love1-حكمة الكابالا والزوهار

العلاقة الروحية بين الزوجين

المعنى الحقيقي لعبارة:  الإجتماع معاً في وحدوية الزواج

لعبارة ” إجتماع الرجل والمرأة معاً ” في علم حكمة الكابالا مفهوم مختلف تماماً عنما نفتكر به بشكل عام. علم الكابالا يُضفي مفهوماً جديداً لهذا المصطلح إذ أنه ينظر إلى المسألة من منظور الكون والخليقة لذلك تحمل هذه العبارة مفهوماً عميقاً وتفصيلياً للعلاقة الزوجية بين الرجل والمرأة. فكلمة الإجتماع هنا ليس المقصود بها الإجتماع الجنسي بين الطرفين، بل أنها تشير إلى المعنى الروحي في العلاقة الزوجية ، ففي إتحاد الرجل والمرأة معاً جسدياً وروحياً يمثل صورة إجتماع الطرفين المختلفين من الخليقة إي الجزء الذكري من الخليقة مع الجزء الأنثوي من الخليقة.

فمن هذا المنظور يكون إجتماع الطرفين سوياً لهدف تكميل الواحد للآخر ليتمموا وجه الخليقة في وحدوية ويأتوا بالتصحيح العام للجنس البشري. فعندما يدرس الرجل حكمة الكابالا يجذب إليه النور القادر على تغيير وتصحيح طبيعته البشرية، أما المرأة  لها دور مهم وفعّال وأساسي في التصحيح ، فالمرأة تمثل الرغية في التقبل وهي التي تزود رجلها  بالحاجة أو بالرغبة في سعيه لجلب النور والتي تخدم كالوقود له للسعي وراء إرتقاء مراحل التصحيح والوصول إلى هدف الخليقة. فلكل من الرجل والمرأة  دوره الخاص به والذي لا يقل أو يزيد في الأهمية عن الآخر ولا يستطيع أحدهم الإستغناء عن الآخر.

إن إجتماع الزوج والزوجة  بناء على هذا الأساس يولّد علاقة صحيحة وقوية  إذ أن نصوص علم حكمة الكابالا تحتوي على نوعية خاصة من النور الذي بدوره يبني هذه العلاقة على مبدأ العطاء لضمان نجاح واستمرار العلاقة الزوجية.

www.hikmatelzohar.com.178

 

العلاقة الزوجية من دون أي إرتباط ٍ روحي بين الرجل والمرأة لا يُمكنها أن تستمر .  ففي يومنا هذا ومن منظور عملي  أصبح من المعروفٌ أنه  من المستحيل على الرجل والمرأة  المحافظة على العلاقة الزوجية القوية  إلا ّ إذا كان هناك رباط  روحي  يجمع بينهما ، فالصعوبة هي بسبب الغرور والأنانية  أي ” الأنا – حب الذات ” الموجودة في كل إنسان والتي تتصادم في كل منهما في محاولت الواحد في  التقرب من الآخر إذ أنَّ الأنا تسعى إلى إشباع الذات من دون المبالاة بالشخص الآخر ولذلك نجد  في عصرنا هذا أنَّ الطلاق شائعٌ بكثرة وأن معظم العلاقات  الزوجية  تتهدم مفرقة الزوجين ومغيرة  مصير العائلة  بسبب الغرور وحب الذات الذي ينمو بشراهة مع الزمن. فصورة الزهرية الجميلة التي نراها في عبارة ” الرجل والمرأة والوجود الإلهي بينهما ” ليست واقع في حياة أي زوجين  في إطار هذا النوع من العلاقة. إذا ً ما هو المطلوب لخلق الرباط الروحي بينهما والذي يُشكل العنصر الوحيد القادر على علاج العلاقة الزوجية  ؟

إنَّ معنى الرباط الروحي أن يعرف كِلا الزوجين سبب ومعنى وجودهما في هذا العالم  والإبحار في رحلة للعالم الروحي معا ً وإحراز هدفهما الروحي في الحياة . عندها  سيجدون الشيء الذي في الحقيقة يربطهما سوياً وكأنهما معاً في خلية مُشتركة  وعبارة  ” الرجل والمرأة والوجود الإلهي بينهما ”  تكون حقيقة واقعية بينهما . في كلمة أخرى سيشعران بظهور الوجود الأزلي  في علاقتهما معاً فالعلاقة الزوجية إما هي علاقة روحية أم ليست هي بعلاقة أبداً.

هل تريد أن تقوي علاقتك الزوجية ؟

هناك نصوص ومنشورات من علم الكابالا تُناقش وتشرح معنى الحياة الزوجية والشراكة معاً . عندما يقرأها الزوجين معاً وعلى نحو متواصل يُعزّز هذا ويقوي إتصالهم الروحي معاً وسوياً بشكل كبير، ويجلب السلام والإنسجام في المشاعر والأذواق والآراء ليسود التفاهم بينهما على أساس متناغم.

عندما يقضي الزوجان خمسة عشر دقيقة يومياً يقرأون هذه النصوص معاً  يزودهم هذا بصفة خاصة وفريدة لتكن لديهم القدرة على حل المشاكل التي بينهم  وذلك بسبب النور الذي يستطيعون جذبه إليهم في الأوقات الذي يقضونها معاً في قراءة نصوص الكابالا .

علاوة على ذلك أن الشخص الوحيد الذي بإمكانك أن تبوح بمشاعرك له هو شريك حياتك. فإنه من المستحيل بل من الممنوع التكلم مع أي إنسان عن عمق مشاعرك وتجاربك الروحية إلاَّ مع الزوج أو الزوجة. فالعلاقة الزوجية لها طابع خاص ومنفرد، إذ بسبب علاقتهما معاً يُكمل واحدهم الآخر بسبب الشاعر التي تجمعهم معاً بشكل قوي تؤدي إلى تقدمهما في المجال الروحي من علاقتهما معاً.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*