zohar-حكمة الكابالا والزوهار

من كتاب الزوهار

الكثير من طلابنا وزوار الموقع يسألون لو توفر لديهم نصوص الزوهار، في الواقع هذا طلب عزيز جداً لدينا ونتمنى وبشكل عميق أن نستطيع توفير كتاب الزوهار باللغة العربية في يوم ما ، وأما الآن سنحاول العمل على توفير البعض من شروحات كتاب الزوهار آخذين بعض الفصول وترجمتها للغة العربية كي نتمكن من توفير ولو البعض القليل من أعظم منشورات العالم وأكثرها عمق لنصل إلى معرفة الحكمة وراء بنية الكون ووجود النفس البشرية .

دونت نصوص كتاب الزوهار باللغة العبرية والآرامية معاً لإخفاء وتمويه الحقيقة عن عيون هؤلاء الذين كانوا يسعون إلى إستخدام معلوماته لأغراضهم الشخصية في إشباع رغباتهم الأنانية في حب السيطرة على العالم لذلك لجاء علماء الكابالا إلى هذا الأسلوب في الكتابة وفقط لهؤلاء الذين يُقدِمون إلى حب المعرفة لتصحيح النفس ومساعدة البشرية في الوصول إلى هدف الخليقة وبناء عالم تسوده المحبة والتي على قوانينها بُني الكون بأكمله أعطي لهم معرفة القلب ودرجة االفهم السامي لكتاب الزوهار.

من عالم الكابالا شيمون بن يوخاي

 

1الزوهار

 

أحببنا في بداية النص أن نعرض مقطع من مقال الوردة من كتاب الزوهار بلغته الأصلية والذي سنعمل على ترجمته للعربية .

 

مقال الوردة بالعبري-1

مقال الوردة بالعبري-2

مقال الوردة بالعبري-3

 

مقال الوردة 

في مقدمته لقد قال عالم الكابالا حزقيا :” كالوردة بين الأشواك ” ( نشيد الأنشاد الإصحاح الثاني عدد إثنين).  وطرح السؤال قائلاً “: ما هو الرمز التي تشير إليه كلمة الوردة؟”  وأجاب: ” إنها تُشير إلى مجموعة إسرائيل- يشار-كيل ” أولائك الذين قلوبهم تصبو إلى الخالق ” أي ملخوت. فهناك وردة وهناك أيضاً وردة. فكما الوردة الجورية بين الشوك ذات اللون المخضب بين الحمرة والبياض كذلك أيضاً مجموعة يشار-كيل (ملخوت ) مخضبة بين القضاء والرحمة. وكما أن للوردة ثلاثة عشر من الشرائح الوريقات كذلك أيضاً مجموعة إسرائيل- ملخوت تتكون من ثلاثة عشر سمة من سمات الرحمة تحيط بها من كل الجوانب.  ففي الواقع أن ألوهيم ( أسم الخالق الذي يشير إلى سلوكه تجاه البشر من خلال قوى القضاء)، كما قيل: ” في البداية خلق الخالق” العبارة الأولى في كتاب سفر التكوين،  كلمة في البداية تعني عندما فكر فيها خلق ثلاثة عشر كلمة لتحيط حول مجموعة إسرائيل لحمايتها، وهذه هي :   السَّمَاوَاتِ – وَالأَرْضَ – وَكَانَتِ – الأَرْضُ – خَرِبَةً – وَخَالِيَةً – وَعَلَى – وَجْهِ – الْغَمْرِ – ظُلْمَةٌ – وَرُوحُ – الخالق-. كلمة الخالق في اللغة العبرية مؤلفة من كلمتين تندمج معاً لتصبح كلمة واحدة ولذلك تُعتبر كلمة واحدة. 

كموضوع للدراسة  يعالج علم الكابالا موضوع الخليقة فقط ،  والتي هي الشيء الوحيد الموجود إلى جانب الخالق، ” نفس الإنسان” أو “الأنا ” وبحوثها.

يُجزء هذا العلم النفس أو الأنا إلى أجزاء شارحاً بُنية ومكونات كل جزء بمفرده وهدف وجوده. ويشرح علم الكابالا كيف أن كل جزء من الأنا عند الإنسان والتي تُدعى ” النفس” بإمكانها أن تتغير حتى يستطيع الشخص أن يُدرك ويُحقق هدف الخليقة، هذا  الهدف مرغوبٌ من قبل الطرفين الخالق والإنسان هذا إذا كان الإنسان يُدرك هدفه الذي ولد من أجله.

لا يوجد علم في العالم يستطيع وبشكل تصويري أو تحليلي شرح أحاسيسنا  ورغباتنا من خلال إستخدام تراكيب مُختلفة وإظهار درجة إختلاف هذه الرغبات وتعدد أنواعها  ومراحل تقلبتها  والتي من غير الممكن التنبؤ بها ، ومدى تميزها بشكل مُطلق في كل فرد منا. هذا بسبب أن رغباتنا تظهرُ  في فكرنا  وأحاسيسنا بشكل تدريجي ومتعاقب حتى يكون بإمكاننا إدراكها كي نستطيع العمل على إصلاحها .

إن النفس في الإنسان هي جوهره وهي الشيء الوحيد الذي يتميز به الفرد، وبالرغم من ذلك فهي تتغير بشكل مستمر وكل ما يتبقى مجرد الغلاف الخارجي  كما القوقعة الحية. لهذا قيل أن في كل لحظة يولد الإنسان من جديد . ولكن إذا كان الأمر على هذا النحو كيف يكون بالإمكان النظر بعين الإعتبار للآخرين وكيف ينبغي لنا  ملاحظة  وفهم أنفسنا أيضاً؟ كيف يكون من الممكن لنا المحافظة على  توازننا الداخلي والخارجي في محيطنا من حولنا إذا كان كل ما نستطيع إدراكه في الواقع هو ما يدور في داخلي ؟

الخالق هو مصدر النور ” البهجة والمسرات ” وهؤلاء الذين يقتربون منه يشعرون به كشعور البهجة في القلب. أُناسٌ كهؤلاء من الذين يتقربون من الخالق ويشعرون به يُدعون بعلماء الكابالا، كلمة كابالا مشتقة من كلمة  ( لا-كا-بل )  أي تقبل نور الخالق. يستطيع الإنسان التقرب من الخالق عن طريق التساوي في الرغبات فقط. فالخالق هو روح أي أنه غير مادي أو محسوس  لدينا ومن المستطاع الإحساس به في قلوبنا فقط. بطبيعة الحال طبعاً المقصود بكلمة “قلب” هنا ليس المضخة التي تقوم بضخ الدم في عُروقنا ولكن مركز جميع الأحاسيس التي يشعر به الإنسان. ومع ذلك لا يستطيع الإنسان أن يشعر بالخالق عن طريق مشاعر قلبه فقط ولكن بالتحديد من خلال نقطة صغيرة فيه فقط . للشعور بهذه النقطة يتوجب على الإنسان أن ينمي ويطور نفسه. فعندما يُنمي الإنسان هذه النقطة فيه ويوسع أبعادها يستطيع نورالخالق الدخول إليها.

القلب فينا هو مركز رغباتنا الأنانية والنقطة الصغيرة في داخله هي جزء من العالم الروحي  أي الرغبات الخالية من النزعات الأنانية  والتي غرست في قلوبنا من قبل الخالق نفسه. مِنْ واجبنا تنمية هذه النقطة  أي الرغبة الروحية في حالتها الجنينية لدرجة نستطيع من خلالها تحديد جميع أهدافنا. في الوقت نفسه تكون قادرة على أن تُحدد وتقرر كل طموحتنا. وفي نفس الوقت تأخذ الرغبة الأنانية في قلبنا بالخضوع ومن ثم تتقلص ومن ثم تضمحل وتتلاشى .

بعد ولادتنا في هذا العالم يتوجب على كل شخص منا أن يُغير نوايا الأنا التي فيه من حب الذات إلى محبة الآخرين أثناء أيام حياته في هذا العالم. هذا هو هدفُ الإنسان وسبب وجوده  في هذا العالم والذي هو أيضاً هدف الخليقة. إنَّ الوصول إلى المرحلة التي يتم فيها إستبدال الرغبات الأنانية برغبات المحبة  تجاه الآخرين بشكل كامل ما يُدعى “نهاية الإصلاح”. يتوجب على كل شخص بل يتوجب على الإنسانية بكاملها إحراز مرحلة التصحيح في هذا العالم. وإلى أن يصل الإنسان إلى بلوغ هذا الهدف سيعود إلى هذا العالم من جديد. الكتاب والأنبياء تكلموا عن هذا الموضوع بشكل خاص ودقيق . طريقة التصحيح هذه تُدعى ” علم الكابالا” .

يستطيع المرء تغيير رغباته فقط في حال تتواجد الرغبة عنده بتغيرها. خُلق الإنسان بطبيعة أنانية بشكل مُطلق، وليس بإمكانه إستبدالها برغبات مختلفة من محيطه  بما أن محيطه مشابه له في كل شيء وليس له أي رابط أو صلة بالعالم الروحي من خلاله بما أن أي نوع من الإرتباط بالعالم الروحي كائن فقط بسبب التوازن الشكلي في السمات لا غير، فمن الممكن  إحراز العالم الروحي  عن طريق الرغبة في محبة الآخرين وليس حب الذلت . لذلك من غير الممكن على اي فرد في عالمنا هذا تجاوز حدود هذا العالم من تلقاء نفسه لذلك أعطينا علم حكمة الكابالا لتساعد الإنسان على إكتساب رغبات العالم الروحي.

تعليق واحد

  1. بكرى على الدين محمد

    اشعر بالارتياح لهذه النصوص

أضف رد على بكرى على الدين محمد إلغاء الرد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*