www.hikmatelzohar.com.13

المعاناة

 أنا لا أستطيع أن أجد جواباً لسؤال عظيم الأهمية. كيف أن المعاناة الجسدية تستطيع إيصالنا إلى ظهور الحاجات والرغبات الروحية؟ أين هو الرابط في هذه المعادلة؟ جديد

إن الإنسان الذي يأتي لدراسة علم حكمة الكابالا من خلال السؤال” ما هو معنى وهدف حياتي في هذا العالم”، ومن ثم يأخذ في الدراسة ليجلب إليه النور المحيط والذي بدوره يقوم بتحريك الرغبة تجاه الوصول إلى هدف الخليقة. إذ لا يوجد هناك أي فارق بين أنواع المعاناة، إن الإختلاف هو الشكل الخارجي أي في الحلق التي ترتديها هو الذي يميز أي نوع من المعاناة عن غيرها. ولكن جميعها توجد بسبب فقدان النور في الرغبة.   

 كثيراً ما أحاول أن أتكلم مع الآخرين عن علم الكابالا وأحاول تقديم المقالات والمعلومات ولا أجد أي ردت فعل منهم لماذا ؟ جديد
عاملين مهمين يجب مراعاتهم عند الإقتراب من العامة :
– فحص قلبك ونيتك من غايتك في العمل الذي تقوم به ، ولماذا ؟  هل لكي تشعر أنت بالفخر والإكتفاء في أنك تقوم بعمل صالح ولكي تعطي نفسك الثناء على أنك إنسان صالح ؟
– أنه من المحرم فرض أي نوع من تعاليم الكابالا والزوهار وإجبار العامة عليها، فإذا لم توجد فيهم الرغبة ولم يسعوا هم ورائها يشعرون بالمعاناة إذ أنه لا يوجد لديهم الإناء المناسب وهذا يؤدي إلى نتيجتين سلبيتين :
       – رفضهم وتحجير قلوبهم للحكمة
       –  مُعادة الذي يجبرهم إذ يرونه مصدر المعاناة التي يشعرون بها
كيف لي ان اعرف خطأ الجسد لكي استطيع تصحيحه؟ هل الانانية التي أنا فيها هي سبب معاناتي في امر معين؟ جديد 
الجسد ليس إلا مسكن النقطة في القلب والتي هي  نفس أبونا أدم التي تبعثرت في سقوطه من العالم الروحي لا علاقة للجسد بالعالم الروحي على الإطلاق ،  العالم الذي نعيش فيه مادي وأعطيت النفس لباس مادي لتعيش فيه وهذا هو الجسد.  في حياته يجب على الإنسان تنميت النفس فيه من خلال تصحيح الجزء الدي أعطي من النفس . الجسد من التراب وإلى التراب مرجعه ….
الإرادة في التقبل أي الأنا – خلقة بسمات عكس سمات الخالق _ والتصحيح هو في تبني من سمات الخالق علينا لنكون مثله في محبة الآخرين والعطاء والسخاء… الأنا هي طبيعة الإنسان و الخالق لا يجلب العاناة على أي إنسان الإنسان في أنانية وعدم إكتراثه بالآخرين يعاني من الآلم. فكل شيء يعمل بحسب قوانين علمية وفي إتباع الإنسان لها يدرك كيف يعيش في العالم بإنسجام ، الإنسان هو الذي يصنع قدره ، ولكن في عصيانه وعدم إحترامه وخضوعه لقوانين الطبيعة هو الذي يخلب على نفسه كل المعاناة .
معادلة سهلة ولكن الأنا والغرور في الإنسان دائماً يعمل على التملق ومحاولة التسلط وأخذ كل شيء لنفسه والطبيعة وقوانينها لان تسمح له بهذا أبداً

إن الكثير من الناس يقاسون من مصاعب الحياة وليس لديهم أي إحساس بوجود النقطة في القلب أو إن إحساسهم بها معدوم. إذا لماذا هم يعانون في الحياة؟

 كل إنسان على وجه هذه البسيطة يعاني طوال زمان وجوده في هذه الحياة. فالبشرية واجهت الكثير من المعاناة على مر التاريخ. فالكثير من الناس عاشوا في هذه الدنيا وفارقوها من دون أن يعرفوا سبب معاناتهم. فقبل تفاقم الألم إلى درجة معينة لن يكون بإمكاننا الوصول إلى معرفة السبب ومن هو المسؤول عنه.

في يومنا هذا نرى أن البشرية مرت في ألم كبير وكثيف ونحن هنا لنري العالم سبب الألم .

كيف أستطيع تفادي الألم والمعاناة؟

إن الخالق هو الذي يدير ويسير العالم وهو صاحب السيطرة الكلية والكاملة في كل ما يحدث فيه. فلا يوجد أحد آخر في الوجود إلا الخالق وحده. فالخليقة موجودة أدناه وهو الوحيد صاحب السلطة والسلطان فوقها إذ لا يوجد قوى أخرى إلى جانبه. نستطيع إستيعاب هذه الحقيقة على أنه لا يوجد أي قوى في العالم بل في الوجود بكامله إلا الخالق وحده عندما نصبح من دارسي علم الكابالا لأنه كلما بحثنا في علم الكابالا كلما تأثرنا بنور الخالق وتأقلمنا وتلائمنا مع فكره وسماته وهذا ما يحدد ما نستطيع تلقيه من الخالق.

فكلما قل مستوى تلائمنا مع النور كلما زادت نسبة الألم والمعاناة لدينا. إن هدف الخالق وبشكل دائم هو في إعطاءنا الأفضل ولكن حواسنا والمنطق الإنساني لدينا هو ما يغيير ما يغدقه الخالق علينا من الجيد والخير ويحوله إلى شعور بالكرب والألم والمعاناة وذلك بسبب عدم التطابق والتناسق أو التكافؤ في السمات بيننا وبين النور. كل شيء يعتمد على التكافؤ في السمات، فإذا وجد التناسق سنشعر ونرى بأن كل ما نتلقاه من الخالق هو جيد وسنشعر بنية الخالق الحقيقية تجاهنا. يظهر لنا علم حكمة الكابالا كيفية تعديل وتغيير سماتنا إلى أن نصل إلى درجة التوازن الشكلي الكامل في السمات لنصل في النهاية إلى القدرة على الإحساس بالخير الأبدي.

علم حكمة الكابالا يعلم الإنسان كيف يتقبل عطاء الخالق بشكل صحيح وإدراك ما يأتينا منه

إذا كان الخالق موجودا إذا من المتوجب أنه يرعى كل إنسان في العالم في محبة أبدية. إذا لماذا نرى أنه يعاقب الكثير من الناس؟

وجهة نظرك هذه تشير إلى الدرجة التي تتواجد فيها إذ أن كل إنسان يستخرج نتائج وخلاصة ما يحدث من حوله بناء على درجة نموه الروحي. ولكن عندما نرتقي للعالم الروحي تصبح نظرتنا إلى العالم وإلى كل ما يحدث فيه مختلفة جدا عنما كانت عليه قبلا، حتى وجهات نظرنا وآرائنا تتغير. ونرى العالم على أنه مكان جيد ومثالي.

ولكن في وضعك الحالي أنت قادر على رؤية جزء صغير جدا من الواقع لذلك من الصعب عليك فهم وتبرير الخالق وأعماله. أنا أعلم هذا من تجربتي الخاصة.

دعنا ننتظر إلى أن يظهر الخالق نوره لك وعندها تستطيع تبرير أعماله. فالذي يبرر الخالق في أعماله يدعى بالبار. إذ يجب على الإنسان أن يصل إلى درجة “البار أو الصديق” كي يستطيع اكتشاف ومعرفة الخالق وجميع أعماله ويعرف كل شيء عنه ليكن بإمكانه تبريره. ولهذا السبب يجب أن نتوازن معه في السمات للوصول إلى هذه الدرجة الرفيعة.

 إذا كان الخالق قد عمل العالم من أجل الإنسان ليغدق عليه كل الخير والملذة والسرور إذا ما هو الخطاء في رغبة الإنسان أن يتقبل كل شيء لذاته؟ ولما تعبر عن هذا على أنه شر؟ ولما كان من الضروري خلق عالم مليء بالنقص والعيوب وخليقة غير مصححة؟

 إرادة الخالق هي العطاء، لذلك خلق رغبة للتمتع بعطاءه ولكن من أجل أن تتمكن هذه الرغبة التي خلقها من التنعم بعطاءه يجب أن تبقى فيها الرغبة بعد تلقي الخير والملذة ولا تتلاشى منها كما هو الحال فينا نحن الآن. يجب على الملذة أن لا تتلف الرغبة وتبيدها. يجب أن تبقى الرغبة سليمة وعذراء في طبيعتها وأن تكبر باحثة عن ملذات أعظم من التي تتلقاها. ولذلك يجب على كل من الرغبة والملذة التواجد في مكان أو مادة مختلفة. فالأم على سبيل المثال تعتني بشكل دائم برضيعها لأن ملذتها فيه وليست في نفسها. وفي المقابل نرى إذا أراد أحد الإستمتاع في أي شيء ما ففي حال حصوله على الملذة نجد أن الرغبة فيه تتلاشى تماما آخذتا معها الشعور بالملذة أيضا. ولهذا السبب من خلال العيش لجلب الملذة والإكتفاء لرغبات الآخرين كما الأم تجاه رضيعها نستطيع الحصول على ملذة مطلقة ودائمة. لذلك إرادة الخالق في خلق المخلوق ليجلب الرضى له هو الشرط المسبق لتلقي ملذات لا نهاية لها.

والسؤال هنا لما لم يخلقنا الخالق على هذه الدرجة منذ البداية؟ ولماذا يتوجب على الإنسان أو العالم المرور في معاناة كثيرة للوصول إلى هذه الدرجة؟ بحسب قانون التباين نحن لا نستطيع الشعور بأي شيء إلا إذا تذوقنا مضاده، بالإضافة إلى هذا نجد بأنه كلما إزداد الفارق بين الدرجات كلما إشتدت الرغبة تجاه الدرجة العليا. من هنا نرى أنه للوصول إلى درجة الخالق نحن مجبرون على خوض الكثير من الدرجات ذات الصفات المتناقضة مع صفاته حتى نستطيع فهم سماته وتقديرها.بما أنه من المستحيل تفادي كل هذه الصعوبات، إذا من أين لنا الحصول على القوة لخوض هذا كله؟ وهل من الممكن تفادي المآسي والكوارث والدمار والمذابح وأن نصل إلى العيش بهدوء وسكينة؟ أين هو الخالق العظيم والكامل من كل هذا؟

لو أننا لم نعطى المعلومات المفصلة لكيفية الوصول إلى هذا الهدف لكانت شكوانا في مكانها وفيها عدالة ومنصفة. لقد أعطي علم حكمة الكابالا لنا لتصحيحنا ونرتقي إلى درجة الخالق في تبني سماته من عطاء ومحبة مطلقة نحو الآخرين، وفي دراسته نستطيع الوصول إلى هذه الدرجة بسرعة وندخل الأبدية ونحن موجودين في هذا العالم. علم الكابالا يظهر لنا طبيعتنا مقابل النور الإلهي المحيط بنا وبالتالي يجبرنا على الإحساس بالخجل والتواضع أمام الخالق قبل أي معاناة جسدية ويعجل في ظهور الرغبة للتخلص من طبيعتنا الشريرة واكتساب أو إحراز سمات الخالق الكاملة.

كيف أن المعاناة الجسدية تستطيع إيصالنا إلى ظهور الحاجات والرغبات الروحية؟أين هو الرابط في هذه المعادلة؟

إن الإنسان الذي يأتي لدراسة علم حكمة الكابالا من خلال السؤال” ما هو معنى وهدف حياتي في هذا العالم”، يأخذ في الدراسة ليجلب إليه النور المحيط والذي بدوره يقوم بتحريك الرغبة فيه تجاه الوصول إلى هدف الخليقة. إذ لا يوجد هناك أي فارق بين أنواع المعاناة، بل إن الإختلاف الوحيد هو في الشكل الخارجي لكل  نوع من المعاناة، أي في الحلة التي ترتديها، هذا الذي يميز أي نوع من المعاناة عن غيرها. ولكن جميعها توجد بسبب فقدان النور في الرغبة.   

لماذا يدفع الخالق الناس نحو المعاناة والعذاب إذا كان يريد أن يمنحهم حياة أبدية؟

لقد تسأل الإنسان في هذا الأمر منذ أن وجد على وجه هذه البسيطة ومع بداية كل جيل عاشت البشرية فيه. إن عالم الكابالا يهودا أشلاغ “صاحب السلم” كتب في أحد مقالاته قائلا ” إنه من المستحيل فهم حصيلة مرحلة معينة أو تقييمها بشكل صحيح كوننا في بدايتها أو ما زلنا في قمة خوض تجاربها، فإنه فقط بعد إجتيازنا الطريق كله وحتى النهاية نستطيع أن ندرك أحداث المرحلة التي مررنا بها بكاملها وبمنطق صحيح”.

فهناك سبب وجيه للمثل الشعبي القائل:”لا تظهر عملا ما دام في مراحل إنجازه”. فإنه فقط لأولئك الذين مشوا الطريق حتى النهاية يستطيعون اكتساب القدر الكافي من الحكمة ليكونوا قادرين على التقييم الصحيح والإدراك السليم لكل ما أخذ مجراه في تلك المرحلة.

فإن التقدم في الطريق الروحي يخلق الإحساس الذي نحتاجه في إحرازنا للهدف النهائي. هذا الإحساس الذي يكبر فينا على شكل مراحل هو الإحساس بالأبدية والكمال. وهذا هو الطريق الوحيد ولا يوجد مرادفا أو مساويا له.

إذا لما لم يخلقنا الخالق كاملين وأبديين منذ البداية؟ لو كان الخالق قد خلق المخلوق منذ البداية في حالة الكمال التام لكان قد حرم الإنسان من حرية الإختيار. فبعدما أن يمر الإنسان بكافة أنواع المواقف في الحياة تبدو مرحلة الكمال والأبدية هدف مرغوب لديه ليسعى وراءه ويعرف كيف يلتذ به بسرور ومتعة.

 

حضرة الدكتور المحترم نحن طلبتك من جزر اليابان ونرغب في معرفة رأيك فيما أصاب بلدنا من كارثة والضرر الذي وقع علينا من حدوث الهزة الأرضية في قعر البحر مما أدى إلى حدوث التسونامي وغمرت المياه اليابسة مما سبب أضرارا هائلة. بحسب تعليمات الأرصاد الجوية من المتوقع المزيد من الكوارث الطبيعية هذه كالمزيد من التسونامي وأنهم يتوقعون أيضا حدوث الهزات الأرضية على مستوى عالي في المستقبل القريب. هل بإمكاننا معرفة أمور وحوادث كهذه  قبل وقوعها في العالم بشكل عام؟

إن البيئة أو الطبيعة من حولنا هي التي تقودنا في طريق التطور والنمو إلى أن نصل إلى مرحلة الإنسجام مع سمات النظام الذي تسيرعليه،  فكل شيء في العالم يسير وفقا لنظام قوانين الإنسجام كل جزء مع الآخر ما عدا الإنسان  فهو الوحيد الخارج عن نظام الطبيعة وهكذا فالطبيعة تلعب دورها في إعادته إلى مكانه الطبيعي. فإن جميع الضربات والكوارث والمعانات والأزمات على كل درجاتها وأشكالها التي نواجهها اليوم هي بمثابة رد فعل الطبيعة في عدم تماشي وخضوع الإنسان للقانون العام فيها. إن الحل الوحيد لحل كل هذه الأزمات والصعوبات يكمن في تحصيل الإنسان على التوازن مع الطبيعة التي يعيش فيها.

بشكل عام تتوفر هذه المعرفة في تحصيل التوازن ويكون من الممكن الوصول إليها ولكن فقط عن طريق تصحيح -الأنا- في الإنسان . فالأنا أي ” حب الذات ” يتم تقييمها من خلال سلوك الشخص نحو الرغبة في الإرتباط بجسد البشرية من حوله وكأنها إنسان واحد وهذا بسبب أن كل شيء في الطبيعة من حولنا وفي عالمنا مبني ويعمل على هذا الأساس وكأنه كيان واحد وإلى ان نصل إلى مرحلة فيها نرتبط معا كالخلايا في الجسد الواحد خاضعين لقانون محبة الإنسان لأخيه الإنسان لا ولن  يوجد حل إلا المعاناة والمزيد من الأزمات والصعوبات أمامنا.

لقد ورد في مقدمة كتاب الزوهار  أن الضربة والمأساة الأولى التي تقع على البشرية تصيب هؤلاء الأفضلية من بين البشر وفي هذه الحالة أصابت اليابان ولكن كلما أخذت الضربات تتزايد كلما زاد واتسع نطاقها حتى تصيب جميع البشر على حد سواء. يوجد هناك حل واحد لا غير وهو إرتباط البشرية معا على مبدأ وأساس ” أحب قريبك كنفسك ” ففي محبة الإنسان لأخيه الإنسان نكون خاضعين لنظام وقانون واحد كما الطبيعة التي نحن فيها. عندها وعندما نصل إلى هذه المرحلة نستطيع أن نشعر بوجود برحمة الخالق ونوره معنا.

لماذا تبدو وكأن الكارثة التي حدثت في اليابان وكأنها شيء غريب ومنفصل عن كياني كجزء من البشرية وما الذي أحتاج عمله لأشعر بها وكانها أصابتني أنا؟

إن الأنا التي في هي التي تفصلني عن الآخرين وعن كل ما يحدث لهم وكأنه أمر لا يعنيني شخصيا فإنه بحسب ضخامة الأنا في الشخص يكون شعوره بالبعد عنما يحدث من حوله وفي هذه الحالة ما حدث في جزر اليابان في هذه الفترة الماضية.

والعكس صحيح فإلى الدرجة التي إرتقي إليها في تصحيح رغبتي الأنانية في تبنيها من صفات الخالق فيها أستطيع أن أشعر بالآخرين وما يصيبهم على قدر إرتباطي بهم من خلال رباط المحبة الطاهرة والتي هي من سمة الخالق والتي تجمعنا معا .

ففي ظروف مشابهة من أحداث كهذه في أيام معلمي الراباش إذ قد وجه له السؤال في الإستفسار عن سبب تتبعه المستمر والدائم للأخبار متتبعا الأحداث الجارية في العالم بلهفة إلى درجة أنه كان يأخذ بعض الوقت من الدرس ليرى التطورات فيما يجري في إذا كان لديه أي أولاد يقطنون هناك في مكان الأحداث فأجاب قائلا نعم هؤلاء جميعهم أولادي . إذا  يتوجب علينا الإحساس بما يقع بالبشر من مصائب وكأنها شيء أصابني أنا شخصيا وأحمل همومهم كما ولو كانوا أولادي

 

كيف بإمكاننا تجنب الكوارث الطبيعية التي على وشك الوقوع؟ ماذا نستطيع أن نعمل؟

الجواب: ربما أنت بحاجة إلى بناء قلك كما عمل سيدنا نوح وإختبأ به. إن “سفينة نوح” ترمز للسفيرا “بينا” وهي سمة العطاء المطلق يدخل الإنسان داخلها وهي التي  تنجيه إذ تحتضنه في داخلها وتغلق عليه بأحشائها كالجنين في الرحم فهي تحيط به من جميع النواحي.

تستحوذ السفيرا بينا على السفيرا ملخوت وتحميها من النور الخارق والقوي الذي يتمثل في الطبيعة على شكل الأعاصير الإستوائية والحرائق وإلى ما آخره من الكوارث التي تتجسد في الطبيعة. فإن جميع الكوارث الطبيعية ليست إلا تجلي نور حوخما من دون نور حسديم أي ظهور قوة النور الإلهي المتمثلة في يوم الدين من دون الرحمة الإلهية. تحدث الكوارث من قبل النور الساطع بشكل مباشر غير مؤتزرا برداء الحب والرحمة النابع أيضا من الخالق العادل ولهذا السبب أنت تشعر به وكأنه لسعات نار محرقة وبدلا من أن يحتضنك النور ويحميك تشعر به وكأنه يضربك ضربا مبرحا. ولكن إن نفس هذا النور المباشر عندما يكون مؤتزرا بنور الرحمة والمحبة الإلهية يحضنك كما الجنين في الرحم ويحميك كي لا يصيبك أي مكروه ولكن من دون نور الرحمة أنت ستشعر بالضربات إذ أنت فاقد الحماية. وهكذا فإن كل مراحل التصحيح التي نمر فيها محصورة في جذب نور حسديم أي نور الرحمة والذي هو القوة الكامنة في السفيرا بينا.

 هل بإستطاعة علماء الكابالا منع الكوارث الطبيعية التي تقع بالعالم بفضيلة تقدمهم وإحرازهم العالم الروحي؟

طبعا ولكن وعلاوة على ذلك لا يوجد في هذا المجال من هو عظيم ومن هو صغير الشأن . يظن الناس بأن صلاة عالم الكابالا العظيم بإمكانها أن تمنع وتنجي العالم من ضربات القدر ولكن في الحقيقة الأمر يختلف في واقعه عنما يعتقده الناس فإنه ليس عالم الكابالا العظيم بل الإنسان البسيط والذي لتوه صحت لديه النقطة في القلب والذي ما يزال في بداية الطريق متحيرا ويحاول إيجاد الإجابة على عشرات الأسئلة التي تدور في خاطره باحثا من كل قلبه عن الفهم هذا الإنسان هو الذي يستطيع عمل أكثر بكثير مما يستطيعه عالم الكابالا وهذا لسبب صغر رغبته التي من خلالها يشعر بولع شديد للتقرب من القوة العليا.  هذا الوضع مشابه كثيرا للمولود الجديد في الأسرة والذي وبالرغم من صغره وضعفه يصبح هو سيد الأسرة في جعل الجميع  يعملون على تلبية حاجاته وتأمين راحته وسعادته هكذا الإنسان الذي ما زال في بداية الطريق بإتجاه الإحراز الروحي والذي يستطيع إنجاز الكثير من خلال رغبته البسيطة ودعائه.

 

تعليق واحد

  1. كلما زدت معرفه بالحكمه كلما زاد تعلقي بها واشعر بها في حياتي اليوميه.قرات اليوم عن المعاناة في العالم وهو امر يعيشه او يدركه او يشعر به كل انسان تقريبا.. لدي صديقه مريضه بمرض شديد ومؤلم وهذا الامر بالظاهر امر سئ للغايه ولكن عندما انظر بقلبي رغم حزني فانني اجد العكس كملك يريد ان يختار فرسان ليكونو حوله فانه يختبرهم باشد الامور لمدة معينه ولكن بعد ذلك يجدون الخير الكثير بقربه وهو مايجعلهم ينسون كل المآسي التي مرت عليهم .كلما زادت معرفتي بالحكمه كلما زادت محبتي لها لكم جزيل الشكر والتقدير.

أضف رد على فادي وهبي إلغاء الرد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*