عالمُ الكابالا يهُودا أشلاغ ” صاحبُ السُلّم ” مُؤلفُ كتابُ التفسير والشرح السُلّمي لكتاب الزُوهار ” عبر عن أحاسيسه في إحراز العالم الرُوحي مُرتقاً درجات السُلّم بكُل مُستوياته منْ خلال كتاباته ومقالاته والمُجلدات العديدة التي قام بنشرها، ومنْ ضمنها مقالاتٌ كتب فيها أغاني وألفّ ألحاناً للتعبيرعن أحاسيسه وشُعوره على كُل مُستوى .
أساسُ مُوسيقى الكابالا قائمٌ على نوعيّة شُعور الإنسان وأحاسيسه في العالم الرُوحي . الأمرُ الذي يُميّزُ مُوسيقى الكابالا من دُونها هو أنهُ بإمكان كل إنسانٍ فهمها والإحساسُ بها حتى لو لمْ يكُنْ هذا الإنسان على نفس المُستوى الرُوحي للمُؤلف . في الإستماع لموسيقى الكابالا التي كتبها صاحبُ السُلّم والتي نقلها لنا عالمُ الكابالا بارُوخ أشلاغ ” الراباش ” لدينا الفُرصة ُ في إختبار الإحساس نفسه الذي إختبرهُ أشهر عُلماء الكابالا .
لقد وصل عُلماء الكابالا إلى تعريف نوعين منْ حالة النُور في العالم الرُوحي وتتمثلُ هاتين الحالتين منْ خلال الإحساس إما بالألم المُبرح في حال الإبتعاد عن نُور الخالق، وإما الإحساسُ ببهجةٍ لا مثيل لها في إقتراب الإنسان من النُور العظيم والإحساس بدفء محبة الخالق الطاهرة . فإنّ حالة الإبتعاد عن نُور الخالق أدى إلى إنعكاس هذا الشُعُور منْ خلال المُوسيقى الحزينة والتي يُعبرُ عنها عن طريق التضرُعات في الصلاة وطُلبة الإنسان وتوقانه في الإقتراب من الخالق ومنْ نُوره . أما حالة الإقتراب منْ نُور الخالق والإحساس بمحبته والتي تتمثّلُ بصفة العطاء المُطلق في وُجُود الإنسان في حضرة عظمته أدى إلى إنعكاس هذا الشُعُور منْ خلال المُوسيقى التي تصخبُ بنغمات الفرح والبهجة والتي يُعبرُ عنها عن طريق تقديم صلوات الشُكر .
يشعُرُ الإنسانُ في إستماعه إلى هذه المُوسيقى وكأنهُ يستجمُ بالنُور العجيب والرائع . لا يُوجدُ هُناك الحاجة للمعرفة والثقافة المُوسيقية ليستطيع الإنسان أنْ يستمع إلى هذه الألحان وإلى هذه النغماتُ بما أنها ليست عالميّةٍ , ومع هذا فإنّ تأثيرها على قلب الشخص مُباشرٌ وسريعٌ والإستماعُ لها مرة بعد مرةٍ يُعدُّ فُرصةً وتجرُبةً خاصةً ورفيعةً يتذوقُ الإنسانُ حلاوتها ونقاءُها شاعرا ً بدفء الحُب الطاهر .
كُتبتْ وأُلفتْ علامات مُوسيقى الكابالا بناءً وتوافُقاً مع قوانين علم حكمة الكابالا، فإنّ هذه النغمات المُختارة بعنايةٍ ومُتطابقةٍ بإنسجامٍ تامٍ مع مراحل بُنية نفس الإنسان والمُستمع يشعُرُ بهذه النغمات تخترقُ أحاسيسهُ مُتغلغلة ً في أعماق نفسه بسلاسةٍ ومنْ دُون أيّ عائقٍ، والأمرُ هكذا بسبب الإرتباط المُباشر بين نفسنا وبين جُذُور وبُنية هذه النغمات التي لا مثيل لها .
في الأعوام ١٩٩٦ – وعام ١٩٩٨ وعام ٢٠٠٠ سُجلتْ ثلاثُ إسطواناتٍ منْ مُوسيقى صاحب السُلّم ومُوسيقى الراباش ونُشرت في ذلك الوقت . هذه الألحان قُدّمت لنا كما سمعها عالمُ الكابالا منْ مُعلمه الراباش والذي بدوره سمعها ونقلها منْ مُعلمه صاحبُ السُلّم .