www.hikmatelzohar.com.32

الزوهار

ما هو مصدر الإسم “الزوهار”؟

كلمة الزوهار تعني سناء، رونق أو إشراق. وكما يقال:” إن البار يجلس وتاجه على رأسه ويتلذذ في رونق وبهاء إشراق نور الخالق. إن الإحساس بنور الخالق في النفس المشتركة ما يدعى بالألوهية بحسب كتاب الزوهار. في أي وقت يرد في كتب علم حكمة الكابالا القول” هكذا ورد في الكتاب” المقصود به أنه كتب في كتاب الزوهار. كل الكتابات الأخرى في علم حكمة الكابالا تعد مقالات وكتابات ولكن الزوهار وحده يشار إليه بكلمة كتاب، إذ أن معنى كلمة كتاب بلغتها الأصلية هي “سفر” وتأتي من كلمة سفيرا والتي بدورها تأتي من كلمة الصفير “الياقوت الأزرق” وتعني لمعان وبهاء ظهور نور الخالق. وهذا يوجد فقط في كتاب الزوهار.

لما لا يمكنني دراسة علم الكابالا من كتاب الزوهار مباشرة؟

كتاب الزوهار أكثر كتب الكابالا أهمية وهو أساس للبحث في علم الكابالا ولكنه كتب بأسلوب مستتر مما يجعله من المستحيل على الإنسان فهمه إلا إذا كان على درجة عالية في إحراز العالم الروحي. ولذلك نحن لا ندرس من كتاب الزوهار مباشرة ولكن نستخدم التمهيد والمقدمات والكتب التي كتبها صاحب السلم والتي يشرح لنا فيها طريقة دراسة كتاب الزوهار بشكل صحيح.

كتاب الزوهار ليس بالكتاب الذي يستطيع الإنسان من خلاله إحراز العالم الروحي لأنه كتب لهؤلئك الذين أحرزوا العالم الروحي وعلى درجة عالية فيه وبإمكانهم فهم أسلوبه الغامض ومعاني ألغازه. من أجل فهم كتاب الزوهار بشكل صحيح نحن بحاجة لدراسة العديد من الكتب أولا والتي كتبت كتمهيد مثل ” المدخل لمقدمة علم حكمة الكابالا- مقدمة كتاب الزوهار- المقدمة التمهيدية لكتاب الزوهار ومنها نتقدم لدراسة كتاب الزوهار. من دون اكتساب معرفة واضحة وصحيحة من خلال هذه المقدمات والمقالات التمهيدية أولا يبقى كتاب الزوهار مبهما وغامضا في منظورنا ويصعب بالتالي علينا فهمه

ما هي المصادر التي تستشهد منوها لها في شروحاتك عن معنى الكابالا؟

نستخدم الشروحات السلمية لكتاب الزوهار لعالم الكابالا يهودا أشلاغ والملقب بصاحب السلم والذي يبدأ بالمقال “جوهر علم حكمة الكابالا” بالتعريف التالي ((طريق الكابالا هو لا أكثر ولا أقل من سلسلة متعاقبة من الجذور المتماسكة والمتدالية إلى الأسفل بناء على نظرية الحدث والعاقبة على شكل قوانين ثابتة ومحددة تتناسج كلها متمازجة لتشكل هدفا واحدا وعظيما نستطيع وصفه بأنه وحي وإظهار ورع وصلاح الخالق تعظم ذكره تجاه خليقته في هذا العالم”)).

في مقال “الوردة” الذي ورد في مقدمة كتاب الزوهار هناك شرح لمراحل أو درجات النور يقول فيها: “هذه الأنوار الخمسة هي النور الذي خلقه الخالق في اليوم الأول من خلق الخليقة، وكان آدم ينظر هذا النور من أول نهاية العالم إلى آخره”. لماذا قال الكتاب من أول نهاية العالم إلى آخر نهايته ولم يقل من بداية العالم إلى نهايته؟

الجواب: بحسب قدرة إدراكنا للأمور نحن موجودين ونعيش بين خاصتين أو صفتين متميزتين، من جهة يوجد خاصية يوم الدين ومن الجهة الأخرى هناك خاصية الرحمة والعالم الذي نعيش فيه وضع في الوسط بين هاتين الخاصيتين اللتين تحده بقياس حجمه بالضبط وكأنهما لباس ذو القياس الكامل له لذلك وبسبب هذا نحن لا نستطيع رؤية العالم من بدايته وحتى نهايته. ففي كل مرحلة من مراحل النور يكون العالم فيها محدود محدود حجم  “الكلي” اي الإناء الروحي لدينا والتي هي الشيء الوحيد الذي بإمكاننا من خلاله إكتشاف معرفة ورؤية العالم من نقطة البداية إلى النهاية.

 عندما يأتي التلاميذ المبتدئين للدراسة لا يكن لديهم قدرة لإستعاب المواضيع بعمق، ففي البداية يودون معرفة كل شيء عن عالم الكابالا. من هو؟ وفي أي زمان عاش؟ ومن هم أولاده وما أسمائهم؟ وكل ما يدور بحياته ويتعلق به. يعني الأشياء التي بإمكانهم إدراكها وفهمها. ولكن عندما يأخذون بالتقدم في الدراسة بعمق يقل تركيزهم ويضمحل إنتباههم للظواهر الخارجية، فالتركيز يأخذ مجرى آخر إذ يتوجه نحو الأمور الأساسية في تعلم بنية النفس ونظام العالم الروحي وإذا ما كان بإمكانهم إحرازه أم لا. ما هو تفسيرك لهذا التحويل؟ جديد

عالم الكابالا: علماء الكابالا أناس عاديون ولكنهم يعيشون بكيانهم الروحي فوق إطار الزمن. لنقل لو كنت قد تقابلت مع شخص ما من العصور القديمة أي من حوالي ألفي أو ثلاثة آلآف سنة مضت سترى أنه من الصعب التحادث معه لعدم وجود العوامل المشتركة في الفهم والإدراك بينكما وذلك بسبب إختلاف مستوى التفكير مستوى تطور المجتمع الذي يعيش فسه كل منكما.

ولكن الأمر هنا مختلف تماماً لأن علماء الكابالا كائنين في هذا العالم ولكنهم يعيشون بكيانهم الروحي فوق إطار وحدود الزمن إذ أنهم مرتبطون بالواقع الروحي للوجود، لذلك يكون من الأفضل لنا إذا فصلنا أنفسنا عن تأثير محيطنا المادي علينا . فعالم الكابالا هو الوعاء الذي من خلاله تظهر سمات الخالق للعيان وهذا ما أنا محتاج إلى أن أتعلمه من عالم الكابالا – المنهج والطريقة – هذا كل ما في الأمر لنقل ها هنا المعلم أمامك لماذا تهتم بطوله ووزنه ولون عينيه. الذي يجب عليك أن تركز إهتمامك وإنتباهك عليه هو نوعية الوعاء الروحي الذي أمامك، والذي من خلاله تستطيع أن ترى سمات الخالق من خلاله  وكيف تستطيع أن تجني الفائدة منه لترتبط بالعالم الروحي من خلاله . هذا ما تحتاج إليه وبإمكانك أن تحصل عليه بشكل تدريجي.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*