Changing-media-post2

تغيير مسار الإعلام

أخذ البشر يدركون التأثير الفتاك والمدمر الكامن في قوة الإعلام على بيئة الإنسان وعالمه.

فإلى جانب السوق المالية والسياسة، يلعب الإعلام دوراً قوياً ومؤثراً في تحديد مجرى مستقبل الإنسانية. إن جيلنا وجيل المستقبل من بعدنا يعتمد بشكل جدي على تأثير البيئة التي يعيش فيها وتأثيرها بالغ على جميع أصعدة الحياة واتجاهاتها.

لهذا نحن نأمل بأن تصل البشرية إلى إدراك حقيقة الوضع  الذي وصل إليه العالم اليوم حتى نستطيع وضع الحد لهذا التأثير السلبي المنتشر في كل مكان في يومنا هذا ومن ثم الأخذ بتوجيه عالمنا في الطريق الصحيح وتغيير مساره تجاه الحياة الإيجابية لبناء مجتمع متحضر ونامٍ وواعي ونعلو به لنأتي بالبشرية أجمع إلى مرحلة العيش بسلام . علم حكمة الكابالا يلعب دوراً هاماً في مساعدة البشرية على رؤية الوضع على واقعه الصحيح ويساعد في بناء المعرفة  لوضع الأساس السليم في جميع مجالات بنية المجتمع والعمل على تطبيقها في الحياة العملية.

إقراء المزيد3 - حكمة الكابالا والزوهار

نحن نرى كيف أن العالم ينمو بشكل تدريجي نحو الوصول إلى وجهة نظر نقدية  للوضع الذي يتحداه وتكوين الرأي تجاه النظام العالمي الذي يعيش البشر فيه والذي نرى مدى تأثيره على كل فرد منا. وذلك بسبب إنتشاره في كل دولة في العالم إلى أن أصبح موضوع العولمة اليوم مركز الجدال إذ أخذ  يثير القلق بين الجميع . في حقيقة الواقع يجب على البشرية  توجيه إهتمامها  القاطع وبشكل جدي نحو تأسيس هذا النظام على أسس سليمة وثابتة ليكون نظام نافعاً للجميع في توفير حياة مريحة ومثمرة لكل فرد من أفراد الأسرة البشرية .

بالرغم من إختلاف كل دولة وكل مجتمع في قوانينه وتقاليده عن المجتمع الآخر إلا أننا لم نعد نتيح المجال أمام أي شخص في التصرف بما يحلو له، وسائل الإعلام لها دورها الكبير في وضع القيود على  كل المجتمع

فإن مجال الإعلام وقوة تأثيره يجب أن يكون في حوذة أناس حكماء يسعون في العمل نحو بناء المجتمع الإنساني، فقوة الإعلام قوة عظيمة في تأثيرها على المجتمع والبيئة المحيطة بالشخص ولا يمكن أن تعطى أو توضع في أيدي ديكتاتوريين يسعون وراء صالحهم في جني الأرباح دون الآخرين. إن تطور الإنسانية قادر على تحطيم كل الحدود والعوارض التي تواجهها إلا أنه يجب علينا جميعاً أن نُعير إنتباهنا إلى نزعة المقاومة ضد هذا التطور ونُحد من قدرة وسيطرة الإعلام السلبية والتي لا تتوافق إلا مع هؤلاء من أصحاب المصلحة الشخصية الذين يسعون وراء الربح الشخصي على حساب الإنسانية. فإذا أم نضع حد الآن لإيقاف هؤلاء الذين يجرون بجشع وراء مصالحهم الشخصية سنجد أنفسنا مجبرين على هذا من خلال رد فعل الطبيعة في دفعنا نحو التصحيح العالم ولكن عن طريق المعاناة.

إقراء المزيد6 - حكمة الكابالا والزوهار

إذا نظرنا للآمر من منظور علم حكمة الكابالا نرى الأمر بوضوح. كما نعلم أنه يوجد في الكون قوتان متناقضتان ، لنقل اليمن واليسار، كل شيء في الطبيعة بل في الكون بكامله قائم على أساس هاتين الوتين المتناقضتين. لنقل أن هناك دائماً شجار بين خط اليسار وخط اليمين إذ يَدَّعي كل منهما بأنه الأفضل، ولكن في الحقيقة أن كل منهما بمفرده بعيد عن الكمال لذلك توجب بناء خط الوسط لكي نستطيع الجمع بينهما وإيجاد نقطة التوازن لكي يستطيع الإنسان التقدم من خلال خط الوسط هذا في إحرازه للعالم الروحي.

ليس المقصود بتواجد الخط الوسط هو دمج الخطين اليمين واليسار معاً أو محاولة التساوي بينهما لهدف إيجاد حل وسط كما هو الحال المتعارف عليه في التعامل بين الجهات السياسية المختلفة على سبيل المثال، لا، إن الخط الوسط هنا هو وجود طريقة أو أسلوب في النظر إلى الأمور من منظور الصالح العام والذي يعلو عن أي نزعة أنانية فردية أو جماعية معينة. الخط الوسط هو أسلوب ومنهج يتحلى بسمة محبة الغير أي محبة الإنسان لأخيه الإنسان في نية سليمة فيها ناظر الإنسان بوعي وإدراك أننا جميع البشر مترابطين معاً كما الخلايا في الجسد الواحد ولإبقاء الجسد سليماً وعلى قيد الحياة يجب أن تتعاون الخلايا فيما بعضها على أساس العطاء المطلق من دون أنانية. فنحن نعلم عندما تخرج أي خلية عن هذا نظام العطاء من دون أنانية تسبب علة في الجسد وبالتالي تدعى بالخلايا السرطانية وفي سلوكها هذا يجلب الموت للجسد. كذلك الإنسان في خروجه عن نظام الكون إذ أنه بسلوكه الأناني يجلب الموت للعالم بأجمعه. ولكن إذا أدركنا قوانين الكون والخليقة واتبعناها في محبة البشر سنكون قادرين على جمع البشرية في وحدوية والعيش معاُ بأمان.

لذلك من المتوجب تغيير مسار الإعلام من الكذب الذي يلحق الدمار في العالم وإبادة البشرية إلى وسيلة بناءة تسعى في نشر الوعي لهدف بناء المجتمع البشري ليكون مكان آمناً لإظهار إبداع  الإنسان ومواهبه في بناء مجتمعه على الأساس الصحيح ليعيش حياة سعادة واكتفاء ليجلب الرضى للخالق.

 

دور الإعلام

تشير نتائج البحوث والدراسات التي أجراها باحثون وعلماء في علم النفس والعلوم الإجتماعية  أن البيئة هي العامل الحاسم والقاطع في تحديد نمو وتطور الإنسان وتحديد القيم الأخلاقية والإجتماعية عنده. فإن البيئة التي نعيش فيها تؤثرعلينا حتى في أبسط الأمور في حياتنا اليومية إذ أنها تحدد لنا حتى نوعية الأزياء والملابس التي يمكننا إرتدائها إذ انها تفرض علينا مظاهر معينة  إلى جانب العادات والتقاليد التي يجب علينا التقيد بها.

إن المعايير الإجتماعية التي تحدد سلوكنا والقيم التي ينحصر فيها مجرى حياتنا وحتى منهج تفكيرنا جميعها تُفرض علينا من قبل البيئة التي تحيط بنا وبقوة الرأي العام. لذلك يجب علينا وبحرص أن نبني البيئة التي نعيش فيها على أساس سليم نابع من نية سليمة نحو الصالح العام ولهدف بناء مبادئ التعاون المتبادل بين أفراد المجتمع ليعي كل فرد فيه دوره تجاه الآخرين لكي لا نوفر المجال أمام الإعلام في إبتزاز الناس والسيطرة عليهم وتسيرهم في طريق منافعهم الشخصية في جني الأرباح المادية على حساب سلامة وراحة المواطنين ففي يومنا هذا نجد أن قوة الإعلام تفوق قوة أي مفاعل نووّي في الدمار التي تستطيع نشره في البشرية. مبادئ التعاون الإجتماعي تستهدف بناء الأساس السليم للإعلام ليكون عاملاً قوياً يسساهم في بناء المجتمع وليس في دماره.

 

تعليق واحد

  1. انا اتمنى لو استطيع تغيير العالم في وحدة عالميه يسودها السلام الداخلي والمساواه والمحبه واتمنى ان يتحقق حلمي يوم ما

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*