www.hikmatelzohar.com.30

معنى الوحدوية العالمية

إن الأزمة الحالية ليست أزمة تمويل ولا إقتصاد ولا حتى متعلقة بعلم البيئة. في الحقيقة إنها تُعد أزمة لأنها على المستوى الكوني وتشمل الحضارة الإنسانية بأكملها وعلى كل نطاق ومجالات الحياة. من أجل هذا يجب علينا أن نُلقي نظرة فاحصة على جذور ومصدر هذه الأزمة ونُعرّف العامل المشترك لها والذي هو طبيعة الإنسان الأنانية .

إن غرور الإنسان وأنانيته هي السبب في الحزازات والكراهية المتبادلة بين الناس، وهذا ما يؤدي بنا لأن نسلك عكس قوانين الطبيعة من حولنا وهذا ما يُنشئ خصومة وعداوة والتي تظهر على شكل أزمة عالمية مُشتركة. ولهذا السبب ولطالما نحن لا نتوافق في الرأي في تغير طبيعتنا الأنانية  سنستمر في المعاناة.

لقاء صحفي أجري مع الدكتور وعالم الكابالا حكيم

المتحدث الصحفي: إن الأحداث الإقتصادية الأخيرة تُجبر القوة العظمة في العالم في المحاولة على السيطرة على الأزمة الإقتصادية العالمية المتصاعدة والمسرعة نحو الإنهيار. في ضوء الواقع حيث أن تصرفات دولة واحدة سيحدد مصير العالم ككل فإن بعض الدول الأخرى يعودون إلى نظام حماية الإنتاج الوطني بفرض رسوم جمركية عالية على السلع المستوردة. والآخرين من قادة العالم يتخذون خطوات نحو تركيز  السيطرة الحكومية بيد حكومة عالمية. بالرغم من أن الجميع يحاولون كبح ومنع إنتشار التأثيرات السلبية لولادة الحكومة الوحدوية العالمية, فهم يفقدون عنصراً حاسماً والذي بدونه  سيؤدي وليس فقط إلى أن جهودهم ستكون بلا جدوى ولكن ستؤدي بنا وبالتأكيد إلى أزمات أكثر تعقيداً. هذا العنصر بسيط جداً، أساسي وواضح وقد راوغ البشرية منذ آلآف العصور وهذا هو بالضبط ما نحن على وشك إكتشافه.

الجواب: الوحدوية هي بداية ظهور الإرتباط الموجود بين كل أجزاء الإنسانية كنظام واحد.

المتحدث الصحفي: فإنه ولأول مرة في التاريخ نكون مُجبرين للخضوع لنظام الإتكال المتبادل والذي لا مَفر منه بغض النظر عن كل نتائج سلوكنا وتصرفاتنا.

الجواب لقد تواجدنا في موقف مُشابه في السابق في ميسوبوتاميا المدينة القديمة عندها كلنا أيضاً وجدنا أنفسنا في ضيقة وغرورنا أصبح ظاهراً للعيان ولم نستطيع التعايش معاً. بعد هذا تباعد واحدنا عن الآخر وإفترقنا. ولكن اليوم لا نستطيع الدوام على هذا الحال ببقائنا مُتفرقين. ولهذا السبب يجب علينا أن نعلم ما معنى أن نكون مُرتبطين معاً بإطار نظام واحد.

يبدو وكأن إذا قُمنا بأي حركة في هذا النظام العالمي الهش والضعيف ستؤدي إلى ردود فعل متعاقبة ولن يمكننا السيطرة عليها، وأن أسواء الأشياء هو أننا ما نزال نعتقد أننا قادرون على فهم ما يجري حولنا.

إن طبيعة الإنسان طبيعة أنانية بكاملها. هكذا هي بُنية كل واحد منا. فمن الطبيعي إذاً بأن حساباتنا – طبعاً مع الإحترام لكل شخص ولكل العالم – إنها فقط للمنفعة الشخصية والنجاح في الوصول إلى مناصب أعلى وفوق الجميع. ليس للشعور بالسعادة نتيجة الإرتباط بالآخرين ولكن للشعور بالآكتفاء الذاتي لوجودك في مكانة أعلى من الجميع.

المتحدث الصحفي: إن السبع بلايين من الرأي العام, كلهم محتشدين معاً في زمان ومكان واحد من دون منفذ مع ذلك فتغير بسيط جداً في وجهة النظر يُظهر لنا بأن هناك طريق هنا – أمامنا، هناك أكثر من سبع بلايين نسمة، كلهم يتعايشون كل واحد مع محيطه بنجاح.

الجوابفي كل جسد حيّ وحتى على مستوى “الجماد” وأكثر على مستوى “الروحي” كل الأنظمة تعمل بشكل متكامل ومتبادل وفي انسجام الواحد مع الآخر. أعني بأنه لا يوجد هناك عنصر يخدم نفسه بل الكل يوجد ويعيش لخدمة الجسد بكامله.

المتحدث الصحفي: هنا الكل يتفاعل عن طريق إدراك ووعي داخلي للترابط الذي بينهم. فالكل يعمل توافقا ًمع مبدأ توحيدي واحد. وهو القوة وراء الوجود البشري والتي تربط العناصر في أنظمة، والأنظمة في وحدويّة كليّة، هذه هي صفة الهبة التامة.

الجواب إن قانون الطبيعة العام هو قانون هبة تامة ومحبة. ولهذا السبب نرى أن الطبيعة قادرة على خلق كل شيء  وبناء عناصره على كل الدرجات “الجمادي – النباتي- الحيواني- المتكلم – والروحي” مفعم بالحياة والنشاط وبالتالي تجلبهم إلى وضع مصحح.

المتحدث الصحفي:  وهذا يحثهم بشعور غريزي للتعاون والعمل معاً لهدف مشترك، منشئين تربة خصبة لمرحلة جديدة تكون وبشكل مطلق أعظم وأعلى درجات الوجود والتي هي أنت – الإنسان.

الجواب  :ليس فقط جسدك هو الذي يشاهد هذا البرنامج بل أيضًا نقطة الوعي والإدراك التي فيك والتي هي الآن ترتبط بفكرة هذا الموضوع المطروح أمامك على الشاشة. هذه النقطة الواحدة هي جزء من السبعة بلايين خلية من جسد الإنسانية تحاول جاهدة أن تقوم بمهمة تشغيل هذا النظام الضخم والمعقد، من دون أي معرفة أو حتى كيفية إستخدام المبداء التوحيدي والرئيسي- أي قانون الطبيعة . هذا هو العنصر المفقود والذي ما زال حتى الآن يراوغ البشرية.

تُظهر لنا حكمة الكابالا تلك القوة، قوة المحبة، قوة التعاون المتبادل، قوة الترابط، والتي تكمن في المجتمع العالمي الحديث المصحح  والمتكامل والمنسجم.

المتحدث الصحفي: ولكن يوجد هناك فرق واحد بين خلايا جسدنا وأنفسنا. خلايا أجسادنا تتبع قانون الطبيعة بشكل غريزي  ونحن -ككائن حي وواع – يجب علينا الإنسجام مع هذا القانون بتوافق وبحرية إرادتنا.

الجوابحكمة الكابالا تساعد الشخص على معرفة هذا النظام على شكله الحقيقي والصحيح. وعندها يبدأ المرء بالإنجذاب نحو هذا النظام عارفاً كم هو مفيد له، ثم يتعلمه وعندها سيرى أنه من الأفضل والأحسن وجوده فيه. من هذه النقطة سيتلقى قوة. كمثال الطفل في مراحل نموه وكأننا كنا منجذبين وراء شيء جيد. فالشخص في هذه المرحلة يتلقى من مستقبله، بكلمة أخرى أي حالة إصلاحه الكامل, أخذا ً لحاضره أي لإصلاح طبيعته الفاسدة . سيستحوذ على قوات للإنجاز وتتميم الإصلاح.

المتحدث الصحفي: إذا  تنافسنا وعن عمد مع الخلايا آخذين بعين الإعتبار جسد الإنسانية المشترك سنبدأ بالشعور بفعالية هذا المبداء التوحيدي للطبيعة من خلالنا. عندها ليس بإمكاننا فقط التجاوز والسمو فوق خطر الحلول القصيرة المدى ولكن سيكون بإمكاننا إبداع وخلق شيء رائع.

فكر بهذا الموضوع، إذا كانت خلاياك هي التي كونتك فتخيل ما سيكون بإمكاننا جميعاً أن نُبدع.

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*