الدرس

الدرس الثاني

تاريخ علم حكمة الكابالا

في هذا الدرس سنتطرق إلى شرح مراحل التاريخ التي تشير إلى حقبة معينة من ظهور علم حكمة الكابالا لوتأثيرها على البشرية    التي ظهر فيها عمالقة العلم والذين تركوا بصمتهم في تحديد تأثير المعرفة في ظهورها لكي يكون بمقدور البشرية الإستسقاء من هذه الحكمة لتصل إلى العيش الهنيء وليحصل الإنسان على سعادة أبدية في علاقته مع خالقه ومع بني جنسه.

 

الحلقةُ الدراسيةُ الحرةُ – المرحلةُ الأولى

الدرسُ الثانيُ

 

تاريخ علم حكمة الكابالا

في هذا الدرس سنعطي لمحة عن تاريخ علم الكابالا وعن المراحل التاريخية التي تشير إلى ظهور عمالقة الكابالا والذين أثروا وبشكل بارز على إظهار الحكمة للإنسانية.

شمعون بن يوخاي وكتاب الزوهار

إسحاق لوريا وفتح حكمة الكابالا للعامة

يهودا أشلاغ والتفسير السلمي كتاب الزوهار

الراباش

صاحب قلب يتقد بمحبة الآخرين عمل على نشر علم حكمة الكابالا لينال الجميع السعادة الأبدية

تاريخ علم حكمة الكابالا

يُعتبر أبونا وسيدنا إبراهيم عليه السلام هو أولُ عالم في حكمة الكابالا إذ يُعدّ أول من فتح أمامنا الطريق إلى العالم الروحي فهو أول من بدأ في تدريس حكمة الكابالا بمجموعات وفتح خيمته أمام كل من كان لديه الرغبة للعالم الروحي ولمعرفة سبب وجوده في هذا العالم وهدف حياته فيه.

رأى سيدُنا إبراهيم عظمة الوجود الإنساني وعمل قوانين الطبيعة وسأل أسئلةً كثيرةً مُستفسراً عن عظمة الخليقة فظهر له العالم الأعلى من خلال الوحي والإلهام. هذه المعرفة التي اكتسبها والطريقة التي استخدمها في اكتساب هذه المعرفة  دوّنها وحفظها للأجيال التي أتت بعدهُ.

على مر العصور إنتقلت الحكمةُ من عالم إلى آخر من مُعلم إلى تلميذه  وكل منهم أضاف براهين تجربته في الدراسات التحليلية والتفسيرية لجميع قوانين النظريّة المنصوص عليها لهدف جمع الكمّ الأكبر من المعرفة.

إنتشار الحكمة

أخذ علمُ الكابالا في الإنتشار بعد المُدونات التي كتبها سيّدُنا مُوسى عليه السلام. وفي المرحلة الزمنيّة من سنة ٥٨٦ إلى سنة ٥١٥ في حقبة ما قبل الميلاد كان تعليمُ الكابالا مُنتشراً إذ كان يُدرّسُ ضمن مجمُوُعات صغيرة ومُتعددة من طالبي هذا العلم.

ولكن بعد سنة السبعين ما بعد الميلاد إلى جيلنا هذا هناك ثلاث مراحل خاصة تُعتبرُ مهمة جداً في تاريخ تقدُّم وتطور هذا العلم والتي صدرت فيها أهم الكتابات الأساسيّة من ناحية دراسة نظريته وأُسلوبه.

مراحل ظهور علم حكمة الكابالا

 شمعون بن يوخاي – إسحاق بن لوريا – يهودا أشلاغ  – الراباش

المرحلة الأولى:  تُحصر المرحلة الأولى في ظهورالعالم شمعون بن يُوخاي والملقب “بالراشبي”. كتب الراشبي كتابُ الزوهار وشرح فيه مراحل تطوُر النفس البشريّة على مدار الستة ألف سنة الماضية أي منذ نشأت هذه النفس ومراحل تطورها في كُل جيل إلى أن وصلت إلى مرحلة التصحيح النهائيّة.

كان الراشبي إنساناً معروفاً برزانته وحكمته وعظمة مقامه ومكانته في المجتمع. فقد وُلد وترعرع في مُرتفعات الجليل ودرس الحكمة على يد العالم أكيفا لمدة ثلاثة عشر سنة وأحرز أعلى الدرجات الروحيّة.

المرحلة الثانية: أما المرحلةُ الثانيّةُ وهي الحُقبةُ التي عاش فيها العالمُ الشهيرُ اسحاق لُوريا والمُلقّبُ بالآري. أظهر الآري لُغة الحكمة النقيّة ذات الأُسلُوُب الرفيع والمُتقن في كتاباته وهُو الذي أظهر بداية حُقبة تاريخيّة جديدة حين فتح المجال أمام العامة من الناس للدراسة. وقد ترك لنا عالمُ الكابالا الآري النظام الأساسيّ في البحث والدراسة والذي ما زلنا نستخدمُهُ نحنُ الآن في يومنا هذا.

المرحلةُ الثالثةُ: يُشار إليها بظُهُور العالم يهُودا أشلاغ والذي ألف كتاب الشرح السلّميّ لكتاب الزُوُهار ولتعاليم الآري.

أعمال وكتابات صاحب السلم: من أعظم أعماله مقالُ  “السفيرات العشر” . وفي سنة ١٩٤٠ نشر مقال  “مركز ومخارج النوايا. ومقال “الشروحات السُلمية لكتاب الزُوهار”  والتي نُشرت في واحد وعشرين مجلد من سنة ١٩٤٥ إلى سنة ١٩٥٣. وقد لُقب بصاحب السُلّم لسبب أُسلُوبه في شرح مُستوى كل عالم من العوالم الروحية وتقسيمه لدرجات لإعطاء الصورة الفكرية للفاصل بين كل عالم وعالم بقياس الدرجات المُكوّنة من ١٢٥ درجة – السفيرات حسب تقسيم العوالم. هذه الدرجات مقسمةٌ بشكل مُتساو ومُتكافئ بين العوالم الروحية الخمسة وهذه العوالمُ هي:  عالم أدم كادمُون-  عالم أتسيلُوت-  عالم برييّا-  عالم يتسيرا – عالم عاسيّا.

آخر الذرية الذهبية لعلماء الكابالا

بعد صاحب السُلّم أتى العالم بارُوخ شالوم هالفي أشلاغ والملقّب “بالراباش”.

كتب الراباشُ جميع مقالاته وكتبه توافقاً مع تعليمات وتوجيهات صاحب السُلّم وذلك لهدف المُحافظة على أصالة المعلومات مُستخدماً أُسلوباً راقياً وتفصيلياً باذلاً غاية الجهد في الشرح والتوسيع المُفصّل لكتابات صاحب السُلّم مُقدماً أُسلوباً بارعاً

كان الراباش إنساناً مُتواضعاً ووديعاً ومرح الروح وقلبه يتوقد بمحبّة الآخرين لم يشغله العالم المادي والسعي وراء المجد والشُهرة بل كان همه الوحيد مُنصب على نشر علم حكمة الكابالا. فقد ألّف طريقة جديدة لتعليم الكابالا وكتب مقالات أسبوعية لطلابه كان يشرح فيها كل مرحلة من مراحل عمل الإنسان الروحي.

كانت مقالاته تركز على تعليم الإنسان فاتحاً أمامه كل شعور يشعر به في أي مرحلة من مراحل تقدمه مُفصلاً بدقة معنى كل شعور ومعنى كل درجة وكيفية العمل فيها مفسراً تأثير هذا العمل على نموه الروحي وتوجيهه في المرحلة التالية

الراباش هو الوحيد الذي نجح في تقديم أفضل الطرق لمعرفة عمق واقعنا الكامل.

كان الراباش فريداً من نوعه إذ أراد أن ينير المستقبل أمام كل إنسان وقد نجح في عمله هذا، ففي تطبيق شروحاته لنظرية علم الكابالا التي تركها لنا نحصل على نعمة إظهار الواقع الأبدي الحقيقي والكاملُ والذي إكتشفه علماء الزوهار في كُل الأجيال السابقة.

عالم الكابالا

إنّ طريقة عالم الكابالا في التعامل مع مبادئ العلم في شرحه وتعليميه يتماشى مع مبدأ الراباش في رغبته في جعل علم الحكمة متوفراً – لكل شخص-  إذ يرى أنّه كالخلايا في الجسد الواحد هكذا البشريةُ أيضاً فالخلايا كلّها مرتبطة الواحدة بالأخرى وتعمل بإنتظام مع الخلايا الأُخرى مقدمةً كلَ جُهدها في ترابط وفي إنسجام كامل لضمان صحة الجسد وبقائه على قيد الحياة.

فمن المستحيل على الخليّة الواحدة التواجد بمفردها فحياتها تعتمد على حياة الخلايا الباقية، من المعروف طبياً إذا أرادت الخلية الواحدة أن تستقل بذاتها  رافضةً مبدأ الإنسجام والتعاون فإنها تتحول إلى خليّة خبيثة وتتكاثر بسرعة وبالنهاية تؤدي إلى دمار وموت الجسد بكامله.

هكذا البشرية، أفرادها كالخلايا في الجسد والذي بُني على مبدأ  أحب قريبك كنفسك فالترابط في محبة وإنسجام بين أفراد البشر مهم جداً لبقاء البشريّة إذ انّ جميع الفروق التي تُميز البشر لا مكانة لها في الجسد الواحد وليس لها أهميّةً،

فمهما كان جنسك أو لغتك فخالقُنا واحد

وقد جبلنا من طينة واحدة

وكلنا إنحدرنا من أبونا أدم.

 

الأسئلة

ما هي المراحلُ الثلاثُ الهامةُ في تاريخ تقدُم علم حكمة الكابالا؟

من هو الراشبي؟

بما إشتهر عالم الكابالا الآري؟

لماذا لُقب عالم الكابالا يهودا أشلاغ بصاحب السلم ؟

عَدد درجات العوالم الروحيّة الخمسة؟

من هو الراباش؟ وبما تميز عن علماء الكابالا الآخرين؟

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*