جمر-hikmatelzohar

الدين

هل يوجد أي تكافؤ بين الكابالا وأي دين؟

لا. لا يوجد أي نوع من التكافؤ أو التوازي أو التعادل لعلم الكابالا مع أي دين لأن حكمة الكابالا هي علم ولا علاقة لها بأي من الأديان، أو أنواع الإيمان، أو أنواع التأمل أو النظريات الشائعة في هذا المجال ولا حتى لها أي علاقة بالديانة اليهودية. فإذا سألت أي يهودي متدين عنما إذا كان يعرف علم حكمة الكابالا، سيكون جوابه قاطعا بأنه لا يعرف علم حكمة الكابالا ولا يرى أنه من المتوجب عليه معرفته. وهذا صحيح، لأن علم حكمة الكابالا ليس ضروري لهؤلاء المنشغلين والمنهمكين في الطقوس الدينية.

هل أن الفرق بين الديانة اليهودية وعلم الكابالا هو أن اليهودية هي ديانة وأن علم الكابالا هو حكمة عقلانية والإدراك الفهمي للأمور؟

علم الكابالا هو حكمة إظهار نور الخالق ونظام إحراز العالم الأعلى والذي هو منشأ الحق السامي والمعرفة العليا والدين لا يتعامل بهذه الأمور ولا يعالجها على أي شكل من الأشكال. فالشخص المتدين يكون من المتوجب عليه معرفة إتباع المبادئ التي تفرض عليه في إطارها الخاص بينما علم الكابالا يوجهنا إلى إحراز العالم الروحي.

بالإضافة إلى ما ورد، علم حكمة الكابالا تكثف وتزيد من قوة الإرادة في التقبل والرغبة في المعرفة بناء على الوعي الذاتي وإحراز العالم الروحي. أما بالنسبة للديانات الأخرى فجميعها مبنية على الزهد والتقييد الذاتي

بناءً على قرائتي لكتبك قد لاحظت بأن هناك بعض النصوص لا تخلو من التشابه، وبعد التحقيق فيها وصلت إلى القناعة بأن بعض المفاهيم الكابالية تشكل القاعدة للكثير من الأديان الموجودة في العالم. وبما أن علم حكمة الكابالا ليس بدين لكن يبدو وكأن له الإمكانية في توحيد جميع المستفحلين من ممثلي الأديان العالمية (وهذا موضوعٌ يناقش في كثير من الأحيان في الفاتيكان) هل ترى أن هذا ممكناً ؟

علم الكابالا لم يوجد لهدف توحيد الأديان بما أنه لا يوجد له أي علاقة مع أي منها. الكابالا هي العلم الذي يختص بدراسة الجوهر الأساسي للإنسان والعالم الروحي وبنية الوجود بأكمله والخالق. إن نتيجة الدراسة والبحث هي في اكتشاف أن أمنيات الإنسان هي في أن يصبح كالخالق في سماته. بينما الأديان هي عبارةً عن مزيج من الطقوس المعينة من تصميم وإبتداع البشر لتوفر لهم الدعم في الوجود الدنيوي لتعمل كما الأفيون لتجلب لهم الراحة النفسية. ولذلك قال صاحب السلم أن الدين الأمثل الوحيد هو ” أحب قريبك كنفسك” بما أنه المبدأ الذي يعمل في جمع الخالق مع المخلوق.

ما يدعوه البشر بإسم الدين ليس هو إلا طريقةٌ لخلق شعور الإستقرار والراحة في عالمنا المتقلب والمتقلقل.

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*