محبة الآخرين.hikmatelzohar.com.8

الراباش – محبة الآخرين

لقد كرس الراباش حياته على العمل في تفسير مقالات كتاب الزوهار وكتابات علماء الكابالا السابقين ووضعها في أسلوب يتناسب مع نوعية ومستوى الفكر في جيلنا نحن ليكون من الممكن توفر علم حكمة الكابالا لكل إنسان على وجه الأرض وتوفير الفرصة لكل من يخضه قلبه على معرفة الخالق وإحراز العالم الروحي.

وصف الراباش بأنه ذو قلب يتقد بمحبة الآخرين فمهما صعبة الظروف التي عاش فيها لم تستطيع أن تحول بينه وبين بذل كل جهده لوضع المنهج السهل الذي من خلاله يستطيع كل إنسان مهما كان موطنه أو دينه أو لغته أن يجد الجواب الصحيح لمعنى حياته وهدفه في هذا العالم، ومعاً نبحر في هذا الواقع الذي لا حدود له للوصول إلى إحراز مفهوم العالم الروحي

من كتابات عالم الكابالا الراباش

محبة الآخرين

قيل في قصة يوسف الصديق: فوجده رجل وإذا هو ضال في الحقل؛ فسأله الرجل قائلا ماذا تطلب؟ فقال أنا طالب إخوتي، أخبرني أين يرعون فقال الرجل لقد إرتحلوا من هنا.

إن الرجل التائه في الحقل ينسب إلى المكان الذي منه يأتي المحصول الذي يقيت ويسند العالم. فعمل الحقل هو في الفلاحة والزرع والحصاد وقيل بهذا الشأن: الذين يزرعون بالدموع يحصدون بالإبتهاج والفرح. وهذا ما يطلق عليه- الحقل الذي باركه الرب.

شرح عالم الكابالا هاتوريم عن هذا قائلاً: إن الرجل التائه في الحقل ينسب إلى الشخص الذي إنحرف عن طريق الحق أي المنطق، والذي لا يعرف الطريق الصحيح ليسلك فيه والذي ينتهي به إلى المكان الذي يريد أن يصل إليه، كمثل البهيمة التي تنحرف عن الطريق وتجول تائهة- هكذا يصل الشخص إلى مرحلة يظن فيها بأنه من المستحيل إحراز الهدف الذي يريد إدراكه.

وسأله الرجل قائلا: من تطلب؟ ومعنى هذا-كيف أستطيع أن أساعدك؟ فأجابه وقال: أنا أبحث عن إخوتي. فعندما أكون مع إخوتي بمعنى أنه عندما أكون مع المجموعة المرتبطة برباط المحبة الطاهرة والقائمة على مبداء محبة الآخرين، أستطيع أن أسلك في الطريق الذي يؤدي بي إلى بيت الرب . هذا الطريق يدعى طريق العطاء المطلق وهو الطريق المعاكس تماما للأنا- لطبيعتنا الأنانية. ولكي يكون بإمكاني إحراز طريق العطاء والسلوك فيه لا يوجد إلا وسيلة واحدة فقط ولا ثاني لها وهي محبة الآخرين. المحبة التي من خلالها يساعد كل واحد صديقه للوصول إلى الهدف.

وقال له الرجل: لقد رحلوا من هنا. فسر عالم الكابالا راشي هذا كما يلي: رحلوا من هنا بمعنى أنهم تخلوا عن المحبة الأخوية وسلكوا في طريق مختلف أي أنهم لا يرغبون في الإرتباط معك في المحبة، هذا التصرف ما أدى في النهاية إلى وقوع إسرائيل تحت نير العبودية في مصر أي تحت نير الأنا، وفي ما بعد خلاصهم وخروجهم من مصر. فيجب علينا أن نأخذ على عاتقنا الإنتماء إلى المجموعة المبنية على أساس محبة الآخرين بقلب طاهر وصادق ففي هذا نجد البركة والمكافأة في الحرية والخروج من مصر أي من تحت نير عبودية الأنا وتلقي النور وإحراز سمة العطاء.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*