حكمة الكابالا والزوهار-معنى قصة جنة عدن

معنى قصة جنة عدن

معنى ومغزى قصة الخليقة مهم جداً لتفهم الإنسان لأصل النفس البشرية ومنبع حياته.

علم حكمة الكابالا يشرح معنى القصة بمعنى عملي وتطبيقي ويجعل القصة تنبض بالحياة ويضع حكمتها في متناول كل من يحب العرفة

في البدء خلق الخالق السموات والارض. كانت الارض خربة وخالية وعلى وجه الغمر ظلمة وروح الخالق يرف على وجه المياه.

ًوقال الخالق ليكن نور فكان نور. ورأى الخالق النور انه حسن وفصل الخالق بين النور والظلمة ودعا الخالق النور نهاراً والظلمة دعاها ليلا وكان مساء وكان صباح يوماً واحدا.

وقال الخالق ليكن جلد في وسط المياه وليكن فاصلا ً بين مياه ومياه، وعمل الخالق الجلد وفصل بين المياه التي تحت الجلد والمياه التي فوق الجلد وكان كذلك ودعا الخالق الجلد سماء وكان مساء وكان صباح يوماً ثانيا.

وقال الخالق لتجتمع المياه تحت السماء الى مكان واحد ولتظهر اليابسة وكان كذلك ودعا الخالق اليابسة أرضاً ومجتمع المياه دعاه بحاراً وراى الخالق ذلك انه حسن.

ًوقال الخالق لتُنبت الارض عشباً وبقلا ً يبزر بزراً  وشجراً ذا ثمر يعمل ثمراً  كجنسه بزره فيه على الارض وكان كذلك فأخرجت الارض عشباً وبقلا ً يُبزر بزرا كجنسه وشجراً يعمل ثمرا بزره فيه كجنسه وراى الخالق ذلك انه حسن وكان مساء وكان صباح يومًا ثالثًا.

وقال الخالق لتكن انوارٌ في جلد السماء لتفصل بين النهار والليل وتكون لآيات وأوقات وأيام وسنين. وتكون انوارًا في جلد السماء لتنير على الارض وكان كذلك.  فعمل الخالق النورين العظيمين النور الاكبر لحكم النهار والنور الاصغر لحكم الليل والنجوم  وجعلها الخالق في جلد السماء لتنير على الارض ولتحكم على النهار والليل ولتفصل بين النور والظلمة وراى الخالق ذلك انه حسن.  وكان مساء وكان صباح يوماً رابعا.

وقال الخالق لتفض المياه زحافات ذات نفس حية وليطر طير فوق الارض على وجه جلد السماء. فخلق الخالق التنانين العظام وكل ذوات الانفس الحية الدبابة التي فاضت بها المياه كاجناسها وكل طائر. ذي جناح كجنسه وراى الخالق ذلك انه حسن وباركها الرب الإله قائلا إثمري وإكثري وإملاي المياه في البحار وليكثر الطير على الارض وكان مساء وكان صباح يوماً خامسا .

وقال الرب الإله لتُخرج الارض ذوات أنفس حية كجنسها بهائم ودبابات ووحوش أرض كاجناسها وكان كذلك فعمل الإله وحوش الارض كأجناسها والبهائم كأجناسها وجميع دبابات الارض كأجناسها ورأى الإله ذلك انه حسن وقال الرب الإله نعمل الانسان على صورتنا كشبهنا فيتسلطون على سمك البحر وعلى طير السماء وعلى البهائم وعلى كل الارض وعلى جميع الدبابات التي تدب على الارض.

فخلق الرب الانسان على صورته على صورة الرب خلقه ذكراً وأنثى خلقهم. وباركهم الرب الإله وقال لهم إثمروا وأكثروا وأملاوا الارض وأخضعوها وتسلطوا على سمك البحر وعلى طير السماء وعلى كل حيوان يدب على الارض.

وقال الرب الإله إني قد اعطيتكم كل بقل يبزر بزراً على وجه كل الارض وكل شجر فيه ثمر شجر يبزر بزراً لكم يكون طعاماً ولكل حيوان الارض وكل طير السماء و كل دبابة على الارض فيها نفس حية أعطيت كل عشب اخضر طعاما وكان كذلك ورأى الرب الإله كل ما عمله فاذا هو حسن جداً وكان مساء وكان صباح يوماً سادسا.

فأكملت السماوات والارض وكل جندها وفرغ الرب الإله في اليوم السابع من عمله الذي عمل فإستراح في اليوم السابع من جميع عمله الذي عمل. وبارك الرب الإله اليوم السابع وقدسه.  لأنه فيه إستراح من جميع عمله الذي عمل الإله خالقاً.

هذه مبادئ السماوات والأرض حين خُلقت يوم عمل الرب الإله الارض والسماوات. كل شجر البرية لم يكن بعد في الارض وكل عشب البرية لم ينبت بعد لأن الرب الاله لم يكن قد أمطر على الارض ولا كان انسان ليعمل الارض. ثم كان ضباب يطلع من الارض ويسقي كل وجه الارض. وجبل الرب الإله آدم ترابًا من الارض ونفخ في أنفه نسمة حياة فصار آدم نفسًا حيةً. وغرس الرب الإله جنةً في عدن شرقاً ووضع هناك أدم الذي جبله.

وأنبت الرب الاله من الارض كل شجرة شهية للنظر وجيدة للأكل وشجرة الحياة في وسط الجنة وشجرة معرفة الخير والشر. وكان نهر يخرج من عدن ليسقي الجنة ومن هناك ينقسم فيصير أربعة رؤوس اسم الواحد فيشون وهو المحيط بجميع أرض الحويلة حيث الذهب.

وذهب تلك الارض جيد هناك المقل وحجر الجزع  واسم النهر الثاني جيحون وهو المحيط بجميع أرض كوش واسم النهر الثالث حِدّاقل وهو الجاري شرقي آشور والنهر الرابع الفرات وأخذ الرب الإله أدم  ووضعه في جنة عدن ليعملها ويحفظها  وأوصى الرب الإله آدم قائلا من جميع شجر الجنة تأكل أكلا وأما شجرة معرفة الخير والشر فلا تأكل منها لانك يوم تأكل منها موتا تموت.

وقال الرب الإله ليس جيدا ان يكون آدم وحده فأصنع له معيناً  نظيره، وجبل الرب الإله من الارض كل حيوانات البرية وكل طيور السماء فأحضرها الى آدم ليرى ماذا يدعوها وكل ما دعا به أدم ذات نفس حية فهو اسمها.

فدعا أدم بأسماء جميع البهائم وطيور السماء وجميع حيوانات البرية وأما لنفسه  فلم يجد معينا نظيره، فأوقع الرب الإله سباتا على أدم فنام فأخذ واحدةً من أضلاعه وملاءَ مكانها لحماً، وبنى الرب الاله الضلع التي أخذها من أدم أمراة وأحضرها الى أدم، فقال أدم هذه الان عظم من عظامي ولحم من لحمي هذه تدعى إمراة لأنها من أمرءٍ أخذت،  لذلك يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بإمراته ويكونان جسداً واحداً.  وكانا كلاهما عريانين أدم و امراته وهما لا يخجلان.

وكانت الحية أحيل جميع حيوانات البرية التي عملها الرب الاله فقالت للمراة أحقا قال الرب الإله لا تأكلا من كل شجر الجنة. فقالت المراة للحية من ثمر شجر الجنة نأكل، وأما ثمر الشجرة التي في وسط الجنة فقال الرب لا تأكلا منه ولا تمساه لئلا تموتا.

فقالت الحية للمراة لن تموتا. بل الرب الإله عالم انه يوم تأكلان منه تنفتح أعينكما وتكونان كالرب الإله عارفين الخير والشر. فرأت المراة أن الشجرة جيدة للاكل وأنها بهجة للعيون وان الشجرة شهية للنظر فأخذت من ثمرها واكلت واعطت رجلها أيضا معها فأكل. فإنفتحت أعينهما وعلما أنهما عريانان فخاطا أوراق تين وصنعا لأنفسهما مآزر .

وسمعا صوت الرب الإله ماشيا في الجنة عند هبوب ريح النهار فإختبا أدم وأمراته من وجه الرب الاله في وسط شجر الجنة. فنادى الرب الإله أدم وقال له أين أنت. فقال سمعت صوتك في الجنة فخشيت لأني عريان فأختبات.فقال من أعلمك انك عريان هل أكلت من الشجرة التي أوصيتك أن لا تاكل منها. فقال أدم المراة التي جعلتها معي هي اعطتني من الشجرة فأكلت. فقال الرب الإله للمراة ما هذا الذي فعلت فقالت المراة الحية غرّتني فأكلت.

فقال الرب الإله للحية لأنك فعلت هذا ملعونة أنت من جميع البهائم ومن جميع وحوش البرية على بطنك تسعين وترابا تاكلين كل ايام حياتك واضع عداوة بينك وبين المراة وبين نسلكِ ونسلها، هو يسحق راسك وانت تسحقين عقبه.وقال للمراة تكثيراً أكثر أتعاب حبلك بالوجع تلدين أولاداً وإلى رجلك يكون إشتياقك وهو يسود عليك .

وقال لأدم لأنك سمعت لقول إمراتك وأكلت من الشجرة التي أوصيتك قائلاً لا تأكل منها ملعونة الارض بسببك بالتعب تأكل منها كل أيام حياتك وشوكاً وحسكاً تنبت لك وتأكل عشب الحقل،  بعرق وجهك تأكل خبزاً حتى تعود إلى الارض التي أخذت منها لأنك تراب والى تراب تعود.

ودعا أدم إسم إمراته حواء لانها أمُ كل حي. وصنع الرب الاله لأدم وإمراته أقمصة من جلد وألبسهما.

وقال الرب الاله هوذا الانسان قد صار كواحد منا عارفا الخير والشر والان لعله يمد يده ويأخذ من شجرة الحياة أيضا و يأكل ويحيا إلى الأبد، فأخرجه الرب الإله من جنة عدن ليعمل الارض التي أخذ منها .

فطُردَ الإنسان وأقام شرقي جنة عدن الكروبيم ولهيب سيف متقلب لحراسة طريق شجرة الحياة.

تفسير عالم الكابالا  www.hikmatelzohar.com.236

 

 

 

في البدء….. هي قصة بداية خلق العوالم وخلق الرجل ووصوله إلى جنة عدن ومن ثم خلق المرأة، وأيضاً تتحدث عن خطيئة شجرة معرفة الخير والشر. في المختصر المفيد نرى أن أهمية هذه القصة تتمحور حول خلق النفس الإنسانية.

خُلقت النفس البشرية من الإرادة في تقبل الملذات والمسرات، فالإرادة في التقبل هي نقطة المحور والصميم في النفس الإنسانية وتوجد تحت تأثير السفيرات “ميزات أو صفات” الست: خازيد – ككيفورا – تيفيرّت – نتزاه – هود – ياسّوود؛ تخترق هذه الميزات بنية الإرادة في التقبل متغلغلة فيها لتخلق فيها البنية على القدرة في التواصل مع الخالق. 

لقد دعي الرجل أدم نسبة لكلمة ” أداما ” أي الآرض الذي أخذ منها. أدم هو ما يُطلق على بنية النفس البشرية والتي كانت في حالة توازن كامل مع  الخالق في سماتها المطابقة له في المحبة الكاملة والعطاء المُطلق في جنة عدن. والمصطلح جنة تعني ” رغبة ” والتي هي جزء من بنية الإرادة في التقبل والتي تُشكل جوهر المادة التي صُنع منها أدم، وكلمة عدن تُشير إلى درجة العطاء أي إلى درجة السفيرا بينا . فعبارة جنة عدن تعني وجود أدم على درجة السفيرا بينا، لتوضيح الصورة من المقصود بما ذكرنا نأخذ صورة الجنين في رجم أمه، فهذه النفس ” الرغبة ” خُلقت ومتواجدة في عدن أي بينا ” رحم الأم” والتي تحتوي على هذه النفس. فمن جهة نجد أن لهذه النفس وجودها المستقل ولكن من جهة أخرى هي جزء من الأم وفي كل حدث نجد أن السفيرا بينا هي المسيطرة عليه بشكل تام بكيانها المتفوق.

هذا هو الوضع في حال تواجد المخلوق في جنة عدن. فالتواجد في جنة عدن لا يسمح بالحرية ولا بالإستقلالية بمعنى أن يكون المخلوق مستقلاً بنفسه. للسماح للكائن الحي بالتواجد وليصبح مخلوق كان من المتوجب إخراجه وعزله عن الخالق أي أن يكون في تصميمه معاكساً في السمات مع الخالق وهذا التضاد يكون ممكناً الحصول عليه عن طريق إرتكاب الخطيئة.

يتكلم علم حكمة الكابالا واصفاً الأحداث التي أخذت مجراها قبل خلق العالم، أي أنه شرح متكلماً عن ” الكائن من الموجود” و “الموجود من العدم ” إذا أنه من خلال هاتين القوتين خلقت مراحل العوالم بأكملها وعلى كل درجاتها وهذا يتضمن المراحل الأربع للنور المباشر والعوالم الخمسة بدرجاتها ,أدم الأول وعالم أتسيلوت. ولكن هذه الأحدات غير مرتبط بعالمنا نحن لأن خلق العالم الذي نوجد فيه وخلق الإنسان متعلق فقط بعالم أتسيلوت.

في علم حكمة الكابالا كلمة ” في البدء – أو التكوين ” لا تدل على الحدث الأول الذي أخذ مجراه في العالم بل أنها تدل على بداية الخليقة منذ وجود السماء والأرض، فالسماء تشير إلى سمة العطاء والأرض تشير إلى سمة الأخذ وكل المراحل التي تمر بها الخليقة تنشاء من هاتين القوتين المتناقضتين. تتجلى هاتان القوتان بشكل القوة الإيجابية والقوة السلبية والعروفة في العلوم بالألكترون والبروتون والمادة المكونة منهما. وهذه المادة تظهر على شكل درجة الجماد ومنها تظهر النباتات والخضار.  أما درجة الحي والتي هي وجود كائن حي يتحرك ويكبر. أما درجة المتكلم هي بنية كيان الإنسان والذي لا مثيل له في الخليقة بأكملها ولكن كل ما في الخليقة مكون ويتطور من العنصرين الإلكترون والبروتون .

ما معنى كلمة إمرأة وما معنى كلمة رجل؟

الإرادة في التقبل الموجودة في داخل النفس البشرية هي ما يشار إليها بكلمة ” إمراءة ” والإرادة في العطاء في داخل النفس البشرية هي ما يشار إليها بكلمة ” رجل “. من غير   الصحيح أن ننظر لقصة بداية الخليقة  من معناها الحرفي في تصورنا أنه كان هناك رجل وإمراة في حديقة فيها شجرة تفاح والحية تلتف في غصون هذه الحديقة، هذه الحية هي التي جعلتهم يخطئون أمام الخالق وكانت سبب طردهم من الجنة.  في حقيقة الأمر هذه القصة تتكلم عن صفات وسمات الإرادة في التقبل – أي الخليقة أو النفس البشرية التي خلقها الخالق –  وسمات الإرادة في العطاء في داخلها. فأن صفات التقبل والعطاء هي القاعدة الأساسية لهذه الخليقة أي لنا نحن.  فالخالق خلق نفس واحدة وتدعى الإرادة في التقبل وهذه الإرادة كانت ممتلئة بنور الخالق أي الإرادة في العطاء وتعيش في توازن وإنسجام كامل معه .  هذه هي الدرجة التي تُدعى بجنة عدن. لا يوجد أي علاقة لجنة عدن مع عالمنا المادي الذي نعيش فيه ولا فيما نراه أو نشعر به فيه. فأن جميع السمات التي ورد وصفها في كل تأرجحاتها تنتمي إلى العالم الأعلى المكان التي إنحدرت تلك النفس منه ولكن في هذه المرحلة لم تنحدر إلى عالمنا المادي الموجودين فيه نحن.

جميع مراحل إنحدار النفس من خلال درجات العالم الروحي كان بمثابة تحضير لوضعنا الحالي فنحن والكون بدأنا بالنمو من المرحلة التي تبعثرت فيها النفس حين تلقت فيها    الإرادة في التقبل  ” الأنا ” وأخذت الأنا في النمو. ومن هنا بدأت تتطور هذه الأنا تدريجياً عبر الأجيال بشكل نوعي كما شمل النمو قدراتنا العقلية بشكل فائق.  ولكن كلما زاد تطورنا أخذنا نلاحظ أن من خلال هذا التطور أخذنا نكتشف سلبياتنا في الحياة وبدأنا نشعر بأنه من المتوجب أن تكون الحياة أفضل من التي نعيشها وأخذنا نرى بأننا تطورنا أوصلنا إلى نهاية مسدودة.

في دراستنا  التحليلية لهذه القصص نستطيع أن نفهم من أين جئنا والمراحل التي مررنا بها وكيف نسعى تجاه الهدف المعين  في أن نعود إلى المرحلة التي كنا فيها  ونتحلى بالسمات التي كانت فينا عند وجودنا في جنة عدن.  في يومنا هذا نحن نمر في هذه الأزمة الضخمة والقاسية لأن نوعية هذه المعاناة تأتي بنا إلى المعرفة الحقيقية للفساد الذي نعيش فيه وتدفعنا نحو التصحيح لنرتقي فوق هذه المعاناة والخوف والفساد.

هل الحية هي سبب كل المتاعب والمعضلات التي يواجهها الإنسان في الحياة؟ 

طبعاً، الحية هي سبب كل المشاكل في حياتنا. فالحية توحي إلى كل فكر وكل رغبة في إستخدام وتسخير وإستعباد كل إنسان لمصلحتنا الخاصة، وهي دائماً في داخلنا إذا كان الشخص يدرك هذا الأمر أم لا فهذا هو الواقع. ليس اللوم علينا أننا خلقنا أنانيين، خطائنا هو أننا نبقى كالصنم ولا نفعل أي شيء تجاه الحال الذي نحن عليه. فنحن لا نعاني ونتألم بسبب أننا خُلقنا أنانيين يل لأننا كسالى ولا نرغب في تصحيح أنفسنا.

نحن نرى كيف أن المعاناة تلحق بنا في كل مجال من مجالات الحياة. نحن اليوم نواجه مشكلة عظيمة ومعقدة وبالرغم من هذا ما يظهر أن الضغط ليس كافياً ليدفع العالم نحو التغيير. لذلك يجب علينا نشر الوعي عن حقيقة الوضع الذي نحن فيه وعن الحل الوحيد الذي يرفع المعاناة عن البشرية. فإذا إستطعنا إحراز أي تقدم في عمل التصحيح يكون هذا من صالحنا وصالح البشرية. قبل أن نواجه ضربات القدر التي ستحثنا بعصا التأديب نحو الهدف. يجب علينا السعي برغبتنا وبجهد نحو تحسين أنفسنا أو نُجبر على القيام بالعمل في عناء شديد.

قصة الخليقة تسلط الضوء على حياتنا وعلى هذا العالم الذي نعيش فيه وعلى هذه المرحلة التي نعيش فيها.

ما الذي نستطيع عمله في يومنا هذا ؟ وكيف نستطيع تغيير مجرى الأحداث في هذا العالم لنخلق البيئة التي يعمها السلام والخير؟

نحن بدأنا نكتشف الكثير مما يدور حولنا في هذا العالم وأخذنا ندرك أن كل شيء ليس على ما يرام، فالأزمة إجتاحت العالم على الصعيد الإقتصادي والصناعي والتجاري والإجتماعي والتعليمي، والجيل الناشىء يتخبط في الحياة في عدم إدراك ما الذي يتوجب عليهم عمله، فنراهم في صراع مستمر في كيفية بناء حياتهم إذ أن كل شيء أمامهم يظهر مشوشاً ولا يمكن التنبؤ به. يجب علينا التعلم من البيئة التي نعيش فيها ما الذي يحدث معنا في هذه الحياة ولكن معظم الناس لا يبغون السماع ولا إعارة إنتباههم لما تحاول الطبيعة من حولنا عمله في جلب إنتباهنا لكي نصلح سلوكنا الأناني.  عدم الإنتباه والرغبة في السماع نابع من الأنا ” الأنانية ” فينا  وهذه هي الحية.

الآن نحن نواجه معضلة ضخمة في حجمها وبالرغم من كل المعاناة التي تجتاح العالم من حروب وكوارث طبيعية ، مجاعات وأوبئة ، وتدهور الإقتصاد المستمر لكننا نلاحظ  أن كل هذه الضغوط علينا ليست بكافة فها نحن نرى العالم واقف على حافة الهاوية في بداية حرب عالمية ثالثة  ومع هذا نحن مستمرين بالسلوك ضد قوانين الطبيعة غير مبالين بما يحدث في العالم كله  من حولنا  ،  عدم المبالاة هذه هي التي ستجلب علينا المزيد من الكوارث التي لن يكن بعدها شفاء.  لذلك يجب علينا أن نأخذ على عاتقنا نشر الوعي في العالم لخلق المحبة والسلام، فالبشرية جسد واحد وشفاء هذا الجسد لا يكون إلا في تضامن الأعضاء معاً لمساعدة الأجزاء المجروحة  على الشفاء وإبقاء هذا الجسد صحيح وعلى قيد الحياة قبل أن يندحر العالم في حرب نووية  تودي بالبشرية إلى طريق ألا عودة.

ولكن إذا تقدمنا في نشر الوعي لضرورة إدراك الإنسان  أنه جزء من البشرية  وله مكانه ودوره كما الخلية في جسد الإنسان ويتوجب عليه أن يعي أنه في جشعه وطمعه والكراهية  التي في قلبه إنه يدمر العالم ويدمر نفسه أيضاً، سنكون كالأولاد الأذكياء الذي يسمعون النصائح ويدركون كيفية تفادي المعاناة والمأساة. يجب علينا الدراسة وتحسين سلوكنا قبلما تُجبرنا الطبيعة على هذا لتجلب التوازن بين كامل عناصرها  فلا تنسى يا أخي الإنسان أنك جزء من الطبيعة التي تعيش فيها.

 

 

تفسير المصطلحات :

التكوين: “في البداية “. المعنى أن الخالق خلق ست سمات والإنسان. هذه السمات أو الميزات الست موجودة في داخل الإنسان أي في بنية الخليقة – الإرادة في التقبل والتي تدعى الإنسان لتمكنه من أن يحتوي فيها من سمات الخالق عليه من محبة وعطاء مطلق. فإنه من خلال هذه السمات الست يستطيع الإنسان أن يحرز العالم الروحي ويصل إلى مرحلة التوازن الشكلي في سماته مع سمات الخالق.

يوم السبت: هو المرحلة النهائية من تصحيح الإنسان. أي المرحلة التي يكون بإمكانه فيها العودة إلى جنة عدن أي المرحلة التي فيها تجتمع شظايا النفس البشرية في وحدوية كما كانت في البداية عندما خلق الخالق خليقته.

جنة عدن: هي المرحلة التي تتواجد فيها النفس البشرية في وحدوية كاملة متحلية بسمات المحبة الطاهرة والعطاء.

المرأة: الإسم الذي يشار به إلى الإرادة في التقبل في كل شخص أكان رجل أم إمرأة، ويجب علينا أن نعمل على ترابط هذا الجزء في الإنسان بما يدعى رجل والموجود فينا أيضاً لكي تتحلى الإرادة في التقبل بسمة العطاء.

الحية: يشار بها إلى النية الشريرة  أو ملاك الموت في الإرادة في التقبل. وعندما يتم تصحيها هذه النية الشريرة عندها يصل الإنسان إلى نهاية التصحيح وملاك الموت يتحول إلى ملاك مقدس.

شجرة معرفة الخير والشر: معناها النور العظيم. والذي حاول أبونا أدم عليه السلام أن يتلقاه في ذاته مما أدى إلى تحطيم نفسه. في المستقبل أي عندما نصل إلى مرحلة التصحيح النهائية سيكون بإمكاننا تلقي هذا النور العظيم ولكن بنية مختلفة أي بنية جلب السرور والرضى للخالق.

 

 

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*