www.hikmatelzohar.com=98

الراباش – شجرة معرفة الخير والشر

لقد كرس الراباش حياته على العمل في تفسير مقالات كتاب الزوهار وكتابات علماء الكابالا السابقين ووضعها في أسلوب يتناسب مع نوعية ومستوى الفكر في جيلنا نحن ليكون من الممكن توفر علم حكمة الكابالا لكل إنسان على وجه الأرض وتوفير الفرصة لكل من يخضه قلبه على معرفة الخالق وإحراز العالم الروحي.

وصف الراباش بأنه ذو قلب يتقد بمحبة الآخرين فمهما صعبة الظروف التي عاش فيها لم تستطيع أن تحول بينه وبين بذل كل جهده لوضع المنهج السهل الذي من خلاله يستطيع كل إنسان مهما كان موطنه أو دينه أو لغته أن يجد الجواب الصحيح لمعنى حياته وهدفه في هذا العالم، ومعاً نبحر في هذا الواقع الذي لا حدود له للوصول إلى إحراز مفهوم العالم الروحي

من كتابات عالم الكابالا الراباش 

شجرة معرفة الخير والشر

لقد ورد في كتاب الزوهار: شجرة معرفة الخير والشر، إذا كانوا قد نالوا مكافأة فهذا خير وجيد، وإن لم يحصلوا على مكافأة فهذا شر.

في كتاب الشرح السلمي لكتاب الزوهار يشرح صاحب السلم قائلا أنه إذا كوفأ الإنسان فإن صفة قضاء الدين تكون مستترة وتظهر صفة الرحمة وهذا يعني أن السفيرا ملخوت والتي اكتسبت صفة الرحمة من الخالق تتجلى مكان القضاء. والعكس أيضا صحيح في حال لم ينال الإنسان مكافأة.

من المتوجب علينا فهم الذي توحي إليه الكلمات إظهار و إخفاء. من المتعارف عليه بأن الإنسان يتألف من صفتين، صفة الفضيلة والخير وأيضا صفة السؤ. وهذا لسبب – أنه لا يوجد إنسان بار على وجه الأرض يعمل الخير ولا يخطئ.

في كلمة أخرى، يوجد دائما حاجة أو نقص داخل قلب الإنسان أي رغبة إضافية بحاجة إلى تصحيح، وعلى خلاف ذلك لا يوجد أي شيء آخر للإنسان ليعمله في هذا العالم. كما الحال في علاقة شخصين معا تجمع بينهما علاقة صداقة وفجأة يسمع أحدهم بأن الآخر قد قام بما أسئ له، فمباشرة نراه يتباعد عن صديقه، لا يود النظر إليه ولا التواجد بقربه، ولكن بعدئذ يتراضون معا.

لقد حذر حكماؤنا قائلين : لا تحاول تهدئة أو إسترضاء صديقك في حين ما زال في حالة غضب تجاهك. والسؤال لماذا؟ السبب أنه عندما يكون الإنسان في حالة غضب فهو لا يتمكن من الإرتقاء عن النظر إلى خطاء صديقه في هذه اللحظة وبالتالي يكون غير قادر على مغفرة خطئه بما أن خطاء صديقه يظهر باديا للعيان مضهيا على سمات صديقه الحسنة، تلك السمات الحسنة التي من أجلها إنتقاه لكي يكون صديقا له، وبالتالي كيف بإمكانه التكلم مع أحد يراه على أنه إنسان سيء بسبب الألم الذي سببه له؟

ولكن وبعد مرور فترة من الزمن وعندما ينسى الألم الذي سببه صديقه له يستطيع إعادة إكتشاف السمات أو الصفات الحميدة التي في صديقه والتي تضهي في دورها على صفاته السيئة ساترة إياها، بمعنى آخر إن إحساسه بصفات صديقه الحسنة يتجدد ويحيا فيه من جديد.

في طبيعة الأمر إن لم يعر الإنسان إنتباهه للصفات السيئة في صديقه مقيتا إياها، فلن تجد سندا لها فتدفع جانبا متوارية عن العيان. وهذا بسبب أنه عندما يتكلم الإنسان عن أي شيء فإن كلماته تعطي قوة وحياة لما يذكر في حديثه ولذلك عندما ينسى الإنسان غضبه ويطلق عنان الألم والحزن الذي سببه له صديقه عندها يكون بإمكانه التكلم عن المسرات التي تلقاها من صديقه بسبب صفاته الحسنة التي يتحلى بها.

تتضح هذه الصورة بشكل جلي في علاقة الزوجين معا إذ نجد أحيانا بأنهم يختلفان في الرأي إلى درجة أنه يتمنى أن يهجر الواحد الآخر ولكن بعد ذلك يتصالحان. ولكن ماذا بالنسبة للأمور السيئة التي حصلت بينهما أثناء شجارهما معا؟ هل أنها إختفت من عالمهم تماما؟

بالطبع يصح القول هنا بأنهم جعلوا من أسباب الخصام أمرا مستترا ليتوارى عن أنظارهم أي أن كل شخص ستر الصفات السيئة للآخر كاتما إياها، ففي وقت المصالحة والسلام نرى أن كلا منهم لا يفتكر إلا في الصفات الحميدة بينهم وهذه هي قوة التطابق والتناغم التي جمعتهما معاً.

وحتى في هذه المرحلة لو أتى أحد ما من العائلة وأخذ بالتكلم عن الرجل والمرأة مبيحاً أخطاء كل منهما فبعمله هذا يعطي قوة وحياة لتلك الصفات السيئة التي حاولوا سترها وبالتالي يعمل على إيقاظها وتعريتها في كل من الطرفين. في هذه الحالة بإمكانه أن يسبب إنشقاقا بينهما.

هكذا الحال أيضا عندما يتعلق الأمر بصديقين فإذا تدخل شخص ثالث بينهما وأخذ يظهر الصفات السيئة الكامنة في الواحد للآخر فبعمله هذا يعطي هذه الصفات حياة وقوة مما يؤدي إلى شرخ ودمار علاقة الصداقة التي تجمع هذين الشخصين.

وربما أنه لهذا السبب نرى أن الإفتراء والتشهير وتشويه السمعة شيء محظور ومحرم حتى ولو كان صحيحاً بما أنه يكشف الأمور التي كانت مستترة في الماضي. وليس هذا فقط بل أنه يعمل على ستر الصفات الحسنة ويظهر تلك الشنيعة منها وبالتالي يسبب في إنشقاق العلاقة والفراق. بالرغم من أن كل ما قاله ربما صحيح فالسبب كما أوردت سابقا إن كل شيء يعتمد على ما هو ظاهر وما هو مستتر.

كذالك الأمر فيما يتعلق ما بين الإنسان والخالق. فلطالما أن شر الإنسان مستتر فهو يشعر بأنه ذو خصائل حميدة مما يدفعه إلى عمل الخير والصلاة بما أنه مؤهل لإحراز درجة جديدة. ولكن عندما يكون الأمر معاكسا أي أن صفاته الحسنة هي المستترة وعيوبه هي الظاهرة فهو لا يستطيع الإلتفات إلى الأعمال الحسنة والصلاة إذ أنه يرى نفسه غير جدير للقيام بأي عمل أو أي شيء حسن. وبالتالي من الأجدر به أن يعيش حياته كالعجماء بما أنه لا يستطيع أن يكون إنسانا. قال صاحب السلم في هذا لطالما يشغل الإنسان نفسه في الأعمال الحسنة ودراسة الحكمة يشعر بتواضعه في منزلته الوضيعة ولكن عندما يشغل نفسه في الأمور العالمية فهو لا يشعر أبداً بردائته ولا بأي نوع من التواضع ناظرا الشر الذي فيه.

بينما كان يتوجب أن يكون الأمر على خلاف ما ذكر إذ أنه من المنطقي أن يشعر الإنسان بتواضعه عندما يشغل نفسه في الأمور العالمية والتي لا تجلب له أي نوع من الحياة الروحية ولكن لطالما يشغل نفسه في الحكمة ودراستها وفي الأعمال الحسنة عندها يعتبر نفسه كاملا. وهذا بالطبع متعلق بالمسألة التي تم ذكرها في البداية.

2 تعليقات

  1. صباح الخير
    اين يمكن الحصول على كتب كبالاه

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*