نينوى وقصة النبي يونان

معنى قصة النبي يونان

 نينوى – ماذا تفعل لو أن الخالق دعاك أنت ليرسلك إلى نينوى؟

هل تهرب من الرب إذا دعاك؟ وإلى أين؟ لو كان خلاص الآخرين يعتمد عليك أنت فماذا تعمل؟ هل ترمي نفسك في العمق وتأبى مساعدة الناس أم تتغلب على نزعتك الأنانية وتهرع لمساعدتهم بالرغم من الصراع الذي يدور في نفسك؟

وصار قول الرب الى يونان بن امتاي قائلا قم اذهب الى نينوى المدينة العظيمة وناد عليها لانه قد صعد شرهم امامي فقام يونان ليهرب الى ترشيش من وجه الرب فنزل الى يافا ووجد سفينة ذاهبة الى ترشيش فدفع اجرتها ونزل فيها ليذهب معهم الى ترشيش من وجه الرب فارسل الرب ريحا شديدة الى البحر فحدث نوء عظيم في البحر حتى كادت السفينة تنكسر. فخاف الملاحون وصرخوا كل واحد الى الهه وطرحوا الامتعة التي في السفينة الى البحر ليخففوا عنهم.واما يونان فكان قد نزل الى جوف السفينة واضطجع ونام نوما ثقيلا. فجاء اليه رئيس النوتية وقال له ما لك نائما. قم اصرخ الى الهك عسى ان يفتكر الاله فينا فلا نهلك. وقال بعضهم لبعض هلم نلقي قرعا لنعرف بسبب من هذه البلية. فالقوا قرعا فوقعت القرعة على يونان فقالوا له اخبرنا بسبب من هذه المصيبة علينا.ما هو عملك ومن اين اتيت.ما هي ارضك ومن اي شعب انت. فقال لهم انا عبراني وانا خائف من الرب اله السماء الذي صنع البحر والبر. فخاف الرجال خوفاً عظيماً وقالوا له لماذا فعلت هذا. فان الرجال عرفوا انه هارب من وجه الرب لانه اخبرهم. فقالوا له ماذا نصنع بك ليسكن البحر عنا.لان البحر كان يزداد اضطرابا.

www.hikmatelzohar.com.156

فقال لهم خذوني واطرحوني في البحر فيسكن البحر عنكم لانني عالم انه بسببي هذا النوء العظيم عليكم ولكن الرجال جذفوا ليرجعوا السفينة الى البر فلم يستطيعوا لان البحر كان يزداد اضطرابا عليهم. فصرخوا الى الرب وقالوا اه يا رب لا نهلك من اجل نفس هذا الرجل ولا تجعل علينا دما بريئا لانك يا رب فعلت كما شئت. ثم اخذوا يونان وطرحوه في البحر فوقف البحر عن هيجانه. فخاف الرجال من الرب خوفا عظيما وذبحوا ذبيحة للرب ونذروا نذورا. واما الرب فاعد حوتا عظيما ليبتلع يونان.فكان يونان في جوف الحوت ثلاثة ايام وثلاث ليال

فصلى يونان الى الرب الهه من جوف الحوت وقال.دعوت من ضيقي الرب فاستجابني.صرخت من جوف الهاوية فسمعت صوتي. لانك طرحتني في العمق في قلب البحار.فاحاط بي نهر.جازت فوقي جميع تياراتك ولججك. فقلت قد طردت من امام عينيك.ولكنني اعود انظر الى هيكل قدسك. قد اكتنفتني مياه الى النفس.احاط بي غمر.التف عشب البحر براسي. نزلت الى اسافل الجبال.مغاليق الارض علي الى الابد.ثم اصعدت من الوهدة حياتي ايها الرب الهي. حين اعيت في نفسي ذكرت الرب فجاءت اليك صلاتي الى هيكل قدسك. الذين يراعون اباطيل كاذبة يتركون نعمتهم. اما انا فبصوت الحمد اذبح لك واوفي بما نذرته.للرب الخلاص وامر الرب الحوت فقذف يونان الى البر

www.hikmatelzohar.com.157

ثم صار قول الرب الى يونان ثانية قائلا قم اذهب الى نينوى المدينة العظيمة وناد لها المناداة التي انا مكلمك بها فقام يونان وذهب الى نينوى بحسب قول الرب.اما نينوى فكانت مدينة عظيمة للرب مسيرة ثلاثة ايام. فابتدا يونان يدخل المدينة مسيرة يوم واحد ونادى وقال بعد اربعين يوما تنقلب نينوى فامن اهل نينوى بالرب ونادوا بصوم ولبسوا مسوحا من كبيرهم الى صغيرهم. وبلغ الامر ملك نينوى فقام عن كرسيه وخلع رداءه عنه وتغطى بمسح وجلس على الرماد ونودي وقيل في نينوى عن امر الملك وعظمائه قائلا لا تذق الناس ولا البهائم ولا البقر ولا الغنم شيئا.لا ترع ولا تشرب ماء. وليتغط بمسوح الناس والبهائم ويصرخوا الى الرب بشدة ويرجعوا كل واحد عن طريقه الرديئة وعن الظلم الذي في ايديهم. لعل الرب يعود ويندم ويرجع عن حمو غضبه فلا نهلك فلما راى الرب أعمالهم انهم رجعوا عن طريقهم الرديئة ندم الرب على الشر الذي تكلم ان يصنعه بهم فلم يصنعه

فغم ذلك يونان غماً شديداً فاغتاظ وصلى الى الرب وقال آه يا رب اليس هذا كلامي اذ كنت بعد في ارضي.لذلك بادرت الى الهرب الى ترشيش لاني علمت انك اله رؤوف ورحيم بطيء الغضب وكثير الرحمة ونادم على الشر. فالان يا رب خذ نفسي مني لان موتي خير من حياتي. فقال الرب هل اغتظت بالصواب وخرج يونان من المدينة وجلس شرقي المدينة وصنع لنفسه هناك مظلة وجلس تحتها في الظل حتى يرى ماذا يحدث في المدينة. فاعد الرب الاله يقطينة فارتفعت فوق يونان لتكون ظلا على راسه لكي يخلصه من غمه.ففرح يونان من اجل اليقطينة فرحا عظيما ثم اعد الرب دودة عند طلوع الفجر في الغد فضربت اليقطينة فيبست. وحدث عند طلوع الشمس ان الرب أعد ريحاً شرقيةً حارةً فضربت الشمس على راس يونان فذبل فطلب لنفسه الموت وقال موتي خير من حياتي فقال الرب ليونان هل اغتظت بالصواب من اجل اليقطينة.فقال اغتظت بالصواب حتى الموت. فقال الرب انت شفقت على اليقطينة التي لم تتعب فيها ولا ربيتها التي بنت ليلة كانت وبنت ليلة هلكت. افلا اشفق انا على نينوى المدينة العظيمة التي يوجد فيها اكثر من اثنتي عشرة ربوة من الناس الذين لا يعرفون يمينهم من شمالهم وبهائم كثيرة

teacher icon  تفسير عالم الكابالا لمدينة نينوى 

كلمة يونان تعني جذور نفس آدم كادمون أي جذر النفس البشرية . يونان هي درجة النبوة.

لما تكلم الخالق معه وأمره قائلاً: “ قم اذهب الى نينوى المدينة العظيمة وناد عليها لانه قد صعد شرهم امامي” المعني بأن يذهب إلى أناس قد إندلعت الأنانية بينهم لدرجة أنه كره الواحد أخاه والخالق أراد من يونان بأن يذهب لتعليمهم الحكمة ونشرها بينهم كي يستطيعوا الإرتقاء فوق “الأنا” التي تسيطر عليهم وتقودهم إلى الفناء. ولكنه أبى الذهاب وقرر الهرب.

ووجد سفينة ذاهبة الى ترشيش“. السفينة معناها هنا إيقاظ ” القوف” أي جسد هذه النفس أي الرغبات الأنانية لهدف تصحيحها .

واما يونان فكان قد نزل الى جوف السفينة واضطجع ونام نوما ثقيلا“. النوم دلالة على ضعف النفس .

فجاء اليه رئيس النوتية“: أي الرغبة الحسنة أو الجيدة وهي الرغبة في العطاء. من خلال دراسة علم الكابالا نستطيع جذب نور الخالق القادر على تصحيح “الأنا ” فينا أي تصحيح الرغبات الأنانية وإستبدالها برغبة المحبة والعطاء تجاه الآخرين.

قم اصرخ الى الهك عسى ان يفتكر الاله فينا فلا نهلك” أي أصرخ إلى الخالق وأطلب “آور مكيف” النور المحيط الذي يجتذبه الإنسان من خلال رغبته في تبني سمات الخالق عليه من محبة طاهرة وعطاء تجاه الآخرين على عكس سمات “الأنا” والتي لا تهتم إلا بنفسها.

ما هو عملك ومن اين اتيت” أي أعمالك في هذا العالم .

“ان الرجال عرفوا انه هارب من وجه الرب”-“ثم اخذوا يونان وطرحوه في البحر فوقف البحر عن هيجانه”. نرى هنا أن الرجال فهموا بأنه يونان رافض طلب النور المحيط وهارب منه لأن النور المحيط في العادة يضع الضغط على “الأنا” مما يُشعر الأنا بالمعاناة والأنا طبعاً لا ترغب في هذا الشعور. طُرح يونان في البحر فوقف البحر عن الهيجان هذا يشير إلى أن هناك طريقتين يأتي التصحيح بهما أو أن هناك نوعين من المعاناة: الأولى هي في سعي الإنسان في طلب قوة الخالق في مساعدته على تصحيح الأنا فيه مما يجلب نوع من المعاناة ولكن هذه المعاناة هي من شعور الإنسان في إبتعاده عن خالقه. أما النوع الثاني من المعاناة تتمثل بقوة الطبيعة والتي تجبر الإنسان وتحثه للخضوع لقوانينها للوصول إلى الإنسجام في العيش فيها وهذا ما ندعوه بطريق العذاب والمقاساة في رد فعل الطبيعة ضد سلوك الإنسان الأناني.

هرب يونان يتمثل في عدم رغبة كل منا في الإرتباط والتواصل مع الآخرين إذ يشعر كل منا بأنه مستقل في ذاته وليس هو بحاجة إلى الآخرين, هذا شعور الأنا في كل منا ولكن في الحقيقة نحن أجزاء متفرقة من نفس آدم التي تبعثرت في سقوطه من العناية الإلهية ومن المستحيل إستمرار أي منا في وحدويته بعيداً عن الآخرين وعالمنا اليوم يثبت لنا هذا وبوضوح إذ أننا نجد أنه لا يوجد أي دولة بإستطاعتها الإستقلالية بحد ذاتها من دون الإعتماد على الدول الآخرى لتأمين العيش لسكانها.

خلاصة الكلام هي: النقطة التي في القلب التي نتكلم عنها في علم الكابالا هي الوميض والجزء من نفس آدم التي تبعثرت, وكالحيوان المنوي في إحتوائه على جميع العوامل الوراثية هكذا النقطة في القلب إذ تتضمن على كل المعلومات التي تحتاجها لتنمو وتصبح نفساً كاملة والمجموعة هي البيئة الوحيدة التي تبعث الحياة فيها وتساعدها على النمو. فإنه من خلال المجموعة تكتشف “الأنا” الخالق وهنا لا يوجد أي مكان آخر للهرب كما نرى في القصة ومن خلال إرتباط الإنسان مع الآخرين يُقدم على معرفة الخالق, ومن خلال هذا الإرتباط يحصل الإنسان على السفيرات العشر التي من خلالها يرتقي جميع درجات ومراحل التصحيح ويحصل على النور المحيط الذي يقوم بتصحيحه ولذلك دعا الرب يونان للذهاب إلى نينوى.

“فقام يونان وذهب الى نينوى بحسب قول الرب” إذ أنه أدرك أن الطريق الوحيد للوصول إلى الإنسجام والوحدوية يكون فقط من خلال نشرالحكمة. دراسة الحكمة ومشاركتها مع الجميع لمساعدتهم في إدراك الإنسان لمعنى وجوده. وعند سؤلنا لقوة العطاء نحصل عليها فقط عن طريق مشاركة الحكمة إذ فيها تكمن القوة التي تفتح عيني الإنسان على الحياة الحقيقية وتعيد له إرتباطه بالخالق.

العمل مقسم إلى جزئين: الجزء الأول هو في الإرتباط مع المجموعة التي معك في نفس الطريق أي أللذين لهم النية نفسها في الرغبة والعمل من خلال الدراسة. والجزء الثاني هو العالم لنشر الحكمة. لهذا النوعين من الإرنباط أهمية بالغة وأساسية.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*