سمعت في ١٧ من شهر حزيران من عام ١۹٣١
في عبارة ( أنتم يا من تحبون الرب تكرهون الشر) يحمي الخالق نفوس قديسيه ويخلصهم من يد فاعلي الشر، وهذا تفسيره بأنه من غير الكافي أن يحب الإنسان الخالق ويرغب بالإلتصاق به فقط ولكن يجب على الإنسان مكرهة الشر أيضاً.
إن مسألة الكراهية محصورة في التعبير عنها من خلال كراهية الشر والذي هو “الإرادة في التقبل للذات أي الأنانية” والتي لا يوجد لدى الإنسان الحيلة في التخلص منها أو في نفس الوقت تقبل هذا الشر في أية حالة، فهو يدرك الضرر الذي يجلبه الشر عليه وفي الوقت نفسه يدرك حقيقة الواقع بأنه من المستحيل عليه أن يبعد نفسه عنه بنفسه بما أنه قوة الطبيعة الذي خلقها الخالق والتي دمغ بها طبيعة الإنسان البشرية في حب الذات.
في هذه المرحلة وبما تمليه علينا هذه العبارة في ضرورة كراهية الشر ففي تطبيقها ننال حماية الخالق من الشر كما هو مكتوب: يحمي الخالق نفوس قديسيه. ما المقصود بكلمة “الحماية”؟ أي بأنه يخلصهم من يد الشر أو فاعلي الشر. وهنا في هذه المرحلة يُعتبر الإنسان بأنه شخص ناجح إذ أنه حاصل على نوع من الإرتباط مع الخالق مهما كان هذا الإرتباط ضئيلٌ في قدره.
في الواقع أن مسألة الشر تبقى لتخدم في وضعها في بناء خلفية البارتزوف “انظر شرح المفردات“. ولكن هذا فقط من خلال تصحيح الإنسان لنفسه إي في تصحيح الشر ليكون في مكان دعامة خلفية. الكراهية تأتي إذا كان الإنسان يريد التقرب والإلتصاق بالخالق، وتفسيراً لهذا نشير إلى مثال نوع السلوك الخاص بين الأصدقاء فإذا كان الواحد يكره ما يكرهه الآخر ويحب الشيء نفسه الذي يحبه الآخر فمن خلال كراهية ومحبة الأشياء نفسها هذا يعمل بمثابة العامل المشترك بينهما وبالتالي يحصلون على الترابط الأبدي فيما بينهما.
بناءً على هذا وبما أنّ الخالق يحب العطاء يتوجب على الإنسان بأن يتبنى الرغبة في العطاء كما الخالق. والخالق أيضاً لا يرغب في تلقي أي شيء بما أنه كامل في سماته ولا ينقصه شيء كذلك الإنسان أيضاً يجب عليه كراهية مسألة الأنانية فيه وحب الذات.
وهكذا وبناءً على كل ما ورد سابقاً يجب على الإنسان في أن يكره الشر أي حب الذات والأنانية من كل قلبه ويكره آثار الشر وما يخلفه في هذا العالم من كوارث. فمن خلال كراهية الشر يستطيع الإنسان تصحيحه وإخضاعه تحت سيطرة الخالق وعظمته.