www.hikmatelzohar.com33

الراباش – هدف المجتمع ٢

لقد كرس الراباش حياته على العمل في تفسير مقالات كتاب الزوهار وكتابات علماء الكابالا السابقين ووضعها في أسلوب يتناسب مع نوعية ومستوى الفكر في جيلنا نحن ليكون من الممكن توفر علم حكمة الكابالا لكل إنسان على وجه الأرض وتوفير الفرصة لكل من يخضه قلبه على معرفة الخالق وإحراز العالم الروحي.

وصف الراباش بأنه ذو قلب يتقد بمحبة الآخرين فمهما صعبة الظروف التي عاش فيها لم تستطيع أن تحول بينه وبين بذل كل جهده لوضع المنهج السهل الذي من خلاله يستطيع كل إنسان مهما كان موطنه أو دينه أو لغته أن يجد الجواب الصحيح لمعنى حياته وهدفه في هذا العالم، ومعاً نبحر في هذا الواقع الذي لا حدود له للوصول إلى إحراز مفهوم العالم الروحي

من كتابات عالم الكابالا الراباش 

 هدف المجتمع  ٢

بما أن الإنسان خلق مع الكلي أي الإناء، والتي تدع حب الذات فإن أي عمل لا يرى فيه الإنسان أي نوع من الفائدة التي يستطيع جنيها لنفسه لن يكون لديه أي باعث أو حافز يحرضه للقيام بأي عمل. ولكن من ناحية أخرى من غير أن يبطل الإنسان أنانيته ويبطل حب الذات لديه فإنه من المستحيل أن يحرز دفيكوت التقرب أو الإلتصاق بالخالق،بمعنى أنه يصل إلى درجة التوازن في السمات مع الخالق أي تبني من سمات الخالق في المخلوق.

وبما أن هذا العمل مضاد ومناقض تماماً لطبيعتنا الأنانية لهذا نحن بحاجة لمجتمع يكون بمثابة قوة كبيرة لنستطيع أن نعمل معا على محق الغرور والأنانية وحب الذات الذي هو الشر بعينه، الشر الذي يمنع بل يحول بيننا وبين الهدف الذي خلق الإنسان لأجله.

لهذا السبب يجب أن يتكون المجتمع من أفراد يتوافقون الرأي بالإجماع على الإلتزام في تحقيق الهدف، عندئذ وبما أن كل فرد مرتبط بالآخر يصبح هؤلاء الأفراد قوة عظيمة بإمكانها الوقوف ضد الأنانية ومحاربة حب الذات والغرور معاً. إن كل شخص لديه الرغبة الأساسية في إحراز الهدف السامي، وليستطيع كل واحد منا الإرتباط بالآخر يجب على كل شخص أن يقاوم ويبطل أنانيته نواياه الأنانية مقابل الآخرين من المجموعة. ويكون هذا ممكنا عندما يرى الإنسان ما هو صالح في صديقه أو صاحبه وليس التركيز على ضعفاته وأخطائه. ولكن إذا كان أحد يفتكر بأنه على درجة روحية أعلى من الآخرين لا يكن بإستطاعة هذا الشخص الإرتباط مع المجموعة.

وأيضا أنه من المهم جدا أن يبقى الإنسان جدياً في تركيز فكره حين إجتماعه مع الآخرين حتى لا يشرد بإنتباهه ويبتعد في نيته عن غرض وهدف إجتماعهم سوياً لأنهم إجتمعوا معا لأجل إرتباط نوايا القلوب برباط المحبة ومحق الشر. أما من ناحية أن يكون الإنسان متواضعاً وهذا بالتأكيد شيء عظيم يجب على كل إنسان أن يعتاد بأن يكون عادياً في المظهر ولكن قلبه يتقد بالرغبة للوصول إلى الهدف.

ولهؤلاء المبتدئين، في حين إجتماعهم مع المجموعة يجب على الفرد أن يحترس وأن يكون متيقظا في أن لا يتبع الكلام والأعمال التي لا تذعن للخضوع للهدف الذي من أجله تم الإجتماع، الهدف في الحصول على الدفيكوت أي للتقرب من الخالق.

ولكن إذا كان الإنسان وحده وليس مع الأصدقاء من المجموعة فمن الأفضل أن لا يظهر نوايا قلبه أمام الآخرين من العامة بل أن يكون كواحد منهم وهذا هو المقصود بالقول أن يمشي الإنسان بتواضع أمام الرب الإله.

ومع أن هناك تفسير لما سبق على درجة روحية أعلى من الذي ورد هنا ولكن التفسير البسيط جيد أيضا، كما أنه من الجيد أن يكون هناك تساو بين الأصدقاء الذين يجتمعون معا ليكن بإستطاعة كل فرد  أن يمحق ويبطل رغباته الأنانية أمام الآخرين. هنا أيضا يتوجب الحذر والحرص في المجتمع – المجموعة، غير معطين مكانا للعبث والطيش والعمل التافه بين الأفراد بما أن العبث والطيش يلحق الضرر ويؤدي إلى الخراب ودمار كل شيء. ولكن وكما ورد سابقا بأن هذا العمل يجب أن يكون مسألة باطنية أي في داخل نفس الإنسان ولكن في حال تواجد زائر ليس من المجموعة وهو لا يسعى في طريق الهدف نفسه يجب عدم إظهار أي من الأمور التي تناقش عادة بعمق ولكن الأفضل أن نتماشى مع هذا الإنسان على درجته والتكلم في الأمور التي تتناسب مع مستواه كونه مبتدئ في المجموعة.

بكلمة أخرى تجنب التكلم بأمور معقدة وصعبة في حضورالشخص المبتدئ ولكن تناقشوا بالأمور التي تخصه وبمكان الأهمية لهذا الشخص الجديد في المجموعة والذي ينسب إليه بالضيف الثقيل.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*