www.hikmatelzohar.com.53

طبيعة الأزمة

منذ بضعة شهور مضت تباحث بعض المختصون في حوار لإلقاء الضوء على إذا ما كان هناك ركائز ومعطيات صحيحة تشير إلى إجتياح الازمة الإقتصادية  لروسيا أصبح أمرا واقعيا كما هو الأمر في أي بلد أخر في العالم.

نجده من السهل أن ندع خيالنا يجنح بنا وراء وهم من الأكاذيب في محاولتنا نكران الواقع في أننا نعيش أزمة عالمية لم يعرفها العالم من قبل بدلا من الإسراع إلى إيجاد الحلول لهذا الواقع القاسي الذي أخذ العالم يعاني منه بشكل صارم وخاصة على الصعيد الاقتصادي. إننا نسير في طريق مسدود باذلين جهودنا في تصور مخارج وهمية قاضين فيها على أنها مجرد أزمة بسيطة وواحدة من الأزمات التي مر بها العالم من قبل وخرج منها في بداية جديدة ولهذا سوف ندفع الثمن باهظا في محاولتنا تمويه الواقع الحقيقي لهذه ألازمة في يومنا هذا وكأننا نعيش حلما بأن الحياة وردية وأن المشاكل التي نصادفها في الطريق ليست إلا عبارة عن عقبات سهلة التخطي وبإمكاننا السيطرة عليها بزيادة السيولة النقدية في محاولتنا في إنعاش الأسواق المالية والبنوك وفي كفالة بعض من الدول في محاولة إنقاذها من مأزق التدهور الإقتصادي الكامل معتقدين بأن هذا الحل سيشكل الجسر الذي سينقلنا إلى بر الأمان .

صرح تقرير خاص بعلم النفسي قائلا بأن إستثمار وإدخار المال أصبح أمرا غير كاف ليعطي الإنسان الشعور بالطمائنينة نحو المستقبل والأمان في توفير حياة سعيدة خالية من القلق والمخاوف المالية مشبها حلول طباعة الأوراق المالية ببئر لا قعر له وطبعا قد تجلى هذا في محاولة إنقاذ اليونان لعدة مرات ورأينا كيف أن جميع المحاولات قد باءت بالفشل. كما صرح التقرير بإن الوهم الذي نعيش فيه في أننا مسيطرين على هذه الأزمة الإقتصادية وأننا نعرف الحل  نابع من عدم محاولتنا في تغير وجهة نظرنا الفكرية لإدراك السبب الحقيقي للأزمة التي يزداد كربها يوما بعد يوم في كل بلد في العالم وفي رفضنا للواقع بأن الأزمة في يومنا هذا أزمة شاملة وتختلف عنما عرفه العالم في الماضي ولطالما نحن نعيش في هذا الوهم في نكران حقيقة واقع الحياة اليوم سنبقى غير قادرين على العمل على تجسيد السبب الأساسي وتطبيق الحل الصحيح لحل الأزمة الإقتصادية وخلق الإنسجام في عالمنا لتوفير حياة يجد فيها كل إنسان إينما وجد على وجه الأرض الإكتفاء والسعادة. ففي يومنا هذا عالمنا مختلف عنما كان عليه الأمر في القدم فالتطور والتكنوكوجيا التي توصلنا إليها والتي ربطت العالم معا وكأنه دولة واحدة ومناهج الحياة في مجتمعنا العالمي والتي تختلف عنما كانت عليه قبلا من ناحية الإحتياجات والمتطلبات وإن لم يخرج الإنسان من قوقعة الفكر القديم ويواجه الواقع الحقيقي لن يتمكن من إدراك واقعية الأزمة والوصول إلى جذورها ليستطيع إيجاد الحل المناسب والسليم للعالم .

إن أسباب الازمه الاقتصاديه يتواجد في ذاتنا وفي تفكيرنا وفي علاقاتنا معا لذلك نجد أن الحلول التي يحاول العالم تطبيقها غير مجدية في تحسين المجال الصناعي والتكنولوجي وغيرها فإن الفكري الإنساني له حيزا كبيرا ويلعب دورا مهما للغاية في تغير الواقع الأليم الذي نعيش فيه وبتغير تفكيرنا في معرفة السبب الصحيح عندها فقط سنتمكن من تغير الوضع الحالي والذي بدوره سيتجلى في الإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي .

تعليق عالم الكابالا:  لقد أشرت شارحا لهذا من قبل وما زلت أقول اليوم بأن السبب الوحيد للأزمة اليوم هو الإنسان والحل الوحيد لهذه الأزمة يكمن في الإنسان نفسه. فكل شيء في الطبيعة متواجد في إنسجام تام حتى لو أنه يبدو للإنسان في بعض الأحيان العكس ولكن الكل خاضع لقوانين الطبيعة ويعمل معا في توازن تام ما عدا الإنسان الذي هو العنصر الهام في الطبيعة والوحيد الخارج عن قوانينها وذلك بأنانيته التي فاقت حدها حتى في محاولة إيجاد السعادة والإكتفاء لنفسه. فالإنسان بجشعه ومحبته لنفسه على حساب الآخرين هو سبب الأزمة التي توصل إليها العالم في يومنا هذا والحل الوحيد للأزمة السياسية والإجتماعية والإقتصادية وحتى للكوارث الطبيعية يكمن في الإنسان نفسه في علاقته مع الآخرين وفي تعامله اللا أناني مع أفراد جنسه.

حاول الكثيرين حل لغز هدف الخليقة لماذا أتينا إلى هذا العالم؟ ولماذا نعيش ونموت؟ ما هو هدف الخليقة بمنظور علم الكابالا؟ وكيف بإمكان الإنسان إحرازه؟

الإنسان هو محور الخليقة وهدفها. خلق الخالق البشرية ورغب بأن يرفع البشر إلى أرقى وأسمى منزلة  – إلى منزلة الخالق نفسه. مراحل “إحراز الخالق” تعني التعرف على سمات الخالق والتي تخدم كوسائل للتصحيح وأيضاً معرفة الهدف الأساسي للخليقة لأن وبخلاف نمط الطرق العلمية إن إحراز الخالق هو مكافأة ورضا معطاة لنا من سموه. بحسب تعليم حكمة الكابالا فالإنسان هو الخليقة بكاملها (الإنسان الأول – آدم). بعدما خُلق آدم تحطمت نفسه وتبعثرت إلى ستمئة آلف جزء. من المتوجب على كل جزء  من هذه الأجزاء أن يُصلح نفسه مُستقلاً بتوازن هذا الجزء أو هذه النفس في سماتها مع الخالق. كل مخلوق منا يتوجب عليه بوعي وإدراك أن يخطو خلال مراحل التصحيح هذه. فإن إصلاح كل جزء يسمح للنفس بأن تمتلئ من نور الخالق يعني أن هذه النفس تبدأ بالشعور بالخالق، هذا الشعور أن الخالق يملاء النفس هو شعور جديد، ومن خلال هذا الشعور نجد وندخل العوالم الروحية.

الهدف هو أن تمتلء النفس كلها من الخالق ولكن في الوقت الحاضر إن نفوسنا موجودة في مرحلة أو على درجة تدعى (هذا العالم) وهو المكان الذي لا تشعر فيه النفس بالخالق، فهو مُحتجب ومختفي عن أنظارنا. عندما تدرك وتحرز النفس التواصل مع الخالق لأول مرة،  ترتقي هذه النفس إلى الدرجة الأولى في العالم الروحي. عندها تبدأ النفس بمراحل تغير سماتها لتكون متشابهة بتلك للخالق أكثر فأكثر وبالتالي نشعر بنور الخالق أكثر فأكثر وبقوة وبشدة. عندما تصل جميع الأجزاء إلى مرحلة التصحيح الكاملة معا ً يرتفعون ويرتقون إلى مكان أو مرحلة  تُعرف بنهاية التصحيح.

سؤال:هناك العديد من الناس اللذين لا يدرسون علم الكابالا ومع هذا يفهمون أهمية العطاء وهم يعملون على مساعدة الآخرين وإعالتهم في الظروف الصعبة، هل بإمكانهم إظهار العالم الروحي في محاولتهم هذه في مساعدة الآخرين على هذا النحو؟

الجواب: لماذا يريد شخص ما أن يساعد إنسان غريب؟ فإن الطبيعة الغريزية لدى الإنسان تملو عليه بأن ” تعتني بنفسك أولا وإذا كان بإستطاعتك الإستفادة من الشخص الآخر إذا عامله بالحسنة وإذا كان الأمر لا يعود عليك بالفائدة إذا لا داعي للمبالة”. إن رد الفعل هذا طبيعي ويتماشى مع قانون الطبيعة.

المشكلة هي في أن الناس يعتقدون بأنهم غير خاضعين لقوانين الطبيعة وذلك لعدم معرفتهم بها إذ قد إخترعوا قوانينهم الخاصة بهم  والتي تزعم مدعية ضرورة تطبيقها على المجتمع والناس. الشيوعيين أبادوا الملايين من الناس في إدراكهم لهذا المبدأ التجريدي. يجب علينا أن ندرس ونفهم قوانين الطبيعة والعالم الذي نعيش فيه ونعرف كيف يتوجب علينا السلوك في هذه القوانين بدلا من محاولتنا في إختراع قوانين جديدة لا أساس لها وبدون أي مبدأ علمي تستند إليه وإلا  فسنصل إلى النتيجة نفسها التي وصلت إليها روسيا في محاولتها في أن تكون المثال السامي للعالم أجمع، هكذا وبالنتيجة كانت مثالا ولكن فقط مثال ما يجب علينا تفاديه والإبتعاد عنه.

من المستحيل على أي شخص أن يعمل حسنا تجاه الآخرين هكذا فقط ومن دون أي مقابل لأن هذا يتماشى بشكل عكسي مع قانون الطبيعة. فطبيعتنا تحكم علينا جني الربح الوفير مقابل تقديم أقل ما يمكن من الجهد ومن المصادر التي في حوزتنا. فهذا هو القانون، إسأل أي عالم في علم النفس أو علم الإجتماع أو عالم البيولوجيا “المتخصص في علم الأحياء”. فإن تاريخنا وطبيعتنا يشهدون بأننا غير قادرين على أن نتواجد معا ونتحد في نية صافية من تلقاء أنفسنا ولكن البيئة التي نعيش فيها هي ستجبرنا على ذلك فإن كل الذين يحاولون أن يتحدوا في رباط الوحدة فيما بينهم هم اللذين يسببون الحروب في العالم.

معرفة علم الكابالا تظهر في الوقت الذي فيه يبدأ العالم يشعر بالإحباط واليأس من وصوله إلى نقطة لا يعود الإستطاعة فيها إحراز أي نوع من التقدم أو الوصول إلى أي إختراعات جديدة لإعطاء الإحساس بالإكتفاء الذاتي لتقدم للبشرية الطريقة في إرتباط الإنسان بجذوره التي نشأ منها في العالم الروحي كي يتمكن من تصحيح طبيعته الأنانية. في البداية يبدو هذا الحل على أنه حل غير واقعي، ولكن إن موضوع تغيير الطبيعية الإنسانية موضوع غير منطقي ولا واقعي بحد ذاته إلا أنه أمر محتم لبقائنا. لهذا السبب في النهاية ستقبل البشرية أسلوب ومنهج علم الكابالا على أنه الطريقة الوحيدة لإنقاذ العالم. السؤال الوحيد الذي يبقى هنا هو كم من الوقت وكم من المعاناة يكون كافيا للوصول إلى هذا القرار.

سؤال:إن السؤال “ما هو هدف حياتي” هو بداية ظهور الرغبة عند الإنسان في إظهار وحي ومعرفة الخالق. فأنا أريد أن أعلم من الذي خلقني ومن أين نشأت ومن الذي يدير حياتي؟ من الذي خلق الكون من حولي ولماذا وضعني هنا في داخل هذا العالم الكبير؟ ما الذي يطلبه مني في كل لحظة من حياتي؟ لماذا يعطيني من قلة الراحة دافعا إياي نحو المجهول؟

عندما تبدأ هذه الأسئلة تتناثر في ذهني وبين أفكاري تصبح وكأنها السم الذي يبغي في القضاء على حياتي إذ لا يعود بإستطاعتي العيش من دون إظهار معرفة الخالق لأن هكذا صنعني الخالق إذ كونني تاركا بصمته في داخلي وعلى جميع رغبات قلبي. فإن رغباتي كالقالب الذي يعكس تأثير النور علي وإلى أن أجذب النور إلي  لأملئ  به هذا القالب فأنا لن أستطيع أن أجد الراحة في حياتي بل تصبح هذه الحياة أسواء من الموت عندي وأصل إلى مرحلة أقدم فيها على عمل أي شيء مقابل إيجاد ولو المقدار القليل من الإكتفاء في داخلي لأستطيع الإستمرار في العيش.

لذلك إن واجبي محصور في توضيح كيفية إظهار النور وفي كيفية حصولي عليه، وطبعا هذا عمل ليس بقليل ولا هو أمر بسيط فإنه من أجل هذا بالضبط  دعيت حكمة الكابالا  “حكمة التقبل”. إن كلمة التقبل أو القبول في العالم الروحي ذات معنى مخالف لما هو متعارف عليه في عالمنا هذا الذي نعيش فيه، فمثلا إذا كنت عطشانا أشرب قليلا من الماء لأطفىء ضمئي، لا يمكنني في العالم الروحي أن أشبع رغبتي هكذا وبشكل مباشر فليس الأمر على هذا النحو لأن الخالق لم يعطيني رغبة مهيأة لقبول النور ولكن يحب علي أولا تنقية الرغبة وتصفيتها بوضوح، فهو يريدني أن أتحقق من الذي أريده، أتحقق من معرفتي للنور ومن إدراكي المؤكد بأن النور هو الذي فيه أعظم شعور بالإكتفاء التام لرغبة قلبي والذي تصبو نفسي إليه. وهو يريدني أن أجرب كل أنواع الرغبات وكل أساليب الإكتفاء  إلى أن أصل إلى مرحلة أثبت لنفسي فيها مؤكدا ما أريده مقتنعا بأن النور هو الشيء الوحيد الذي أريده.

فالخالق غيور جدا ومن الصعب إرضائه فهو يريدني أن أحبه لوحده فقط وهو يؤكد لي هذا بإظهاره في داخلي كل هذه النزعات والميول التي من الممكن أن تستحوذ على رغباتي لأصل إلى القرار الحاسم في أنني لا أرغب أي شيء آخر بجانبه وأنه هو الوحيد دائما وسيبقى إلى الأبد الوحيد في حياتي دون غيره. كما ورد في مزمور الملك داود إذ قال: “أنظر ما أطيب الرب”.

سؤال: كيف يكون بإمكان البشرية أن تتحد كجسد واحد؟

الجواب: إن الخالق هو الذي ينجز ويتمم العمل بكامله من دون مساعدة أي إنسان، فهو الذي يملئ الوجود وكل ذرة فيه، فهل يمكنك الآن أن تتخيل كم من الصعب علينا المحاولة في الإتحاد فيما بيننا كمبادرة من تلقاء أنفسنا. الأزمة العالمية قد أصبحت اليوم واضحة للجميع، ونحن نجد أنفسنا مقيدين لا نستطيع الفرار في أي إتجاه، إذ نحن نشهد معا ظهور إعلان العالم الروحي ونظامه وظهور نوعية الرباط الذي يجمع بيننا نحن البشر. فقد حاولت البشرية عبر التاريخ أن تصل إلى نوعا من الوحدة أو محاولة إيجاد أي من أنواع الإرتباط على هذا المستوى ولكن بدون أي جدوى. فقد كان ممكنا الوصول إلى أي نوع من التسوية للوضع أو حل وسط لإصلاح أزمة العالم في الماضي وأما اليوم  فمحاولاتنا ستبؤ بالفشل لا محالة.

لذلك من الضروري معرفة الذي يملا الوجود كله حتى الفراغ الذي يفصل بين الإنسان والآخر. فإنه في عدم تواجد ” الخط الوسط ” ومساعدة الخالق من خلاله فلن يستطيع أي منا تأسيس أي نوع من الإرتباط بينه وبين أي إنسان آخر. إلى أن نصل إلى إدراك ضرورة هذه المعرفة  سنبقى نواجه مشاكل في العلاقات العائلية وعلاقاتنا مع أولادنا وأقاربنا ومع كل إنسان آخر. وهذه المشاكل ستتضاخم حتى يصبح من المستحيل إحتمالها.

سؤال:كيف بإمكاننا تجنب الكوارث الطبيعية التي على وشك الوقوع؟ ماذا نستطيع أن نعمل؟

الجواب: ربما أنت بحاجة إلى بناء قلك كما عمل سيدنا نوح وإختبأ به. إن “سفينة نوح” ترمز للسفيرا “بينا” وهي سمة العطاء المطلق يدخل الإنسان داخلها وهي التي  تنجيه إذ تحتضنه في داخلها وتغلق عليه بأحشائها كالجنين في الرحم فهي تحيط به من جميع النواحي.

تستحوذ السفيرا بينا على السفيرا ملخوت وتحميها من النور الخارق والقوي الذي يتمثل في الطبيعة على شكل الأعاصير الإستوائية والحرائق وإلى ما آخره من الكوارث التي تتجسد في الطبيعة. فإن جميع الكوارث الطبيعية ليست إلا تجلي نور حوخما من دون نور حسديم أي ظهور قوة النور الإلهي المتمثلة في يوم الدين من دون الرحمة الإلهية. تحدث الكوارث من قبل النور الساطع بشكل مباشر غير مؤتزرا برداء الحب والرحمة النابع أيضا من الخالق العادل ولهذا السبب أنت تشعر به وكأنه لسعات نار محرقة وبدلا من أن يحتضنك النور ويحميك تشعر به وكأنه يضربك ضربا مبرحا. ولكن إن نفس هذا النور المباشر عندما يكون مؤتزرا بنور الرحمة والمحبة الإلهية يحضنك كما الجنين في الرحم ويحميك كي لا يصيبك أي مكروه ولكن من دون نور الرحمة أنت ستشعر بالضربات إذ أنت فاقد الحماية. وهكذا فإن كل مراحل التصحيح التي نمر فيها محصورة في جذب نور حسديم أي نور الرحمة والذي هو القوة الكامنة في السفيرا بينا.

سؤال:في مقال “الوردة” الذي ورد في مقدمة كتاب الزوهار  هناك شرح لمراحل أو درجات النور يقول فيها: “هذه الأنوار الخمسة هي النور الذي خلقه الخالق في اليوم الأول من خلق الخليقة، وكان آدم ينظر هذا النور من أول نهاية العالم إلى آخره”. لماذا قال الكتاب من أول نهاية العالم إلى آخر نهايته ولم يقل من بداية العالم إلى نهايته؟

الجواب: بحسب قدرة إدراكنا للأمور نحن موجودين ونعيش بين خاصتين أو صفتين متميزتين، من جهة يوجد خاصية يوم الدين ومن الجهة الأخرى هناك خاصية الرحمة والعالم الذي نعيش فيه وضع في الوسط بين هاتين الخاصيتين اللتين تحده بقياس حجمه بالضبط وكأنهما لباس ذو القياس الكامل له لذلك وبسبب هذا نحن لا نستطيع رؤية العالم من بدايته وحتى نهايته. ففي كل مرحلة من مراحل النور يكون العالم فيها محدود محدود حجم  “الكلي” اي الإناء الروحي لدينا والتي هي الشيء الوحيد الذي بإمكاننا من خلاله إكتشاف معرفة ورؤية العالم من نقطة البداية إلى النهاية.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*