حكمةفي كلمة3.حكمة الكابالاوالزوهار

علم حكمة الكابالا

 هل الخالق يخلق أعداد البشر على حسب عدد النفس المحطمة ؟ وهل كل ما مات بشر انتقلت نفسه إلى صبي ولد حديثا ؟ وهل الموت والحياة هي نتيجة ذلك الحطام ؟ هل الزواج وإنجاب الاولاد له علاقة بتحطم نفس آدم حتى تسكن النفس خلقا جديدا وتكمل عملية التصحيح ؟ وإذا كان الأمر هكذا فهل للنفس المحطمة الغير مادية تعد وتحصى على حسب عدد الأجساد المادية ؟ ام كيف تجري هذه العملية المعقدة ؟  جديد

النفس هي الأنا أي الإرادة في التقبل للذات ، عندما علت فيها النوايا الأنانية تحطمت. الأنا هي الخليقة، وعندما إنحدر أبونا ادم من العالم الروحي أخذ يحاول في تصحيح الأنا ولكنه لم ينجح بسبب كثافتها ، ولتمكن من القيام من الإصلاح كان لا بد من زيادة التحطم ، وقد حاول أنونا نوح أيضاَ ولم يستطع بسبب كثافة الأنا. فالأنا هي الخليقة والهدف من الحطام هو تجزيء الأنا غلى أجزاء صغيرة لكي يسهل تصحيحها، فكل منا لديه جزء
صغير لكي يقوم بإصحاحه والإريباط بالآخرين هكذا إلى أن نصل إلى تصحيح الخليقة بأكملها.
علم الكابالا يتكلم عن النفس بالعالم الروحي، الرغبة أو الإرادة في التقبل لها طبقات ودرجات مختلفة لو صح التعبيير ، كل شخص تصح فيه الرغبة نحو الخالق والعالم الروحي هذه النقطة ما تدعى بالنقطة في القلب وهي وميض من النفس المحطمة، كل إنسان يأخذ في التساؤل عن سبب وهدف حياته يعني أنه يعي أن العالم ليس هو المحطة النهائية له، يعي أنه جزء من شيء عظيم عندها يأتي غلى دراسة علم حكمة الكابالا لأنه يجد فيه التعليمات عن أسلوب القيام بهذا التصحيح، أبونا إبراهيم هو أول إنسان فتح الطريق أمامنا شارحاً بالتفصيل كيفية العمل على قيام التصحيح .
إن بداية الخليقة لم تبدأ بوجود أبونا أدم كما يعتقد العامة، فالكون موجد منذ ملايين السنين، والعلم أثبت ذلك ولكن أبونا أدم هو أول إنسان أدرك وجود الخالق وأنه جزء منه، لذلك في علم الكابالا ندعوه بأدم هاريشون _ أي أول إنسان. الإنسان هو من له النقطة في القلب وهو جزء من هذه النفس.
علم حكمة الكابالا لا يتكلم عن إنتقال النفس من شخص إلى آخر، كل إنسان هو جزء من هذه النفس يتوجب عليه تصحيح هذا الجزء وكل حياة يعيشها على الأرض ولم ينهي التصحيح ، النفس لا تخلق مع الشخص عندما يولد في هذا العالم كما هو متعارف عليه بين العامة بل يتوجب على الإنسان بناءها وتنميتها وعندما يتمم هذا الإنسان تصحيح هذا الجزء ليس من الضروري أن يعود إلى العالم.
العالم الذي نعيش فيه هو مادي بسبب أن الأنا تحتوي على حواسها الخمسة، لو بقي التحطم داخل نفس الخليقة لا يتمكن الإنسان من الإحساس به في داخل الأنا لذلك خلق الخالق هذا العالم المادي كصورة أمام الإنسان ليستطيع رؤية الحطام ويتمكن من إدراكه وتصحيحه. فكما ترى أنه من السهل رؤية ما هو أمام أعيننا مما هو قائم في داخلنا. فالموت ليس بسبب الحطام.
الزواج يسهل على الرجل فهم وإدراك الأمور الروحية ، فالمرأة في حياة الرجل هي الرغبة التي تحثه على التصحيح. الرجل والمرأة هما جزئي الخليقة وفي إجتماعهما معاً في المعنى الروحي نشير إليه في علم الكابالا بإجتماع السفيرا ملخوت أي الرغبة والتي تتمثل بالمرأة والسفيرا تيفيرت أو زعيرانبين والتي تشير إلى الرجل، المرأة قريبة إلى الطبيعة في قدراتها وهي ما تزود الرجل بالرغبة للسعي وراء كسب العيش وإحراز العالم الروحي، الأولاد هم الدرجة الروحية للرجل والتي من خلالها ينمو ويتعلم العطاء.
 كل جزء يتم تصحيحه يصبح جزء من الكل لا يعود يقوم بمفرده. لا ، لا يوجد علاقة بين عدد الأجزاء المصححة والحطام .
أريد توضيحا أكثر بخصوص (الحدث والعاقبة) ! فهل مثلا إذا سرق شخص مني شيئا، يجب أن أعتبره حدث جيد بالنسبة لي والخالق هو الذي سمح بحدوث هذا الحدث وبان هذا الحدث قد جرى في العالم الروحي من قبل وماهو إلا تجسد في العالم المادي ؟ جديد 
هناك فرق
قانون الحدث والعاقبة هو قانون قائم في بنية الكون الذي صنعه الخالق، والعلماء يعلمون هذا ونستطيع نحن أن نراه بوضوح إذا أعرنا إنتباهنا لما يحدث من حولنا فكل شيء يحدث في الطبيعة هو حدث ولكل حدث له عاقبته. عندما يخرق الإنسان حرمة الطبيعة فالطبيعة تتفاعل مع الإنسان حسب فعله،
فالبشر يعتقدون بأن تفجير بركان أو إعصار أو حرائق  ما شابه من أحداث الطبيعة  تحدث بدون سبب ، ولكن في حقيقة الأمر أن كل شيء يتعلق بسلوك الإنسان فكلما خرق الإنسان حرمة الطبيعة تحاول الطبيعة خلق التوازن والإنسجام بين كل عناصرها. بإمكاننا النظر إلى خلية النحل أو جماعة النمل على سبيل المثال وكيف تعمل حسب قوانين الطبيعة وتبقي التوازن بين كل عنصر فيها. لا شيء يوجد في الكون عير خاصع لقانون الإنسجام في الطبيعة مهما صغر أو كبر حجمه ، فكل كائن وأينما وجد على درجات مستويات الحياة هدف معين والطبيعة دائماً توازن عناصرها وكل كائن فيها، والإنسان هو جزء من الطبيعة التي خلق منها، هو العنصر الوحيد الخارج عن قوانينها إذ أنه وحده يملك الرغبة الأنانية في حب الذات على حساب الآخرين ،  فلو نظرنا إلى الحيوانات في الطبيعة ، عندما يفترس ألأسد فريسته فهي مجرد طعام له لا غير، بينما الكراهية وحب الدمار والقتل والشر قاطن في الإنسان فقط،
قانون الحدث والعاقبة يتلخص في الإنسان بقانون أحب قريبك كنفسك .
عندما يسرق الإنسان شيء من إنسان آخر، حدث أخذ مجراه أمامك لترى الشر القاطن في الإنسان،فلاشر هو في باطن الإنسان وإذا لم يظهر هذا الشر خارج الإنسان لما إستطاع إدراكه أو معرفته،  والخالق يسمح بهذا لمن يسعى في طريق التصحيح ليكون بوسع هذا الشخص أن يشعر بسؤ الشر ويطلب من الخالق أن يقوم بتصحيح هذا الجزء من الأنا الذي بان له. إذا لم نشعر بالألم الذي يطبعه الشر علينا لا نتمكن من تغييره.
ها نحن ترى الكثير من الناس يؤسسون الكثير من الجمعيات الخيرية محاولين تصحيح العالم فما النتيجة ؟ بطبيعة الإنسان ، أنه من السهل التهرب من تحمل المسؤولية وتصحيح الشخص لنفسه بالإيحاء إلى الخطاء ونسبه للآخرين والعمل على تصحيح الآخرين،  بينما التصحيح يجب أن يأخذ مكانه الشخص نفسه ولكن غرور الأنا لا يسمع الشخص في أن يقل عن نفسه بأنه شرير لذلك من الأسهل أن نعمل على تصحيح من حولنا وعدم
مواجهة الحقيقة.
أخذ كل هذا بالإعتبار، هذا لا يعني إذا تأذى الإنسان بسبب الآخر أن يلجاء إلى القانون لإنصافه حقه، فلو مرض الإنسان يلجاء إلى الطبيب بالرغم أن الحياة والموت في يد الخالق ولمن الطبيب أعطي القدرة على المساعدة ، كذلك القانون إذ وضع لمساعدة الإنسان للمحافظة على حقه.
لماذا تعتبر حكمة الكابالا علم؟ 
يتخصص العلم في تفحص العالم من خلال الأدوات والمعدات التي صنعها الإنسان. هذه المعدات صنعت على أساس حواسنا الخمسة “البصر- السمع- الذوق- الشم- اللمس”. ليس بإمكاننا إختراع أي شيء خارج إطار الحس لدينا. فإن كافة المعلومات التي تأتينا من خلال الحس والحواس الخمسة لدينا يتم تحليلها في الفكر منتجا فينا ما نفتكر أنها صورة العالم المحيط بنا. ولكن إذا كان بإمكاننا رفع أو زيادة مدى حاسة واحدة من حواسنا نتمكن من رؤية الأشعة السينية أو سماع الأصوات التي هي الآن فوق قدرة حاسة السمع لدينا.

إن مختلف أنواع العلوم في العالم بكافة مجالاتها تعالج كافة الأمور من خلال ما ندركه بحواسنا الخمسة ولكن علم حكمة الكابالا يعالج مسألة اكتساب المعرفة التي ترتقي فوق إطار إدراك حواسنا المحدودة. فعلى سبيل المثال إذا أخذنا الصوت. كيف ندرك أنواع ومصدر الصوت؟ توجد الإهتزازات حولنا، تدخل الموجات الصوتية إلى الأذن بعد أن يقوم الصيوان بتجميعها، ثم تمر عبر القناة السمعية الخارجية إلى الطبلة التي تحولها إلى اهتزازات تنتقل إلى المطرقة فالسندان إلى الركاب ومن ثم إلى القوقعة التي يؤدي إهتزاز القناتين السمعية والدهليزية فيها إلى توليد سلسلة من الذبذبات تنتقل بواسطة العصب السمعي إلى المخ بصورة سيالات عصبية حيث يتم ترجمتها هناك إلى أصوات نسمعها. بكلمة أخرى إن ردة فعلنا هي أعراض جانبية للضغط الذي نشعر به من محيطنا، فليس لنا القدرة على معرفة الأصوات إلا تلك التي نشعر بها.

إن كافة أحاسيسنا بنيت على هذا النحو إذ لا نعلم ما يوجد ما وراء قدرة إدراك حواسنا. فإن عالمنا مليء بالألوان والأصوات المتنوعة من دون حدود ولكن نستطيع إدراك الكم الذي يمر خلال حواسنا فقط. ولكن حكمة الكابالا تتكلم عن إحراز الإنسان لحاسة إضافية ” الحاسة السادسة” والتي من خلالها نستطيع الشعور بالواقع الشامل للوجود وليس بالجزء الضئيل منه والمحصور في نظام الأنا بالإنسان.

إن تفحصنا لعالم آخر بعيد عن قدرة إدراكنا الطبيعية يتمكن الإنسان إدراكه عن طريق توازن صفاته الداخلية مع الظواهر الخارجية المحيطة به. فإذا كان بإمكاننا تنمية حاسة روحية إضافية عنما يتوفر لنا من خلال نظام الأنا عندها نستطيع بواسطتها الوصول إلى ما وراء واقعنا المحدود، إلى عالم روحي وأبدي وواسع غائب عن إدراك وحتى خيال الناس العادين. علم الكابالا هو النظام الذي يساعدنا على تنمية الحاسة التي من خلالها نستطيع أن نشعر بالعالم الروحي وعالمنا ككل، إذ أنه يفتح أمامنا مجالا شاسعا من المعلومات ولا نعد محصورين في إطارنا البيولوجي في حياة الجسد الزائلة جاهلين تماما مصدر أي حوادث أو ظواهر طبيعية تحصل لنا وبالتالي غير قادرين على إستيعاب تأثيرها علينا على أي درجة أكانت سيئة أو حتى مأساوية وذلك بسبب عدم قدرتنا على رؤية إلا جزء بسيط من الواقع نشعر بأنها حوادث مفاجئة. فكيف إذا نستطيع أن نتجاوب بشكل صحيح مع ما يحدث لنا إذا لم نكن قادرين على رؤية صورة الواقع الكاملة؟

الإنسان هو أعلى درجات الخليقة إذ أنه كائن مفكر ذكي ولكنه منفصل تماما عن حقيقة الواقع. وعندما يملئه الفخر على أنه كائن ذكي فهذا برهان على ضعف مستوى نموه إذ أنه غير مدرك ولا حتى للدرجة التي يوجد فيها. فكلما إرتقينا في إدراكنا وإحساسنا بالعالم الروحي كلما إزدادت قوة إدراكنا لنظام الحدث والعاقبة والذي يسير الكون بموجبه، لنفهم ما يحدث لنا ونتجاوب متفاعلين مع الواقع بشكل إيجابي لنكن عنصرا فعالا في الكون. علم الكابالا يعطينا الأداة الضرورية لمعرفة مستوى الإدراك المادي لمحيطنا ويمكننا من الخروج منه لنتمكن من الوصول إلى ما وراء حدود الزمان والمكان والحياة والموت ونبدأ في إتخاذ دور فعال لنستطيع أن نكون قادرين على التحكم بأفعالنا بشكل صحيح، العمل الذي فشلنا بالقيام به .

 

هل أستطيع تغيير نفسي من دون دراسة علم حكمة الكابالا؟

لا. فالتغيير يعني تغيير النية في الرغبات الأنانية لدينا وهذا التغيير يتم عن طريق إحراز سمات النور الأعلى. ولهذا السبب فإن التصحيح يأخذ مكانه في الإنسان من خلال نور الخالق أي النور الأعلى إذ أنه الوحيد القادر على تصحيح الأنا في الإنسان. لذلك هذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكنك تغيير نفسك من خلالها، ففي دراستك لعلم الكابالا تجتذب النور الأعلى والذي يقودك في طريق التصحيح.

كيف تختلف نظرية علم حكمة الكابالا عن غيرها من النظريات الأخرى في إحراز العالم الروحي؟

بإستثناء نظرية علم حكمة الكابالا صممت جميع النظريات الأخرى ووضعت من قبل الإنسان. فإن البشرية تبحث منذ آلاف السنين عن طريقة تستطيع من خلالها إحراز العالم الروحي. هذا البحث عزز ظهور ونمو دراسات الفلسفة وظهور نظريات أخرى كحركة التنوير الفلسفية وغيرها من النظريات التي تسعى نحو الروحية ولكن وفي النهاية لم يجدي البحث والبشرية لم تجد أي شيء ذو قيمة.

من خلال علم الكابالا بدأ العالم يرى طبيعة العالم الذي يعيش فيه بوضوح وما الذي يؤثر عليهم، إذ أخذوا في معرفة إحراز القوات والتي من خلالها يستطيعون أن يتعاملوا مع الطبيعة بشكل صحيح في نفس الوقت إدراك تفاعلهم مع محيطهم وتأثيرهم عليه وتجاوب البيئة أو الطبيعة لهذا التأثير أو هذا التفاعل. فعلم الكابالا هو الوحيد القادر على تزويد الإنسان بمعرفة الرغبات التي ستظهر في الإنسان وكيفية الحصول عليها والقوة التي يحتاج إليها للحصول على هذه الرغبات. فهل هناك ما يبدو أكثر أهمية من هذه المعرفة للإنسان؟ فإذا لم يكن بمقدور الإنسان فهم ضرورة الدراسة والبحث في علم حكمة الكابالا ستظهر في حياته ظروفا أقسى من التي مر بها في السابق دافعة إياه نحو دراسة علم الكابالا، فالإنسان يلجأ إلى دراسة الكابالا عندما لا يوجد لديه أي خيار آخر.

أليست الكابالا نوع من التصوف مثال غيرها في العالم؟

لا. إن الكثير ممن يريدون تصنيف علم حكمة الكابالا تحت وسم التصوف أو البركات واللعنات أو السحر والتعويذات وإلى ما غيره من هذه البدع، فكل هذه إرتبطت بإسم الكابالا لسبب أن علم حكمة الكابالا منع عن العامة وحرمت دراسته. إن عالم الكابالا الآري كتب موضحا أن استخدام التعويذات والبركات وجميع أنواع السحر ممنوع إذ أنه ليس له أي صلة بالكابالا.

حكمة الكابالا هي علم يعالج ويعلم قانون الواقع والذي نحن جزء منه، فمن خلاله نستطيع معرفة قوانين هذا الواقع ومعرفة قوانين العالم الروحي والذي هو مصدر كل ما يأخذ مجراه في عالمنا الذي نعيش فيه إذ أن هذه القوانين هي المبادئ المشتركة والتي تشتمل على جميع قوانين العلوم الموجودة في العالم. فالكابالا ليست نوع من أنواع الإيمان أو منظور تصويري لحياة غير مرئية بل على العكس تقدم الكابالا القوانين الصحيحة والواضحة والتي تصف بنية العالم الأعلى والوجود بكامله.

عند دراسة علم حكمة الكابالا نبدأ في اكتساب المعرفة عن الوجود بكامله إذ نكتشف العالم الروحي ونستطيع إحرازه ليكن بإمكاننا فهم الواقع الشامل للوجود. من هذه النقطة نبدأ في العمل من داخل نفسنا وليس من قوة الجسد العضلية فالإنسان ليس هو الجسد الزائل بل أنه النفس التي ما زال يحاول معرفتها والإحساس بها.

إن هدف الخليقة أن نعمل من داخل كياننا الحقيقي أي النفس ومن العالم الأعلى ونعيش على درجة عالية وراقية فيه وليس كما هو الحال عليه الآن في العيش بالطبيعة الغريزية وحدها. ففي إكتشاف الإنسان لنفسه يستطيع إحراز العالم الروحي والوصول إلى الكمال والأبدية وحياة الهناء والسعادة.

 

 هل تعتبر الكابالا تجربة تصوفية؟

لا. ليست هي تجربة تصوفية أو غيرها. الكابالا نظرية يتعلمها الطالب وكأنها قواعد أساسية يتوجب عليه أن يتقيد بها. على سبيل المثال إذا أردت دراسة اللغة العربية يجب أن تتقيد بقواعدها لتستطيع فهمها وبالتالي تفصح في دراستها. في الكابالا هذه القواعد أو القوانين فعالة على كافة درجات الطبيعة ومستويتها”الجماد- النباتي-الحي-المتكلم”.

 هل أن علم حكمة الكابالا نظرية بشكل بحت أم قد تم إختبارها بشكل عملي؟                             

إن علم الكابالا ليس نظرية كمفهومنا العام لمعنى النظرية. مع الكابالا يكتسب الشخص المعرفة، نعم بإستطاعتك القول بأنها تحتوي على الكثير من علم الرياضيات فيها والقواعد والمبادئ الجافة ولكن ليس لها أي علاقة بعلم النفس أو بأي من البدع الخيالية الرائجة. فإن الإسم يحمل الكثير من الدلالة لمضمونها “علم حكمة الكابالا” أي حكمة التقبل: أي أنها تعلم الإنسان كيف يتقبل بالشكل الصحيح.

فهؤلاء الذين يكتسبون المعرفة في قوانين الواقع يبدأون بإستخدام هذه القوانين مما يؤدي إلى زيادة رغباتهم الأنانية. وعلى خلاف النظريات الأخرى والأديان حكمة الكابالا لا تلزم أحدا على إبطال أو إلغاء الأنا فيه وإلغاء رغباته ولا تتضمن أي شرط للإجبار على الصوم أو على التنسك في كبح الشهوة أو إماتت الجسد. فليس على الإنسان التخلي عن العيش اليومي وهجر عائلته وواجباته تجاههم، ولا الطفو في الهواء أو إتباع تمارين التنفس بشكل معين ليحصل على الهدوء وراحة البال. بل على العكس، فإن الإنسان الذي يتعلم الكابالا يتعلم كيف بإمكانه أن يبني الأنا فيه أي رغباته الأنانية وتحويلها إلى إناء فيه يستطيع تلقي النور لمساعدته في الوصول إلى هدف الخليقة النهائي. فإن في دراسة الكابالا يدرك الإنسان دور العالم الروحي وتأثيره عليه ويدرك وجوب تواجده في نقطة المركز ليتفاعل مع العالم الروحي. لذلك يتوجب على الإنسان القيام بواجباته الدنيوية جميعها، فإن إحراز العالم الروحي يكون من خلال الحواس الخمسة أي عن طريق الإدراك الحسي للإنسان كما أنها مرتبطة بحياة الإنسان العادية.

 

سؤال٤٥: هل يتوجب على الإنسان أن يقضي حياته في جامعة الكابالا كي يتعلم نظرياتها المعقدة؟

بالرغم من أن الفكرة جيدة ولكن ليس الأمر هكذا. ففي دراسة علم حكمة الكابالا نحن نتعلم أساس وبنية الأنا فينا وطبيعة وبنية الأحاسيس فينا وأساس وبنية نفوسنا. ففي داخل الإنسان يوجد المفتاح لإدراك وفهم هذا العلم؛ وكل ما يتوجب عليه عمله هو القراءة والبحث في كتب الكابالا الأصلية لمعرفة طبيعته. وحتى لو شعر بأنه لا يستطيع فهم أي جزء من هذا العلم ولكن في اللحظة التي يفتح فيها الشخص أي من هذه الكتب يحس بتأثيرها على قلبه ونفسه من النور الذي تحتويه الكلمات في طياتها أي أن في قرائته يجتذب الشخص النور من الأعلى ويشعر فيه في داخل نفسه. فإننا نتلقى المعرفة الروحية طبيعيا بمعنى الإحساس بها كما نشعر بالفرق بين الحلو والمر،بين البارد والحر وأنه من غير الضروري الذهاب إلى المدرسة للإحساس بهذا الشعور. فهدف الدراسة هو لإيقاظ حواسنا الروحية والتي في حالة سبات، وعندما ينفتح القلب والنفس تتحرك المشاعر في داخلنا وتصحو فينا الرغبة الطبيعية لمعرفة الواقع الذي نعيش فيه.

أنا أتكلم عن إحراز محسوس والذي لا يتطلب أي معرفة مسبقة لمعرفة الحكمة. فالكابالا هي النظرية التي تنمي أحاسيس القلب عند الإنسان في اكتشاف العالم الروحي وقوانين الطبيعة وتأثيرها علينا. ولكن بما أن الإنسان في هذه الحالة لم يحصل على أي تفاعل مع القوات الروحية فهو لا يعي مدى تأثيرها العائد عليه ولا يعي إذا ما كان يضر نفسه أو ينفعها. ففي دراسة الكابالا يتعلم الإنسان كيف يؤثر في سلوكه على الواقع الحقيقي لصالحه ويعلم هذا من الواقع نفسه وفي هذا العالم يستطيع أي إنسان الوصول إلى هذه المعرفة.

 أمن المسموح للنساء دراسة حكمة الكابالا؟

قال عالم الكابالا الشهير الآري الطاهر إذا كانت لدى أي إنسان منا رغبة فإنه يستطيع أن يدرس حكمة الكابالا. الرغبة هي عندما يشعر الشخص بحاجة في داخله لإيجاد جواب على هذا السؤال: “لما أعيش، وما هو سبب وجودي هنا”. إذا كانت رغبة كهذه تراودنا وتسبب القلق لنا فإذا  يتوجب علينا دراسة حكمة الكابالا. فقد وجدت حكمة الكابالا لهذا السبب بالتحديد . لقد سؤل عالم الكابالا كووك مرة: “من يستطيع دراسة حكمة الكابالا؟ أجاب ببساطة وقال: “كل إنسان توجد لديه الرغبة”. فإذا كانت هناك رغبة حقيقية سيلجاء هذا الشخص لدراسة حكمة الكابالا.

هل هي إرادة الخالق أن تدرس النساء حكمة الكابالا؟ 

يجب على كل نفس أن تدرك وتصل إلى هدفها. يجب على كل النفوس أن تصل لدرجة التوازن الشكلي في السمات المماثلة لتلك التي للخالق حتى نصبح جزء منه، النفوس كلها الرجال والنساء على حد  سواء

ما معنى بأن يتلقى الإنسان نفساً ؟

تولد النفس من النطاف الروحي الناشىء عن النور الذي يأتي من الأعلى على الشخص عند دراسته لحكمة الكابالا. عندها تبدأ النقطة التي في القلب تنمو وتكبر تحت رعاية النور الإلهي إلى أن تصل لدرجة البلوغ وهذا ما نشير إليه بالعشر سفيرات أي البنية الكاملة للجسد الروحي والذي ندعوه البارتسوف أو جسد النفس .ينجذب النور الإلهي الأعلى إلى العشر السفيرات.وهكذا  يبدأ الشخص بالشعور بالعالم الروحي والقوة العليا ويشعر بالخالق.

  هل في الحقيقة يوجد ما يدعى الحاسة السادسة في علم الكابالا؟

فقط من خلال نظام علم الكابالا يستطيع الإنسان إحراز الحاسة السادسة  لسبب أن كل النظريات الأخرى ذو أساس محدود. فكل نظام آخر مبني على نظام قمع وكبت الأنا أو الرغبة في التقبل عند الإنسان، فنلاحظ على سبيل المثال أننا نحاول أن نأكل الكم القليل أو نركز تفكيرنا على فكرة واحدة، نغلق أنفسنا عن الآخرين بعزلة شديدة ونعيش في وحدة.

علم حكمة الكابالا ينهج نهجا مختلفا تماما إذ أنه ينمي الإرادة في التقبل عند الإنسان ويزيد من كثافتها إلى الحد المستطاع إذ أنه يزيد من أنانية الأنا لدى الإنسان بينما جميع النظريات الأخرى تهدف تجاه التقييد والحصر والزهد والتنسك ولذلك السبب لا يمكن استخدام هذه الطرق لتجعل الإنسان قادرا على أن يتقبل واقعا شاملا وواسع الإدراك يستطيع العمل فيه بحرية.

هؤلاء الذين يعزلون ويقيدون أنفسهم يعتقدون بأنهم قادرين على الإحساس بشيء ما ولكن في الواقع كل ما يشعرون به هو إضمحلال وزوال الأنا لا أكثر. وقد يشعرون أنهم على حال أفضل من ذي قبل بما أنهم ألغوا بل قاموا بمحو كافة رغباتهم وبذلك يبدو لهم بأنهم إرتقوا فوقهم مما يشعرهم بالكمال. ولكن في الحقيقة هذا الشعور ليس عائد إلى إرتقائهم بل أنه نتيجة النقص في حاجاتهم أي رغباتهم. من الممكن أن يبدو لهم الأمر على أنها هذه هي الروحية ولكن ليس هكذا النمو الحقيقي بل بالأحرى ليس هو إلا تراجع وتردي ونكوص. فإن الإنقاص وتصغير الذات يتناقض مع مبدأ قانون الطبيعة والمبني على النمو المتضاعف والذي يؤدي إلى تصحيح الطبيعة الإنسانية منتجا إحساسا بالكمال والإكتفاء التام في إشباع الرغبة والذي لا يزول أو يتلاشى بعد إحرازه.

 لما يوجد الكثير من الميول والنزعات في الكابالا؟

نحن في زمن سنرى فيه ميزة وجودة وتفوق نظرية علم الكابالا والنظام الذي وضعه عالم الكابالا يهودا أشلاغ في إحراز العالم الروحي ينتشر بشكل واسع. يوجد الآن مكانا لكل شخص ولكل النزعات. فإن كل ما يوجد من مختلف النزعات وجدت لهدف إظهار أصالة وصدق حكمة الكابالا. فإن النفوس التي توجد في عالمنا على مختلف درجات نموها ما زال البعض منها لم يكتسب رغبة حقيقية لعلم الكابالا ومن ناحية أخرى هناك من الآخرين ممن يأتوا إلينا وبعد فترة يغادرونا. أنا أومن بأنه يجب أن تكون حرية للإنسان أن يختار طريقه بنفسه.

لما أتيت لمعلمي سألته قائلا ” لقد حاولت دراسة علم الكابالا على يد معلمين آخرين فكيف بإمكاني أن أعلم بأن هذا هو المكان الصحيح الذي أتلقى فيه العلم الحقيقي؟” في ذلك الوقت كان لدي الثالثة والثلاثين من العمر وكان معلمي في الخامسة والسبعين من العمر. أجابني قائلا ” لا يوجد عندي جواب لك فهذا شيء يشعر به الإنسان في قلبه. يجب عليك أن لا تصدق أحدا. وأنا أنصحك وأقول لك بأن ما تشعر به في قلبك هو الأكثر قوام والأكثر صحة وهو الذي سيقودك إلى المكان الصحيح والذي ترغب في الوصول إليه، ولكن يجب عليك أن لا تتوافق متوصلا إلى التسوية مع أي شيء، إنتقد واحترس من كل شيء فالغرض الأهم هو أن تكون متحررا من أي أنواع التحيز ومن تعليم العامة ومن الرأي العام. إجعل نفسك حرا من أي شيء عرضي وغير جوهري وحاول أن تمتص بإستيعاب الطريق الذي تمليه عليك طبيعتك إذ أن هذا هو الأكثر صدقا لأن أي ثقافة خارجية وأي آراء خارجية ليست إلا عبارة عن إكراه وإجبار”.

لقد قرأت أن علم الكابالا ينمي القدرة على إحساس عوامل الواقع والعالم الروحي بدرجاته، ولكن أنا فهمت أيضا أن الزمان والمكان لا يوجدان ولا يوجد غير عالم واحد ولا يوجد أي شيء إلى جانب الخالق، كيف إذا أستطيع رؤية الواقع بشكل صحيح؟

 في كل مرة يحاول فيها الناس فهم واقع جديد ومختلف نجد أنهم يستعملون المعرفة نفسها التي يستخدمونها في فهم الواقع الذي يعيشون به. من خلال علم حكمة الكابالا نستطيع إحراز المفهوم الحقيقي للعالم الروحي وفهم عالمنا بأكثر وضوح. فالواقع مركب مما يلي:

١- المادة

۲- شكل مكتسي بالمادة “الكثافة”.

۳- أشكال مجردة.

٤- الجوهر.

بما أننا خلقنا من المادة نستطيع إحراز المادة والشكل المكتسي بالمادة ولكن لا نستطيع إحراز أي شكل مجرد منفصل عن المادة. وبالرغم من عدم قدرتنا في إحراز الأشكال المجردة والجوهر إلا أنهم موجودين. فالجوهر يأتي في البداية ومن ثم الشكل المجرد وبعدها يأتي الشكل المكتسي بالمادة، وأخيرا تأتي المادة والتي تكسي الكل. علم الكابالا يعالج إدارة الواقع، وبما أن الإنسان هو موضوع البحث فإن إحراز العلم يكون فيه. إن الإحساس بميزات وصفات الخالق هو الشكل المكتسي بالمادة. السعي وراء إحراز العالم الروحي هو الإستحواذ التدريجي على شكل حقيقي وأكثر تماثلا مع سمات الخالق من محبة وعطاء مطلق. والإنسان هو الوحيد القادر على زيادة سرعة التقدم على الطريق نحو الإرتقاء إلى العالم الروحي. من أجل هذا الهدف أعطي لنا علم حكمة الكابالا.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*