لغز الإيمان
على مدار الأجيال طوّرت الإنسانيّة العلوم المختلفة والمتنوعة من علوم الفيزياء والكيمياء إلى كافة علوم الحياة بكل مجالاتها لغرض بحثها ولمعرفتها ولمعرفة العالم الذي يحيط بها. هذه العلوم تُسمّى بالعلوم الطبيعيّة. وقد نمت مبنية على أساس وفي حدود إطار الحواس الخمس للإنسان. لقد إخترع الإنسان أدوات ووسائل تُمكّنه من توسيع مدى حواسّه. وهكذا ومن جيلِِ إلى جيل كدّس الإنسان التجارب وتمكّن من معرفة هذا العالم والعيش فيه.
في بحثنا فيما وراء عالمنا المادّي الذي نعيش فيه توصّلنا إلى الإدراك بوجود عالم آخر, عالم خفيّ، فنحن نشعر بوجوده عن طريق الحدس بالرغم من إنّنا لا نراه. ولكن لماذا نفترض وجود عالم خفيّ بالرغم من إنّنا لا نشعر به بحواسّنا؟ ذلك بسبب إدرك وجود قوانين خاصة والتي هي جزء من وجود عالم أكبر وأكثر إتّساعاََ، كما ذرك أيضاً أنّّه يجب أن تكون هناك قوانين عامّّة أكثر منطقيّةََ تُعلٍّل وتُوضّح وجودنا في هذا العالم بصورة شاملة وتُلإئم واقعنا.
اليوم نحن نعيش في عصر مميز وفي جيل نجد فيه أن الرغبة الى الأمور الروحية متيفظة لدى الكثيرين من مختلف الأعمار ومن مختلف مستويات ومجالات الحياة. لذلك فتح العلماء المجال أمام الجميع ولكل من لديه الرغبة في البحث والدراسة إذ جعلوا في متناول كل منا كافة البحوث والدراسات التي أجروها على مدار العصور والسنين وكافة نتائجها ببراهينها القائمة على قوانين العلم الذي بني عليه الكون. فإذا أمعن النظر في البيئة التي نعيش فيها نجد أن كل شيء موجود تحت قانون الإنسجام إذ أنَّ كل شيء قائم ليس في ذاته أو بذاته بل أنه يوجد من أجل الآخرين ووجوده كائنٌ في وجود الآخرين, وكذلك الإنسان إذ ليس هو بكائن مستقل بذاته بل هو جزء من البيئة التي يعيش فيها وخاضع لقوانينها في إلتزامه في العيش بإنسجام مع أبناء جنسه من البشر.
يوضح العلماء أن قانون الإيمان يَكمن في محبة الإنسان لأخيه الإنسان. قانون بسيط ، أليس كذلك ولكنه أساس بنية الكون بأكمله. وكل ما يعمله الإنسان خارج عن إطار حدود هذا القانون يعود عليه بالخراب والدمار. عندما يقوم الإنسان بأي عمل أكان عمل سيء أو جيد فإنه بسلوكه هذا يستطيع التأثير على محيطه إما بشكل إيجابي أو بشكل سلبي وتأثيره يكون على كافة مستويات ودرجات الطبيعة وهذا بسبب النظام الواحد الذي يحكم الجميع. وبما أن الإنسان هو الوحيد الخارج عن نظام الطبيعة وليس خاضعاً لقوانينها لهذا يجب علينا تغيير نوعية سلوكنا وإحراز التوازن فيما بيننا كبشر عندها فقط يكون بإمكان جميع العناصر الأخرى في الطبيعة بأن تتوازن من تلقاء نفسها وبحسب قوانين الطبيعة التي وضعها الخالق.
يوجد هناك حل واحد لا غير وهو إرتباط البشرية معاً على مبدأ وأساس ” أحب قريبك كنفسك ” ففي محبة الإنسان لأخيه الإنسان نكون خاضعين لنظام وقانون واحد كما الطبيعة التي نحن فيها. يجب علينا الإرتباط معاً في وحدوية الخلايا في الجسد الواحد وتكون لدينا الرغبة في أن يكون هذا الإرتباط الذي يجمع بيننا هو الوسيلة في مساعدة العالم في السعي نحو تحصيل هذا الإرتباط الذي من خلاله يكون التأثير مجدي في السيطرة على جميع الأحداث السلبية التي تحدث الآن وتلك التي في المستقبل والتي ستعمل في أسلوب يحثنا نحو التصحيح بالقوة الجبرية.
نحن نبسط يد الود والتعاون لجميع إخوتنا وأبناء عمومنا مرحبين بالتعاون معاً للعيش بسلام.