حكمة الملك سليمان.hikmatelzohar.com-17

من حكمة الملك سليمان ابن داود

حكمة الملك سليمان بن داود الملك: باطل الأباطيل، الكل باطل

ما الفائدة للإنسان من كل تعبه الذي يتعبه تحت الشمس. دور يمضي ودور يجيء ، والأرض قائمة إلى الأبد،  والشمس تشرق، والشمس تغرب، وتسرع إلى موضعها حيث تشرق، الريح تذهب إلى الجنوب، وتدور إلى الشمال. تذهب دائرة دورانا، وإلى مداراتها ترجع الريح.

كل الأنهار تجري إلى البحر، والبحر ليس بملآن. إلى المكان الذي جرت منه الأنهار إلى هناك تذهب راجعة كل الكلام يقصر. لا يستطيع الإنسان أن يخبر بالكل. العين لا تشبع من النظر، والأذن لا تمتلئ من السمع. ما كان فهو ما يكون ، والذي صنع فهو الذي يصنع، فليس تحت الشمس جديد،  إن وجد شيء يقال عنه : انظر. هذا جديد. فهو منذ زمان كان في الدهور التي كانت قبلنا.  ليس ذكر للأولين. والآخرون أيضا الذين سيكونون، لا يكون لهم ذكر عند الذين يكونون بعدهم.

أنا الجامعة كنت ملكا على إسرائيل في أورشليم، ووجهت قلبي للسؤال والتفتيش بالحكمة عن كل ما عمل تحت السماوات. هو عناء رديء جعلها الخالق لبني البشر ليعنوا فيه. رأيت كل الأعمال التي عملت تحت الشمس فإذا الكل باطل وقبض الريح. الأعوج لا يمكن أن يقوم، والنقص لا يمكن أن يجبر.  أنا ناجيت قلبي قائلا: ها أنا قد عظمت وازددت حكمة أكثر من كل من كان قبلي على أورشليم، وقد رأى قلبي كثيرا من الحكمة والمعرفة ووجهت قلبي لمعرفة الحكمة ولمعرفة الحماقة والجهل، فعرفت أن هذا أيضا قبض الريح لأن في كثرة الحكمة كثرة الغم، والذي يزيد علما يزيد حزن

www.hikmatelzohar.com-trans208

قلت أنا في قلبي: هلم أمتحنك بالفرح فترى خيرا. وإذا هذا أيضا باطل. للضحك قلت: مجنون وللفرح: ماذا يفعل. افتكرت في قلبي أن أعلل جسدي بالخمر، وقلبي يلهج بالحكمة، وأن آخذ بالحماقة، حتى أرى ما هو الخير لبني البشر حتى يفعلوه تحت السماوات مدة أيام حياتهم.

فعظمت عملي: بنيت لنفسي بيوتا، غرست لنفسي كروما، عملت لنفسي جنات وفراديس، وغرست فيها أشجارا من كل نوع ثمر

عملت لنفسي برك مياه لتسقى بها المغارس المنبتة الشجر، قنيت عبيدا وجواري، وكان لي ولدان البيت. وكانت لي أيضا قنية بقر وغنم أكثر من جميع الذين كانوا في أورشليم قبلي. جمعت لنفسي أيضا فضة وذهبا وخصوصيات الملوك والبلدان. اتخذت لنفسي مغنين ومغنيات وتنعمات بني البشر، سيدة وسيدات.  فعظمت وازددت أكثر من جميع الذين كانوا قبلي في أورشليم، وبقيت أيضا حكمتي معي ومهما اشتهته عيناي لم أمسكه عنهما. لم أمنع قلبي من كل فرح، لأن قلبي فرح بكل تعبي . وهذا كان نصيبي من كل تعبي.

ثم التفت أنا إلى كل أعمالي التي عملتها يداي، وإلى التعب الذي تعبته في عمله، فإذا الكل باطل وقبض الريح، ولا منفعة تحت الشمس. ثم التفت لأنظر الحكمة والحماقة والجهل. فما الإنسان الذي يأتي وراء الملك الذي قد نصبوه منذ زمان. فرأيت أن للحكمة منفعة أكثر من الجهل، كما أن للنور منفعة أكثر من الظلمة.

الحكيم عيناه في رأسه، أما الجاهل فيسلك في الظلام. وعرفت أنا أيضا أن حادثة واحدة تحدث لكليهما. فقلت في قلبي: كما يحدث للجاهل كذلك يحدث أيضا لي أنا. وإذ ذاك، فلماذا أنا أوفر حكمة ؟. فقلت في قلبي: هذا أيضا باطل. لأنه ليس ذكر للحكيم ولا للجاهل إلى الأبد. كما منذ زمان كذا الأيام الآتية: الكل ينسى. وكيف يموت الحكيم كالجاهل.

فكرهت الحياة، لأنه رديء عندي، العمل الذي عمل تحت الشمس، لأن الكل باطل وقبض الريح. فكرهت كل تعبي الذي تعبت فيه تحت الشمس حيث أتركه للإنسان الذي يكون بعدي، ومن يعلم، هل يكون حكيما أو جاهلا، ويستولي على كل تعبي الذي تعبت فيه وأظهرت فيه حكمتي تحت الشمس ؟ هذا أيضا باطل.

فتحولت لكي أجعل قلبي ييئس من كل التعب الذي تعبت فيه تحت الشمس، لأنه قد يكون إنسان تعبه بالحكمة والمعرفة وبالفلاح، فيتركه نصيبا لإنسان لم يتعب فيه . هذا أيضا باطل وشر عظيم. لأنه ماذا للإنسان من كل تعبه، ومن اجتهاد قلبه الذي تعب فيه تحت الشمس لأن كل أيامه أحزان ، وعمله غم. أيضا بالليل لا يستريح قلبه. هذا أيضا باطل هو.

ليس للإنسان خير من أن يأكل ويشرب ويري نفسه خيرا في تعبه. رأيت هذا أيضا أنه من يد الخالق لأنه من يأكل ومن يلتذ غيري لأنه يؤتي الإنسان الصالح قدامه حكمة ومعرفة وفرحا، أما الخاطئ فيعطيه شغل الجمع والتكويم، ليعطي للصالح قدام الخالق. هذا أيضا باطل وقبض الريح.

www.hikmatelzohar.com-trans204

لكل شيء زمان، ولكل أمر تحت السماوات وقت. للولادة وقت وللموت وقت. للغرس وقت ولقلع المغروس وقت، للقتل وقت وللشفاء وقت. للهدم وقت وللبناء وقت، للبكاء وقت وللضحك وقت. للنوح وقت وللرقص وقت. لتفريق الحجارة وقت ولجمع الحجارة وقت. للمعانقة وقت وللانفصال عن المعانقة وقت. للكسب وقت وللخسارة وقت. للصيانة وقت وللطرح وقت. للتمزيق وقت وللتخييط وقت. للسكوت وقت وللتكلم وقت. للحب وقت وللبغضة وقت. للحرب وقت وللصلح وقت. فأي منفعة لمن يتعب مما يتعب به.

قد رأيت الشغل الذي أعطاه الخالق بني البشر ليشتغلوا به. صنع الكل حسنا في وقته، وأيضا جعل الأبدية في قلبهم، التي بلاها لا يدرك الإنسان العمل الذي يعمله الخالق من البداية إلى النهاية. عرفت أنه ليس لهم خير، إلا أن يفرحوا ويفعلوا خيرا في حياتهم. وأيضا أن يأكل كل إنسان ويشرب ويرى خيرا من كل تعبه، فهو عطية الخالق.

قد عرفت أن كل ما يعمله الخالق أنه يكون إلى الأبد. لا شيء يزاد عليه، ولا شيء ينقص منه، وأن الخالق عمله حتى يخافوا أمامه ما كان فمن القدم هو ، وما يكون فمن القدم قد كان. والخالق يطلب ما قد مضى، وأيضا رأيت تحت الشمس: موضع الحق هناك الظلم، وموضع العدل هناك الجور. فقلت في قلبي: الخالق يدين الصديق والشرير، لأن لكل أمر ولكل عمل وقتا هناك. قلت في قلبي: من جهة أمور بني البشر، إن الخالق يمتحنهم ليريهم أنه كما البهيمة هكذا هم. لأن ما يحدث لبني البشر يحدث للبهيمة، وحادثة واحدة لهم. موت هذا كموت ذاك، ونسمة واحدة للكل. فليس للإنسان مزية على البهيمة، لأن كليهما باطل. يذهب كلاهما إلى مكان واحد. كان كلاهما من التراب، وإلى التراب يعود كلاهما. من يعلم روح بني البشر هل هي تصعد إلى فوق ؟ وروح البهيمة هل هي تنزل إلى أسفل، إلى الأرض، فرأيت أنه لا شيء خير من أن يفرح الإنسان بأعماله، لأن ذلك نصيبه. لأنه من يأتي به ليرى ما سيكون بعده.

 

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*