أسلوب التعليم الصحيح-حكمة الكابالا

نظام علم التربية والتعليم

يُقال أن العلم نور والمعرفة قوة ولكن كيف بنا نرى المجتمع الإنساني في حالة تدهور بالرغم من التقدم والتطور الذي وصلت إليه البشرية؟

كيف بنا نرى الجهل يعلو في مستواه ليعود بنا إلى عصر الجاهلية يجعلنا نكره حياتنا متسائلين إذا ما كان واقعنا الذي نعيشه اليوم حقيقي أم خيال، فكيف يُعقل بعدما وصل الإنسان الى أعلى درجات الحضارة نجد العالم ينحدر إلى جحيم الجهل والوحشية. فما هو نفع التعليم إذاً إذا كانت هذه الحياة التي نعيشها اليوم في معاناة هي النتيجة؟

هل حان الوقت لنا في إعادة النظر بأسلوب التربية والتعليم لنتفحص النواحي السلبية منه ونعمل على بناء نظام تعليم جديد وبنّاء يعمل على نشر الوعي الحقيقي بين البشر لينمي في الإنسان حس المعرفة والمواهب والمهارات التي منحه إياها خالقه ليستطيع مع أبناء جنسه بناء مجتمع سليم متكامل يوفر له العيش الآمن والحياة السعيدة؟

فماذا ننتظر إذاً؟ ها نحن ننظر الجهل يسفك دماء الأبرياء بدون رحمة متستراً بحجج ومبادئ سامية يدعيها ونحن نقف مكتوفي الأيادي مكبلين بقيود الخوف الذي منه هرب الكلام وأصبح الصمت هو اللغة التي نتكلمها. فإلى متى سنبقى صامتين، وإلى متى سنبقى خاضعين أمام الجهل الذي يخطف أولادنا من أحضاننا ويصنع منهم سافكي دماء، إلى متى ؟

لقد حان الوقت لتغيير جذري لنوعية التعليم ليكون الوسيلة في بناء أساس صحيح لبنية المجتمع.

إن تعليم الأطفال يجب أن يكون أولوية من الأولويات التي تحتل رأس قائمة مبادئ التأهيل التعليمي في بلادنا ، فإلى جانب مناهج التعليم والثقافة العامة والثقافة الحرفية والمهنية وعلوم الفلسفة المتنوعة يتلقى الأطفال مبادئ التعاون الإجتماعي المتبادل والمسؤولية المشتركة في محبة الآخرين كبنيان تحتي في نظام التربية والتعليم. فإنه من المحزن رؤية عجز النظام التعليمي في قدرته على حماية الأطفال من مختلف أساليب الأيديولوجيا المتخلفة والعنف المدمرة لحياة أي شخص.

إن مبادئ التعاون الإجتماعي المتبادل تعمل جاهدة على توفير وفتح المجال التعليمي لجميع الأطفال بشكل واسع يتماشى مع التطورات ونمو الأسلوب التعليمي الحديث في القرن الواحد والعشرين بالإضافة إلى الأدوات العملية والتدريب اللازم لتأهيلهم لحياة سعيدة مرتبطة مع الواقع المعاصر. في هذا النظام يتعلم كل طفل كيفية إدارة حياته وكأنه جزء من المجتمع الذي فيه والذي له دوره المهم والفعال في بنيته وليس كفرد يهتم فقط في نجاحه الشخصي على حساب الآخرين من دون المبالاة بأعضاء مجتمعه.

أسلوب التربية والتعليم المبني على أساس علاقة التعاون الإجتماعية بين أفراد المجتمع هي الطريقة التي تتمثل بالنجاح الصحيح والأكيد. فإن نتائج البحوث والدراسات التجريبة تؤكد على أن أسلوب التعليم في إطار مبادئ التعاون الإجتماعي المتبادل والمسؤولية المشتركة هو أسلوب ناجح في تنمية الطفل وبناء  شخصيته على أساس سليم لينمو ويتحلى بصحة عقلية ونفسية وفي إحترامه لذاته والذي ينعكس من خلال علاقه مع الآخرين في إحترامهم وتقديرهم في أسلوب التعامل معهم.

إن هدف هذه المبادئ  في مناهج التربية والتعليم يكمن في ” تعليم الإنسان ليكون إنساناً ” إنساناً مفكراً يعمل على بناء مجتمعه من خلال بناء علاقاته مع الآخرين على أساس صحيح. فإن هيئة التضامن المتبادل تشجع القرارات التي من شأنها العمل على إتخاذ هذه المبادئ والعمل على تطبيقها في الواقع العملي من خلال بناء الإنسان وبناء حياته المهنية من مراحل الحضانة إلى مراحل التعليم العليا على أساس مبادئ التعاون المتبادل والمسؤولية المشتركة في العمل على منفعة المجتمع الذي يعيش فيه.

لدينا الثقة الكاملة في أن التطبيق العملي لمبادئ التعاون الإجتماعي والمسؤولية المشتركة ضروري جداً في تحسين وبناء مجتمع صالح وسليم لأطفالنا من خلال نظام التعلم هذا في وقتنا الحالي. فإن بناء البيئة الصالحة للأطفال تخلق لديهم القدرة والثقة في النفس وتعطينا نحن القدرة على دعمهم ومساعدتهم في تكميل المطاف في بناء المجتمع الصحيح لهم وللأولادهم من بعدهم.

إن التعليم بناءً على مبادئ التعاون الإجتماعي المتبادل والمسؤولية المشتركة يضع الأساس لمجتمعنا البشري مع القدرة على بناء مجتمع سليم وجديد والذي قوامه وقادته جيل الشباب اليافع ذو المهارة والخبرة بما أنهم تربوا على هذه القيم متلقنين العلم والمعرفة بمبادئها الصحيحة.

من هذا المنطلق نحن نُقدم كل الوسائل اللازمة لجميع المعلمين والمدرسين في كافة مجالات علوم التربية والتعليم مع توفير المعرفة العملية لهذه المبادئ من خلال التجارب والدورات التعليمية والتوجيهية للمنهج بكامله والمناقشات والأنشطة المتنوعة وخلق الجو المناسب في العلاقات بيننا على أساس مبادئ التعاون المتبادل.

الهروب من نظام التعليم الحالي المميت

وضع أهداف طويلة الأمد

 من منظور واسع و شامل إن منهج التربية والتعليم هو من أهم الخطوات التي يتوجب إتخاذها في إعادة بناء المجتمع ولذلك نحن نعمل على تأسيس بنية هذه المبادئ آخذين المستقبل بعين الإعتبار في بناء قاعدة ثابتة في تنظيم نظام التربية والتعليم  في إتجاه الهدف وبشكل إنسيابي وإذا حكمت الضرورة العودة إلى مراجع إضافية لتحقيق أفضل النتائج التي تعود بالفائدة على المجتمع. في الوقت نفسه نحن نؤيد مساندين أي قرارات وقوانين تسمح في تزويد نظام التربية والتعليم بالوسائل اللازمة لإنجاز الخطة الطويلة المدى وهذا يدعو إلى عدم تغيير مجلس الإدارة التنفيدي في نهاية كل فصل دراسي.

ومن أبرز النقاط :

تعزيز فكرة التعليم المجاني من مرحلة الحضانة إلى الدراسات الجامعية العليا.

تمديد اليوم الدراسي في كل البلد.

زيادة عدد المعلمين للأطفال على كل مستوى وتقليص عدد التلاميذ في كل من الصفوف في كافة المراحل الدراسية.

منح المدراء الحرية مع المسؤولية الكاملة.

إلغاء إمتحانات العام النهائية وإستبدالها بحلقات بحث .

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*