لقد كرس الراباش حياته على العمل في تفسير مقالات كتاب الزوهار وكتابات علماء الكابالا السابقين ووضعها في أسلوب يتناسب مع نوعية ومستوى الفكر في جيلنا نحن ليكون من الممكن توفر علم حكمة الكابالا لكل إنسان على وجه الأرض وتوفير الفرصة لكل من يخضه قلبه على معرفة الخالق وإحراز العالم الروحي.
وصف الراباش بأنه ذو قلب يتقد بمحبة الآخرين فمهما صعبة الظروف التي عاش فيها لم تستطيع أن تحول بينه وبين بذل كل جهده لوضع المنهج السهل الذي من خلاله يستطيع كل إنسان مهما كان موطنه أو دينه أو لغته أن يجد الجواب الصحيح لمعنى حياته وهدفه في هذا العالم، ومعاً نبحر في هذا الواقع الذي لا حدود له للوصول إلى إحراز مفهوم العالم الروحي
من كتابات عالم الكابالا الراباش
هدف المجتمع
نحن موجودون هنا اليوم لهدف تأسيس مجتمع لكل من لديه الرغبة في أن يسير ويسلك في طريق عالم الكابالا صاحب السلم، الطريق الذي بواسطته يستطيع المرء الإرتقاء إلى درجة المتكلم أي مستوى أدم ولا يعيش على المستوى البهيمي للحياة
كما قال حكماؤنا في يفاموت رقم ٦١ بخصوص المقطع الذي ينص قائلا: وأنتم يا غنمي ويا غنم مرعاي أنتم أناس وأيضاً قال عالم الكابالا الراشبي: أنتم تُدعَون أناس وأما عبدة الأصنام لا يُدعون أناساً.
لشرح وفهم ميزة وجدارة هذه الدرجة التي ندعوها أدم – إنسان، سنأخذ مقطعاً من أقوال الحكماء والذي ورد في بيراخوت رقم ٦: دون في هذا المقطع أن خلاصة الموضوع وختام الأمر كله معلن في القول: إتق الرب وإحفظ وصاياه لأن هذا هو الإنسان كله. من كتاب الجامعة للملك سليمان بن داود. والسؤال هنا هو عنما يخص بالقول وما الذي يشير له بالعبارة لأن هذا هو الإنسان كله، هنا يشرح عالم الكابالا أليعازر ويقول: قال الخالق أن العالم بأكمله خلق فقط من أجل هذا الغرض وهذا يعني أن العالم بأكمله خلق من أجل أن يخاف الإنسان الرب ولكن يجب علينا أن نفهم ما هي مخافة الرب والتي من أجلها خلق العالم.
من كلام الحكماء نعلم بأن الهدف من وجود الخليقة هو أن يغدق الخالق البركة والبهجة على خليقته، وهذا معناه أن الخالق يحب أن ينعم على خليقته لكي يكونوا سعداء وفرحين، لهذا قال الحكماء في هذا عن القول – لأن هذا هو الإنسان كله أنه سبب الخليقة هو مخافة الرب وإتقائه، ولكن وفقا للشرح الذي ورد في مقال -إعطاء الوصايا- مكتوب بأن السبب في عدم تلقي الإنسان الخير والبركة مع أن هذا هو الدافع الأساسي لوجود الخليقة هو بسبب التباين في السمات بين الخالق والمخلوق. فالخالق هو عطاء مطلق والمخلوق هو المتلقي (الإرادة في الأخذ للذات) وأنه يوجد قانون يستوجب تماثل الأغصان مع الجذور التي نمت هذه الأغصان منها. وبما أنه لا توجد سمة الأنانية وحب الذات في الجذور بمعنى أنه ليس عند الخالق أي عجز أو نقص وليس لديه حاجة في تلقي أي شيء لإشباع رغبته، فإن سبب التباين هذا ما يبعث في الإنسان الشعور بالإشمئزاز والنفور عندما تتواجد لديه الحاجة في التلقي من الآخرين وهذا هو السبب أن كل شخص يشعر بالحياء والخجل عندما يأخذ عطية أو حسنة ما.
ولتصحيح هذا الشعور استوجب خلق العالم – أولام، أي العالم ومعناها (ها-ئيليم) ستر – حجب – أخفا أي أن البهجة يجب أن تكون في مكان مخفي ومتوارية عن الأنظار. لماذا؟ الجواب هو الخوف. بكلمة أخرى أنه يجب أن يكون عند الإنسان الخوف في استخدام حب الذات كهدف وهذا يعني أنه يجب على المرء أن يمتنع عن تلقي البركة والبهجة بسبب أنه يشعر بالشهوة إليها لإشباع ذاته، بل يجب أن تكون لديه القوة ليسود على هذه الشهوة والتي هي مصدر الرغبة عند الإنسان بالأحرى يجب أن يتلقى الإنسان البهجة والمسرة لغرض إرضاء الخالق بمعنى أن يريد المخلوق أن ينعم على الخالق وبأن تكون لديه مخافة الرب بأن لا يأخذ لإشباع ذاته نظرا إلى أن الأخذ لإشباع الأنانية وحب الذات يسبب إنشقاق الإنسان وإبتعاده عن الخالق.
لذلك عندما يقوم الإنسان في تنفيذ إحدى وصايا الرب يجب أن يكون الهدف من حفظ الوصية هو أن تولد لديه أفكارا طاهرة ونقية ليتمكن من إرضاء الخالق في حفظ وصاياه. كما قال عالم الكابالا حنانيا بن أكاشيا: لرغبة الخالق في تطهير شعبه أعطاهم الوصايا للحفظ.
ولهذا السبب نحن هنا معا لتأسيس مجتمع تسوده روح المحبة الطاهرة والذي فيه يتمكن كل إنسان من أن تكون لديه الرغبة في الإنعام على الخالق وإرضائه ولبلوغ هذه المرحلة يجب أن نبدأ بالإنعام على أخي الإنسان هذا ما يسمى بمحبة الآخرين. ومحبة الآخرين ليست ممكنة إلا بإلغاء وإبطال الأنانية وحب الذات عند الإنسان. من ناحية يجب أن يشعر الإنسان بالتواضع والوداعة ومن ناحية أخرى يشعر بالفخر بأن الخالق أعطانا الفرصة بأن نكون جزء من مجتمع كل فرد فيه يسعى نحو الهدف نفسه في تواجد الخالق معنا.
بما أننا لم نصل إلى تحقيق هذا الهدف بعد ولكن لدينا الرغبة في تحقيقه، وهذا شيئ جدير بالتقدير من ناحيتنا فبالرغم من أننا ما زلنا في بداية الطريق غير أننا نأمل ونرغب في تحقيق الهدف السامي.
تحية طيبة قرأت التوراة والزوهار والأفكار المحتوية فيهما تعبر كثيرا جدا عن ما يدور فى وجدانى اتمنى أن يكون لديكم مجموعة للدراسة معها فى الاسكندرية – مصر مع خالص تحياتى