العالم الروحيُّ هوعالم رغبات. في الوجود يوجد رغبتان إثنتان:
١ – رغبةُ الخالقِ في إِغداقِ البهجةِ والمسراتِ الكاملةِ على خلِيقتهِ.
٢ – الرغبةُ في تلقيِ الملذَّات والسرور الكامل للذات وهي “الإِرادة في التقبل” التيِ خلقها الخالقُ والتيِ تدعى الخلِيقة أَي”المادةُ” أو جوهر الإِنسان.
لا يُوجد أي شيءٍ في الوجود بجانب هاتيِن القُوتين! فكلُّ ما بإِمكاننا إِدراكه وحتى تصوره ناتِج عن هاتين القوَتين الروحيتينِ. رغبةُ الإِنسان تدعى “صلاَة”. فالرغبةُ في داخل الإِنسانِ دائماً تستغيث وتناشد الخالق.
فالروحيَّاتُ هي ما يُنميه الإنسان بالتوافق مع صلاته. ولكن صلاة الإِنسان الحقَّة هي سؤلهُ وطلبتهُ في أن يصَحح الخالق رغباتهُ الأنانيَّة ليكتسب عليهِ سمة المحبَّة والعطَاء، السماتُ التي يتحلى بها الخالقِ.
صلاةٌ كهذه هي رغبةٌ في القلبِ ويمكن تحقيِقها فقط بدراسة مصادر ونصوص علم حكمَة الكابالا بتركيز وإستمرار دائم لأَنَّها قادرة أن تؤثر على رغبات الإنسان الأنانيَّة بالنور المحتجب والمستتر فيها وبالتالي تحثُّ الإنسا ن لى التقدُّم والإرتقاء الروحيِّ
النفسُ ليستْ إلاَّ رغبةُ الإنسان المُصححة والتي هي بارتْزُوفَهُ الروحيِّ ورغبتهُ بقبول نور الخالقِ بنيَّةٍ صافيةٍ على أَنَّه يتلقى منْ أجل الخالق وليس لنفسه.
صلاة الملك داود بن يسي
ارحمني يا رب حسب رحمتك.حسب كثرة رافتك امح معاصي.
اغسلني كثيرا من اثمي ومن خطيتي طهرني. لاني عارف بمعاصي
وخطيتي امامي دائما.
اليك وحدك اخطات والشر قدام عينيك صنعت لكي تتبرر في اقوالك وتزكو في قضائك.
هانذا بالاثم صورت وبالخطية حبلت بي امي ها قد سررت بالحق في الباطن ففي السريرة تعرفني حكمة.
طهرني بالزوفا فاطهر.اغسلني فابيض اكثر من الثلج.اسمعني سرورا وفرحا.
فتبتهج عظام سحقتها. استر وجهك عن خطاياي وامح كل اثامي قلبا نقيا اخلق
في يا رب وروحا مستقيما جدد في داخلي. لا تطرحني من قدام وجهك وروحك القدوس لا تنزعه مني.
رد لي بهجة خلاصك وبروح منتدبة اعضدني
باركي يا نفسي الرب
وكل ما في باطني ليبارك اسمه القدوس
تعالى وانظر………… نصيحة أعطيت للإنسان
في الليل, وقبل أن يذهب الإنسان للنوم يجب عليه أن يقبل ويعترف بحكم وسلطة الخالق من فوق وبكل قلبه يودّع ويأتمن نفسه للخالق .بفعله هذا يحتجبْ ويُحجَم عن كل الأمراض والإفتراءات ضده ومن العين الشريرة ,هذه كلها لا يكون لها أي تأثير عليه.
في حكمة الكابالا, ضوء النهار يُمثل شعور الإنسان بالوحدوية مع الخالق. وهذا يدعى ” النور” لأنه هكذا يُعرِّف الإنسان شُعوره بالسرور . إذا ً ضوء النهار هو شعور الإنسان بقربه من الخالق وعظمة الروحيات. أما الظلمة فهي تتوافق مع الليل في عالمنا .
بناءً على هذا ومع الأخذ بالإعتبار حالة الإنسان الروحية, الظلمة تدل على إحساس البعد أو غياب الخالق “النور” عنا . وهذا عائد على أعمال قوه الغرور والأنانية أي القوة الغير الطاهرة والتي تفصل الإنسان عن الخالق .
عند حلول الظلام في عالمنا فإننا نرقد للنوم ، البارتسوف الروحي – والذي يحتوي على مقدار ضئيل من النور في حالة عدم الوعي والتي تدعى ” النوم “. كمية النور في البارتسوف قليلة جدا ً بمقدار السدس من الموت أي غياب كامل للنور الروحي لأن القوة الغير طاهرة هي القوة الحاكمة في هذه الحالة .
بسبب هاتين القوتين اللتين تحكمان وتسيطران علينا لا يمكننا الإتحاد مع الخالق كليا ً وأبديا ً.
وكنتيجة لإحساسنا بحالة الظلمة “أي بالقوة الغير طاهرة والحاكمة للليل” إحساسنا هذا يشكل عائقا ً في جهودنا لأن قوتها علينا تعود بشكل مستمر وهكذا فهي تُنشئ وتسبب إنشقاقاتٌ وثغراتٌ في وحدويتنا مع الخالق وأيضا ً بأعمالنا التي نعملها من أجل إسمه .
لتصحيح هذا الوضع يقول عالم الكابالا شيمون باريوخا ناصحا ً ومرشدا ً إيانا بأن في كل ليلة عندما يرقد الإنسان للنوم يجب عليه وبكل قلبه أن يخضع ويقبل حكم الخالق وأن يأتمن نفسه له وتحت سيطرته بشكل كامل . فعندما يُغمض الإنسان عينيه لينام يقول :
” أنا أضعُ نفسي تحت سُلطة وقوانين الخالق وأخضعُ لإرادته “.
وهذا يعني أنه يجب على الإنسان الخضوع للقوة العليا بشكل كليٍّ وبدون أي شروط أجلبت عليه حياة ً أم موتا ً, عندها فقط لا يوجد قوة في العالم كله قادرة على أن تحول بينه وبين وحدويته مع هذه القوة العليا أي الخالق.فأنه مكتوب:” أحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل قوتك ” .
الساكن في سُتر العلي في ظل القدير يبيت.
أقول للرب ملجإي وحصني الهي فاتكل عليه.
لأنه يُنجيك من فخ الصياد ومن الوباء الخطر.
بخوافيه يُظللك وتحت أجنحته تحتمي. ترسٌ ومجنٌ حقه.
لا تخشى من خوف الليل ولا من سهم يطير في النهار.
ولا من وباء يسلك في الدجى ولا من هلاك يفسد في الظهيرة.
يسقط عن جانبك آلفٌ وربواتٌ عن يمينك. إليك لا يقرب.
لأنك قلت أنت يا رب ملجإي. جعلت العلي مسكنك.
لا يلاقيك شرٌ ولا تدنو ضربة من خيمتك .
لأنه يوصي ملائكته بك لكي يحفظوك في كل طرقك.
على الأيدي يحملونك لئلا تصدم بحجر رجلك
على الأسد والصل تطأ . الشبل والثعبان تدوس.
يدعوني فأستجيب له.
معه أنا في الضيق. أنقذه وأمجده.
من طول الأيام أشبعه
لانه تعلق بي انجيه .
أُرفعّه لأنه عَرَفَ اسمي. وأريه خلاصي .
الرب نوري وخلاصي ممن اخاف.الرب حصن حياتي ممن ارتعب.
عندما اقترب اليّ الاشرار ليأكلوا لحمي مضايقيّ واعدائي عثروا وسقطوا.
ان نزل عليّ جيش لا يخاف قلبي.ان قامت عليّ حرب ففي ذلك انا مطمئن.
واحدة سألت من الرب واياها التمس.ان اسكن في بيت الرب كل ايام حياتي لكي انظر
الى جمال الرب واتفرس في هيكله. لانه يخبئني في مظلته في يوم الشر.يسترني بستر خيمته.على صخرة يرفعني.
والآن يرتفع راسي على اعدائي حولي فاذبح في خيمته ذبائح الهتاف.اغني وارنم للرب
استمع يا رب.بصوتي ادعو فارحمني واستجب لي. لك قال قلبي قلت اطلبوا وجهي.وجهك يا رب اطلب.
لا تحجب وجهك عني.لا تخيب بسخط عبدك.قد كنت عوني.فلا ترفضني ولا تتركني يا اله خلاصي.
ان ابي وامي قد تركاني والرب يضمّني. علمني يا رب طريقك.واهدني في سبيل مستقيم بسبب اعدائي.
لا تسلمني الى مرام مضايقيّ.لانه قد قام عليّ شهود زور ونافث ظلم.
لولا انني آمنت بان ارى جود الرب في ارض الاحياء.
انتظر الرب.ليتشدد وليتشجع قلبك وانتظر الرب