأس سيشعر بالألم . ولكن سنرى أن بعض البلدان ستحاول الإبتعاد عن فكرة  العولمة ووحدوية العالم في محاولتها في حماية نفسها ولكن وبناءً على هذا النظام الذي بني الكون عليه إبتعاد هذه الدول عن فكرة وحدوية العالم لن يساعدها في شيء والسبب هي في عدم قدرتها على التطور والنمو من دون التعامل المتبادل مع الدول الأخرى وخاصة من الناحية الإقتصادية، بل أنَّ سلوك كهذا سيحول بها إلى الرجوع إلى النظام الإقطاعي وسيحاول كل فرد بغريزته العودة إلى الماضي ولكن بتصرفهم هذا إنما هم يُبطئون مرحلة التغير وبالتالي سينالون ضربة القدر النهائية العظيمة والمباشرة والتي نتيجتها الإنهيار التام . فالحال هنا أشبه بمحاولة مداواة نزيف الشريان في الجسد فإذا قمت بتضميم الجلد من الخارج بعد تنظيف وتتطهير الجرح وإعطاء الشخص المسكنات لمنع الألم هذا لا يعني بأنك أوقفت النزيف بل عليك إتخاذ الإجراأت المناسبة في تصليح الشريان نفسه لإيقاف النزف وبالتالي إنقاذ حياة هذا الجسد. وهكذا الحال من ناحية المجتمع الإنساني  إذ يجب التركيز على جذوز الأزمة لإيجاد الحل المناسب والعلاج الصحيح والذي سيساعد العالم أجمع وليس الأقلية فقط .

السؤال الخامس: ما نوع العملة النقدية المتداولة التي ستبقى في السوق العالمية؟

الجواب: بعد تعدي هذه الأزمة سيتجدد العالم بشكل جذري . ولكن وبالرغم من ذلك فالولايات المتحدة قد جمعت في حوزتها إمكانيات علمية وتقنية هائلة وقواعد الصناعة الأساسية على نحو إستثنائي وممتاز وستبقى في مركز القيادة وصاحبة أضخم إقتصاد في العالم . بالرغم من أنها ستنحدر إلى الأسفل أكثر من الدول الأخرى ولكن بسبب عدد سكانها الهائل سيبقى بقية كافية من الناس أحياءً فيها مقارنة بالدول الأخرى . فإن كل شيء سينهار ما عدا التقنية التكنولوجيا الأمريكية العالية .فالولايات المتحدة الأمريكية ستبداء من جديد عملية الإنتاج الكامل وستعود جميع شركاتها من الخارج لهذا الغرض بعينه أي ستعود من الصين وهذا مما سيؤدي إلى سقوط الصين ودول أجنبية أخرى .

السؤال السادس: لماذا الجميع خائفون من هذه الأزمة المالية ، فأنا لا أشعر بالخوف ؟

الجواب: كل الأزمات المالية السابقة التي مرّ بها العالم من قبل كانت مختلفة – إذ كانت ذات أساس محدود ومفهوم ولم تكن عامة كما هو الحال عليه الآن . ولكن هذه الأزمة عالمية وواقعة في كل أرجاء العالم وهي على خلاف كل الأزمات السابقة التي سبق ومر بها العالم . فإنه لا يوجد طريقة علاج لدينا لإيقافها أو تفاديها فالناس يحاولون إستخدام الطرق القديمة التي إستخدمت في معالجة الأزمات الماضية والتي تتمثل في إعانت البنوك , ولكن كل هذا سيكون من دون جدوى بل أنه في تفاقم الأزمة سيجد العالم نفسه مجبراً أمام هذا الوضع على مواجهة السبب الحقيقي للهذه الأزمة المالية والذي يتلخص في السلوك الأناني للإنسان والذي بدوره أدي إلى هذا الشرخ العميق في نظام هذه القوانين مما سيؤدي إلى دمار جسد البشرية فالطبيعة لن تتغاضى عن فعلنا هذا إذ ستقوم بتصليح هذا الشرخ لإيجاد التوازن بين عناصرها تبعاً للقوانين. بغض النظر عن ردود الفعل في محاولتنا في شرح وتفسير السبب الحقيقي لهذه الأزمة المالية , يجب علينا عدم فقدان الأمل والإستمرار في أداء مهماتنا وواجبانتا. فالذي يمكننا عمله هو محاولة حث العالم على تفهم سبب الأزمة الحقيقي وطريقة تصحيحها. وهذا يتطلب منا الصبر ولكن من خلال المعاناة والمحاولات والفشل الذي سيواجهه العالم سيدرك الناس الحقيقة في ما نقوله وبالتالي الإستماع لما نقوله .

طبيعة الازمة 

منذ بضعة شهور مضت تباحث بعض المختصون في حوار لإلقاء الضوء على إذا ما كان هناك ركائز ومعطيات صحيحة تُشير إلى إجتياح الازمة الإقتصادية  لروسيا أصبح أمراً واقعياً كما هو الأمر في أي بلد أخر في العالم.

نجده من السهل أن ندع خيالنا يجنح بنا وراء وَهْم من الأكاذيب في محاولتنا نكران الواقع في أننا نعيش أزمة عالمية لم يعرفها العالم من قبل بدلاً من الإسراع إلى إيجاد الحلول لهذا الواقع القاسي الذي أخذ العالم يعاني منه بشكل صارم وخاصة على الصعيد الاقتصادي. إننا نسير في طريق مسدود باذلين جهودنا في تصور مخارجٍ وهمية قاضين فيها على أنها مجرد أزمة بسيطة وواحدة من الأزمات التي مرَّ بها العالم من قبل وخرج منها في بدايةٍ جديدةٍ ولهذا سوف ندفع الثمن باهظاً في محاولتنا تمويه الواقع الحقيقي لهذه ألازمة في يومنا هذا وكأننا نعيش حلماً بأن الحياة وردية وأن المشاكل التي نصادفها في الطريق ليست إلا عبارة عن عقبات سهلة التخطي وبإمكاننا السيطرة عليها بزيادة السيولة النقدية في محاولتنا في إنعاش الأسواق المالية والبنوك وفي كفالة بعض من الدول في محاولة إنقاذها من مأزق التدهور الإقتصادي الكامل معتقدين بأن هذا الحل سيشكل الجسر الذي سينقلنا إلى بر الأمان .

صرح تقرير خاص بعلم النفسي قائلاً بأن إستثمار وإدخار المال أصبح أمراً غير كافٍ ليعطي الإنسان الشعور بالطمائنينة نحو المستقبل والأمان في توفير حياة سعيدة خالية من القلق والمخاوف المالية مشبهاً حلول طباعة الأوراق المالية ببئر لا قعر له وطبعاً قد تجلى هذا في محاولة إنقاذ اليونان لعدة مرات ورأينا كيف أن جميع المحاولات قد باءت بالفشل. كما صرح التقرير بإنَّ الوهم الذي نعيش فيه في أننا مسيطرين على هذه الأزمة الإقتصادية وأننا نعرف الحل  نابع من عدم محاولتنا في تغير وجهة نظرنا الفكرية لإدراك السبب الحقيقي للأزمة التي يزداد كربها يوماً بعد يوم في كل بلدٍ في العالم وفي رفضنا للواقع بأن الأزمة في يومنا هذا أزمة شاملة وتختلف عنما عرفه العالم في الماضي ولطالما نحن نعيش في هذا الوهم في نكران حقيقة واقع الحياة اليوم سنبقى غير قادرين على العمل على تجسيد السبب الأساسي وتطبيق الحل الصحيح لحل الأزمة الإقتصادية وخلق الإنسجام في عالمنا لتوفير حياة يجد فيها كل إنسان إينما وُجد على وجه الأرض الإكتفاء والسعادة. ففي يومنا هذا عالمنا مختلف عنما كان عليه الأمر في القدم فالتطور والتكنوكوجيا التي توصلنا إليها والتي ربطت العالم معاً وكأنه دولة واحدة ومناهج الحياة في مجتمعنا العالمي والتي تختلف عنما كانت عليه قبلاً من ناحية الإحتياجات والمتطلبات وإن لم يخرج الإنسان من قوقعة الفكر القديم ويواجه الواقع الحقيقي لن يتمكن من إدراك واقعية الأزمة والوصول إلى جذورها ليستطيع إيجاد الحل المناسب والسليم للعالم .

إن أسباب الازمه الاقتصاديه يتواجد في ذاتنا وفي تفكيرنا وفي علاقاتنا معاً لذلك نجد أن الحلول التي يحاول العالم تطبيقها غير مُجدية في تحسين المجال الصناعي والتكنولوجي وغيرها فإن الفكري الإنساني له حيزاً كبيراً ويلعب دوراً مهماً للغاية في تغير الواقع الأليم الذي نعيش فيه وبتغير تفكيرنا في معرفة السبب الصحيح عندها فقط سنتمكن من تغير الوضع الحالي والذي بدوره سيتجلى في الإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي .

تعليق عالم الكابالا:  لقد أشرتُ شارحاً لهذا من قبل وما زلت أقول اليوم بأن السبب الوحيد للأزمة اليوم هو الإنسان والحل الوحيد لهذه الأزمة يكمن في الإنسان نفسه. فكل شيء في الطبيعة متواجد في إنسجام تام حتى لو أنه يبدو للإنسان في بعض الأحيان العكس ولكن الكل خاضع لقوانين الطبيعة ويعمل معاً في توازن تام ما عدا الإنسان الذي هو العنصر الهام في الطبيعة والوحيد الخارج عن قوانينها وذلك بأنانيته التي فاقت حدها حتى في محاولة إيجاد السعادة والإكتفاء لنفسه. فالإنسان بجشعه ومحبته لنفسه على حساب الآخرين هو سبب الأزمة التي توصل إليها العالم في يومنا هذا والحل الوحيد للأزمة السياسية والإجتماعية والإقتصادية وحتى للكوارث الطبيعية يكمن في الإنسان نفسه في علاقته مع الآخرين وفي تعامله اللا أناني مع أفراد جنسه.

 

 

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*