حكمة الكابالا

حكمة الكابالا ومفهومها الصحيح

لو أردنا إعطاء تعريف لماهية وجوهر علم حكمة الكابالا في جملة واحدة نستطيع القول بأن حكمة الكابالا هي الطريقة الوحيدة لإكتشاف العالم الروحي والحياة الروحية ومعرفة الخالق والذي هو السلطة والقوى العليا التي تدير حياتنا.

تعلمنا حكمة الكابالا عن سبب وجود الإنسان. لماذا ولد ولماذا يعيش وما هو هدف حياته من أين أتى وإلى أين هو ذاهبٌ بعد أن يكمل حياته هنا في هذا العالم. علم الكابالا ليس هو مجرد دراسة نظرية لكنه دراسة عملية تستند في تطبيقها على قوانين علمية ثابة مع قوانين الطبيعة لذلك دعيت الكابالا بعلم الحكمة.

من خلال الكابالا يعرف الإنسان نفسه من هو وما هي طبيعته. يتعلم كل ما يحتاجه لتغيير نفسه حسب كل درجة يتقدمها. الإنسان هو الذي يدير بحثه في خفايا نفسه وبنفسه بناءً على القوانين التي تنص عليها الكابالا ليسير بالطريق الصحيح في تقدمه في إحراز العالم الروحي. كل هذه الإختبارات العلمية تأخذ مجراها في داخله ولهذا السبب سميت حكمة الكابالا “بالحكمة الخفية”.

من خلال دراسته لعلم حكمة الكابالا يخضع الإنسان لتغيرات داخلية هو الوحيد الذي يشعر بها ويعي بحدوثها في داخله. ومن ويستطيع أيضاً أن يستحوذ على درجة عالية من الوعي وتحقيق الوصول الى العالم الروحي. هذا هو هدف حياة الشخص في هذا العالم .

عندما يبدأ الإنسان في الشعور بالرغبة في معرفة الأمور الروحية عندها يبدأ بتنميتها من خلال دراسة حكمة الكابالا

ما هي حكمة الكابالا؟ هل هي ديانة أو إعتقاد أوتأمل ؟ هل هي سحر؟  وهل لها أي علاقة بالعرافة والتنجيم؟ أم هي تصوف أم مذهب من المذاهب الذي يؤمن بتناسخ الأرواح؟ أو ربما نوع من أنواع الفلسفة؟ أم هي صرعة العصر في إرتداء المبيعات التي يروجها أصحابها بإسم الكابالا؟

لقد أحاط بعلم حكمة الكابالا الكثير من الحيرة والإرتباك وأساطير وخرافات لا أساس لها من الصحة وذلك بسبب أن علم حكمة الكابالا الحقيقي كان محتجبا عن العامة منذ سنين إذ رأى علمائه خطر المتطفلين في إستخدام هذه الحكمة لمصلحتهم الخاصة في إشباع رغباتهم الأنانية لإجتناء الأرباح المادية وجلب المزيد من المعاناة على العالم، فأخفا علماء الكابالا كتاباتهم وعملوا على حصر تدريس الحكمة في مجموعات صغيرة جدا وكانت أمور علم الحكمة ونتائج أبحاثها تسلم من يد المعلم إلى يد تلميذه المميز والإستثنائي للحفاظ على نقاوة وطهارة الحكمة وللحفاظ على أصلها ومصدرها  إذ أن المعلم لم يودع علم حكمة الكابالا بيد إنسان لم يكن واثقاً مئة بالمئة من نقاوة قلبه ومن مستواه الروحي الذي توصل إليه. فكان المعلم ينتقي تلميذه بحذر شديد وكان على درجة عالية من إحراز العالم الروحي ومن معرفة أمور الحكمة وخوافيها. فبالرغم من أن مصدر الكابالا تأصل بعمق مع آثار العصور القديمة  ومنذ عصر مدينة بابل القديمة مع ظهور سيدنا إبراهيم عليه السلام ولكن بالحقيقة بقيت حكمة الكابالا مكتومة ومحجوبة عن أنظار الإنسانية  منذ أن ظهرت أكثر من  أربعة آلاف سنة وفي يومنا هذا القليل من الناس يعلمون ما هو  جوهر وموضوع الكابالا.

فمنذ آلاف السنين قد أعطيت  البشرية أشياء كثيرة ومتنوعة بإسم الكابالا، أشياء مثل التعويذات واللعنات والطلاسيم  والصراعات وحتى المعجزات،  كل شيء ما عدا المنهج الصحيح للكابالا.

من أجل هذا الغرض بعينه وقبل كل شيء نود توضيح معنى حكمة الكابالا. عالم الكابالا الشهير يهودا أشلاغ والملقب بصاحب السلم قدم لنا تعريفاً واضحاً في مقاله “جوهر علم الكابالا” وقد قال:

“طريق علم حكمة الكابالا هو لا أكثر ولا أقل من سلسلة متعاقبة من الجذور المتماسكة والمتدالية إلى الأسفل بناء على نظرية الحدث والعاقبة على شكل قوانين ثابتة ومحددة تتناسج كلها متمازجة  لتشكل هدفاً واحداً وعظيماً نستطيع وصفه بأنه وحي وإظهار ورع وصلاح الخالق تعظم ذكره تجاه خليقته في هذا العالم”.

ببساطة هناك قوى عليا واحدة فوق الجميع وهي الخالق والذي يحكم ويسيطر على كل ما في واقعنا. وكل القوات التي في العالم والمحسوسة لدينا مثل الجاذبية والكهرباء كلها تنحدر منه بينما هناك قوات ذات نظام وترتيب أعلى والتي تعمل في واقعنا في حين تبقى متوارية عن أنظارنا.

يحتوي علم الكابالا على نظام ومعرفة بنية هذه القوات المتوارية عنا وعلى سلسلة القوانين التي من خلالها تؤثر على حياتنا. ويعلمنا أيضاً كيف ننمي حاسة إدراكنا وفهمنا لهذه القوات وإكتشاف هدفها الوحيد بتوصيلنا إلى مرحلة إظهار ووحي الخالق في حيانتا هنا في هذا العالم.

إذا أردنا تعريف ماهية وجوهر علم حكمة الكابالا في جملة واحدة، نستطيع القول بأن حكمة الكابالا هي الطريقة الوحيدة لإكتشاف العالم الروحي والحياة الروحية ومعرفة الخالق والذي هو السلطة والقوى العليا التي تدير حياتنا. تعلمنا حكمة الكابالا عن سبب وجود الإنسان. لماذا ولد، ولماذا يعيش، وما هو هدف حياته، من أين أتى، وإلى أين هو ذاهبٌ بعدما يكمل حياته هنا في هذا العالم. علم الكابالا ليس هو مجرد دراسة نظرية لكنه دراسة عملية جداً.

فمن خلال الكابالا يعرف الإنسان نفسه، من هو وما هي طبيعته. يتعلم كل ما يحتاجه لتغيير نفسه حسب كل درجة يتقدمها وخطوة ٌ بخطوة. كما وأنه هو الذي يدير بحثه هذا في خفايا نفسه وبنفسه. كل هذه الإختبارات العلمية تتم في داخله. لهذا السبب سميت حكمة الكابالا “بالحكمة الخفية”.

من خلال دراسته لعلم حكمة الكابالا يخضع الإنسان لتغيرات داخلية، هو فقط الوحيد الذي يشعر بها ويعي بحدوثها في داخله. ومن خلال دراسته لحكمة الكابالا والتي هي منهج ونظام أصيل ومثبت وقديم، يستطيع الإنسان أن يستحوذ على درجة عالية من الوعي وتحقيق الوصول الى العالم الروحي. في واقع الأمر هذا هو بالتحديد هدف حياته في هذا العالم .

عندما يبدأ الإنسان في الشعور بالرغبة في معرفة الأمور الروحية، تزداد أحاسيسه للسمو، عندها يبدأ بتنمية هذه الرغبة من خلال دراسة حكمة الكابالا التي أعطانا الخالق إياها.

 حكمة الكابالا؟

لإيضاح مفهوم علم حكمة الكابالا وللإجابة على التساؤلات العديدة التي تراود البعض منا الذين لديهم معرفة سطحية وحب الإطلاع على أمور روحانية متعلقة بعلم الغيب وبنظريات روحانية كعالم السحر والتنجيم وما إلى آخره من هذه الأمور وما علاقتها بحكمة الكابالا. أجوبة علماء الكابالا عن الأسئلة المتعلقة بهذه الأمور بصورة دقيقة وبتحليل علمي وتفصيلي وشرح ماهية علم الكابالا.

بالرغم من شعورنا أننا نعيش في عزلة ونرى عالما منقسما ومشققا يقول علماء الكابالا بأننا كلنا مترابطون ومعتمدون الواحد على الآخر. كالخلايا المتنوعة في جسم الإنسان هكذا نحن أجزاء منفرد من نفس واحدة. فإن نفوسنا المنفردة مترابطة ومتماسكة بعضها ببعض بواسطة القوة العليا والتي بإمكاننا وصفها بأنها قوة محبة وعطاء كامل من دون تحفظ أو شروط.

 هذه القوة تربطنا كلنا معاً، وليس نحن فقط بل كل أجزاء وأركان الخليقة أيضاً.

إنها القوة الشاملة والمتضامنة لكل الطبيعة وهي الخالق.

هؤلا الذين ينمون قدرتهم لتلقي هذه القوة ووحدوية النفس الإنسانية يدعون علماء الكابالا “أي المتعلمون والباحثون في حكمة الكابالا” فإنهم يشيرون شارحين بأن هذه القوة كامنة في داخل كل منا ولكنها تبقى ساكنة في حالة سبات حتى نقوم بإيقاظها وتنميتها. من وجهة نظرهم أنه من الواضح أن في مرحلة تطور البشرية التالية سيكتشف الناس ضرورة وحدويتهم وعندها سيرتبطون بالقوى العليا التي تربطهم سويا وعندها سيجدون السعادة الحقيقية.

لمساعدتنا في الوصول إلى هذا الهدف، قدم لنا علماء الكابالا هذه الحكمة والتي هي الطريقة التي بواستطها نستطيع أن نحصل على القدرة لتلقي النفس الإنسانية والإرتباط بالخالق – القوى العليا التي تفعم بالحياة والسرور لكل الخليقة.


ما هي العلاقة بين حكمة الكابالا ورباط المعصم الأحمر؟

لا يوجد أي علاقة بتاتا . فالخيط الأحمر والماء المقدسة وأي وسائل أخرى ليست إلا مبتدعات تجارية لإكتساب المرابح المادية، طريقة شاعت في العشرين سنة الأخيرة.


هل حكمة الكابالا ديانة؟

لا، الكابالا هي علم تركيب مجموع العمليات والظواهر الفيزيائية للواقع ككل. الكابالا هي حكمة تكشف لنا عن مفهوم الواقع الذي هو بالطبيعة أمرٌ مخفي عن حواسنا الخمسة.

 ما هو العامل المشترك وأيضا ما الذي يميز علم الكابالا عن الأديان الأخرى ومن المناهج والطقوس الاخرى؟  

 لا يوجد أي علاقة بين حكمة الكابالا وأي دين آخر أو إعتقاد ما. إن حكمة الكابالا لا تتفق ولا تتعامل مع أنواع التأملات أو النبوات أو أسئلة عن الدين ولا حتى مع قدرة الإنسان العقلية. حكمة الكابالا هي علم نظام الخليقة وبراعة تدبير وإدارة هذا النظام. تعلم حكمة الكابالا كيف يكون بإستطاع أي شخص إدراك وحي رؤية نظام الخليقة كما ورد في كتابات النبي إرميا قائلا

لأنهم سيعرفونني من صغيرهم إلى كبيرهم يقول الرب

وهذا يعني بأنه يتوجب على كل نفس وعلى كل شخص وبشكل أساسي إحراز الإدراك الكامل بالخليقة بأكملها وليس فقط الجزء الصغير الذي نفهمه وندركه عن طريق حواسنا الخمسة.


سؤال: هل لحكمة لكابالا علاقة بالتبصير بورق اللعب وعلم التنجيم والسحر والشعوذة؟

لا، لا يوجد أي علاقة بين هذه كلها وعلم الكابالا.  فالتبصير بورق اللعب وعلم التنجيم والسحر جميعها نابعة من النظريات الشائعة والمختلفة والتي تقول: “إن الإيمان بأن المعرفة المباشرة للخالق وبالحقائق الروحية يمكن أن تتم للمرء عن طريق التأمل أو الرؤية أو النور الباطني وبطريقة تختلف عن الإدراك الحسي العادي أو إصطناع التفكير المنطقي _ أي تأمل مبهم أو لا عقلاني -” والتي ترابطت بشكل خاطىء بمعنى نظرية علم الكابالا خلال المئة عام الماضية

هل يوجد علاقة لحكمة الكابالا بالتبصير والسحر؟

 لا، لا يوجد هناك أي علاقة لحكمة الكابالا مع السحر أو التبصير أو الترقية أو أي شيء مما يتداوله الناس فيما بينهم لتزويدهم بأشياء مزيفة يدعون بقدرتها على الحماية من خفايا القدر.

حكمة الكابالا لا تتعامل مع ولا بواسطة هذه الأشياء.

حكمة الكابالا هي علم ينمي قدرة الإنسان على مراقبة قضاؤه وقدره ولا يكون معتمدا  على قطعة ورق أو تعويذة أو ترقية. فإن عالم الكابالا الشهير والملقب بالآري حرم مانعا  إستعمال التعويذات في كتاباته لأنها لا تقدم إلا مجرد دعم نفسي للشخص. فإذا رأيت أن هناك شيء أو غرض ما يجلب الراحة للإنسان الذي يطلب مساعدتي أقول له بأن يؤمن بهذا الغرض أو هذا الشيء لأن فيه تكمن قوة خارقة.

ولكن في الحقيقة أن قوة السحر كامنة في المفهوم أو الإيمان فيما يقدمه هذا الغرض لهذا الشخص. فإن الأطباء وعلماء النفس يستخدمون قوة الإعتقاد بالحماية النفسية في مجالات إختصاصهم وعملهم، ولكن من عدم الصدق أن نقول أن هذه القوة لها أي تأثير أو علاقة بالقوات الروحية العليا.

إذا كان هذا النوع من الحماية النفسانية تجده نافعا  لك، إسخدمه ولكن إعلم بأن هذا لا ولن يساعدك في تصحيح نفسك. ولهذا السبب بالتحديد لا تستخدم حكمة الكابالا أي من أنواع ” السحر” أو قوة الإعتقاد النفسانية، ولهذا السبب أيضا  حرم الكتاب ممارسة السحر والتعويذة.

هل يوجد أي تعويذة أو حجاب في الكابالا؟

لا، فإنه لا يوجد في عالمنا أي أشياء مادية تحمل بحد ذاتها معاني روحية. فالتعويذة والحجاب تساعد فقط في دعم نفسي للشخص لا غير. 

هل للتعويذة والأعمال السحرية مفعول أو تأثير حالي على الإنسان؟

 إن تأثيرهم حالي ومع مرور الزمن يسؤ تأثيرهم على حالة الشخص. فعندما نبدأ بدراسة حكمة الكابالا نجد أنفسنا وعلى الفور تحت عناية الرب المباشرة وعندها لا يستطيع لا عالم بالغيب ولا ساحر أن يساعدنا بشيء لأننا سالكين في منهج مختلف بالتمام . وعندها يتغير الوضع وننتقل لنوع مختلف من النمو وإحراز اي تقدم.

هنا وفي هذا الوضع لا يستطيع أحد إرشادنا وتعليمنا أي شيء لأننا خارجين عن حدود سيطرة وحدوية قانون الطبيعة . ويكون عمل القوة الروحية العليا والطبيعة مختلفا  معنا في هذا الوضع . لذلك انا أنصح بدراسة حكمة الكابالا وكأنها علاج حقيقي ووحيد. ولهذا السبب تدعى حكمة الكابالا ” دواء الحياة”.

ما علاقة حكمة الكابالا بعلم التنجيم؟

في حكمة الكابالا يوجد ما يدعى مسائل النتجيم الكابالي كما وهناك مسائل أخرى كعلم الجغرافيا الكابالي والطب الكابالي. وتبحث هذه المواضيع في العلاقة بين عالمنا وأنظمة العالم الجماعي المحد لعالمنا والذي يتضمن العالم الأعلى.

إذا كنت راغبا  في دراسة طريقة بنية عالمنا على هذا النحو وهذا طبعا  يتضمن دراسة الأرض والنجوم والكواكب الأخرى وأنواع الترابط بينها عالما  أن حقيقة الواقع الفعلية هي كل شيء موجود بتوافق متطابق مع القوات التي العالم الأعلى. كل الأجساد وكل القوات التي في عالمنا ليست هي إلا  نتيجة مادية وملموسة لتلك القوات الأصلية في العالم الأعلى .إن إنعكاس صورة العالم الأعلى في عالمنا هذا يخلق مجالات متنوعة تدعى علم الفلك ، وعلم التنجيم وعلم النفس وعلم الطب … والخ… ولهذا السبب إن العلم والمعرفة في عالمنا يعكس وإلى حد معين حكمة الكابالا في الأساسات المادية لعالمنا.

لقد تعرفت على إمرأة تدعي بأنها من المعجبات بعلم الكابالا ولكنها تمارس العرافة والسحر . فهي تقرأ الطالع بإستخدام ورق اللعب وتتكلم مع الأرواح وتعالج الناس اللذين يقصدونها بالزيت والأعشاب وتبيع التعويذات .

هل يتماشى ما تفعله هذه المرأة مع حكمة الكابالا ؟ وهل القوات التي تستخدمها تأتي من الخالق؟

إن حكمة الكابالا تبحث فقط في كيفية إحراز هدف الخليقة . إن هدف الخليقة خاص ومتعلق فقط بالخالق . فيمكن إدراك الوحدوية أو الإلتصاق بالخالق عن طريق تساوي سمات الإنسان مع سمات الخالق وهذا يدعى “بالتوازن الشكلي”.

إن حكمة الكابالا تدرس سمات الخالق وهي “الخير أو العطاء”. تتجلى هذه الصفة بشكل واضح عندما نخطو فوق الحاجز الذي يحد بين عالمنا والعالم الروحي الأعلى . هذا الحاجز سيكولوجي أو نفسي وهو يحدد بعض مراحل أو درجات النمو الروحي للشخص . فعندما يصل الإنسان إلى هذه الدرجة من النمو الروحي عندها يبدأ بإكتشاف والشعور بالعالم الأعلى .

الوصول إلى هذه الدرجة ممكن فقط عن طريق دراسة حكمة الكابالا“.

لا يوجد هناك أي طقوس أو مراسم في دراسة علم الكابالا . فالكابالا تركز فقط على مساعدة الإنسان في تخطي هذا الحاجز . ليس للكابالا أي نوع من التعامل مع الأشياء الموجودة في الجزء السفلي من الحاجز أي على مستوى عالمنا . فهنا في عالمنا توجد قوات مادية ومفعمة بالحياة ، منها قوات جيدة ومنها قوات سيئة كالعين الشريرة وقرأة الطالع .. والخ… ولكن كل هذه الأشياء متعلقة فقط بأمور قضاء عالمنا المادي . ولكن كل الأمور المتعلقة بنفس الإنسان تبدأ من مستوى ما فوق الحاجز .

تحرم حكمة الكابالا قراءة الطالع أو أي محاولة لإيجاد معلومات عن مصير أجسادنا، فكون الجسد مؤقت فإنه جدير بالإهمال وبالتالي غير مهم . يتمثل الإنتباه الذي يستحوذ عليه الجسد في السؤال عن كيفية إستخدامه لخدمة النفس التي تسكنه .

من الممكن أن قارئة الطالع تقول الحقيقة ولكن تحريم الكابالا لهذا الأمر نابع من الواقع أنه يتوجب على الإنسان أن يسمو فوق كل هذه الأشياء ويعتمد على الخالق من دون أن يبحث عن قوات أخرى ليغير مجرى حياته التي رسمها له الخالق. النتيحة أن كل قوة نابعة من الخالق تعمل على تقريبنا منه . إن القانون الرئيسي لحكمة الكابالا يدعى ليس هناك سواه 

وهو مخالف لكيان وأسلوب العرافة وأي نوع آخر من الوثنية لأنه وفي النهاية ” الأرض ستمتلىء من معرفة الرب ” كما ورد في كتابات النبي أشعياء ، ،وأيضا  كتب النبي إرميا وقال :

لأنهم سيعرفونني من صغيرهم إلى كبيرهم .يقول الرب .

ما معنى التأمل الكابالي؟

 لا يوجد شيىء يدعى التأمل الكابالي . حكمة الكابالا تعلم الإنسان كيف يكون بإمكانه أن يسمو فوق الوجود المادي والغرور وحب الذات ويرتبط بالصفات التي تسود في الطبيعة وهي العطاء والمحبة التامة.

ما رأيك بالتأمل؟

 لا يوجد تأمل في دراسة حكمة الكابالا.

هناك نيات أي مقاصد وقوات محددة بأحكام للفكر والتي تسير أو ترشد العالم .

(في الواقع أن الموجه الرئيسي والوجدان والعواطف التي في عالمنا ممكن إدراكها فقط من خلال فكر الإنسان وليس عن طريق التأمل المبهم واللاعقلاني

هل يوجد أي علاقة بين الأحلام وحكمة الكابالا ؟  

 لا يوجد أي إرتباط .

فالأحلام هي نتيجة للإنطباعات الفسيولوجيا أو العضوية التي يواجهها الشخص خلال يومه.

ما هي اللعنة؟

حكمة الكابالا هي الطريقة الوحيدة للإنسان في إحراز الخالق ولهذا الغرض لا يوجد هناك حالة أو وضع أسوأ من حالة كون الإنسان منفصلا  عن الخالق . ولهذا فإن حالة إبتعاد الإنسان في فكره  وفي خفايا ذهنه عن الخالق هذا ما يعتبر لعنة.

ولكن الأفكار الشريرة ( الأفكار المتناقضة مع الخالق) لا تعتبر لعنة لأنها تحافظ على إتصالها مع الخالق وهذا الوضع يبقى أفضل بكثير من غياب أو عدم وجود أي نوع من الإتصال بين الإنسان والخالق.

إن هدف حكمة الكابالا  “والتي معناها القبول”  هو العطاء فقط ، وهذا المفهوم مناقض لهؤلا اللذين لا يفكرون إلا في أنفسهم فقط . ونتيجة لذلك إن كل العبارات والمصطلحات المستخدمة في لغة الكابالا تحمل معان مختلفة عن المصطلحات المستخدمة في هذا العالم . فنحن نلجاء لطرح مفهومنا ومصطلحاتنا المادية على المبادىء الروحية لنستطيع الترابط معها . ولهذا نحن نفسر اللعنة على أنها  شيء موجه ضدنا نحن وليست ضد الخالق

هل يوجد لعنة في عالمنا هذا؟

ربما تقصد بسؤالك هذا العين الشريرة، والجواب هو نعم. العين الشريرة هي واقع حقيقي وموجود. ففي العالم المادي يوجد هناك إحتمال في إذاء أي شخص وليس على نحو مرئي فقط بل من المحتمل التأثير على الشخص وعلى كل مستويات درجات هذا العالم، أي على جسد هذا الشخص وعلى وعيه وعلى شعوره الباطني وأيضا على البيئة الداخلية للجسد بواسطة المجال المغناطيسي والكهربائي والحرارة. كما وأنه من الممكن التأثير على المحيط الخاص لهذا الشخص من قبل الأشخاص الأخرين وما يوجد في محيطهم الخاص بهم. على سبيل المثال كالأشعة المعكوسة من العيون. فمن المحتمل إنتقال أي شيء من شخص إلى شخص آخر من خلال النظر، وهذه كلها كامنة في الأسلوب والبراعة الفنية والتقنية كما هو الحال عليه في العالم الروحي.

يستطيع عالم الكابالا أن يوصل معلوماته الروحية ويؤثر على شخص آخر ولكن وعلى خلاف الإحتمالات الموجودة في هذا العالم، فانه من المستحيل أن يؤذي عالم الكابالا  أحدا  ما أو حتى  أن يفكر ولو مجرد تفكير بأن يؤذي أحدا ما

هل الشيطان حقيقي وموجود في هذا العالم؟

ليس هناك إلا قوة واحدة فقط وهي الخالق. هذه القوة تتوق بأن ترتقي بالإنسان إلى أرفع منزلة. ولكن هذه القوة تعمل من جهتين متعارضتين مع الإنسان لأن سمات الخالق وتلك التي للإنسان متعاكستين. إلى الحد الذي نصبح فيه فاسدين ومنحرفين نشعر بأن قوة الخالق تعمل ضدنا وبشكل سلبي ، ولكن بعد تصحيح أنفسنا نشعر بحقيقة وإيجابية هذه القوة .نحن أنفسنا اللذين نحدد إذا كانت هذه القوة التي نواجها سلبية أم إيجابية وهذا يعتمد على درجة التصحيح التي وصلنا إليها كما وتعتمد أيضا  على نمونا الروحي . نحن ندعو القوة السلبية بإسم  “الشيطان ” ولكن مهما تنوعة الأسماء لهذه القوات فإنهم موجودين في داخلنا وليس في محيطنا الخارجي .

نعلم أن البعض من الناس يدعون أنهم قادرين على رؤية ومعرفة المستقبل، والشفاء باللمس والخروج من الجسد، ما رأيك بكل هذه الأمور؟ وما تستطيع حكمة الكابالا أن تقدم لي بدلا عنها؟

إن كل هذه الأشياء التي ذكرتها ليست هي إلا  أحاسيس وشعور سيكولوجي وهو عالمي مادي. فمن كل الذي ذكرته هو عالمي ولا يوجد أي من هذه الأمور ذو علاقة بالعالم الروحي. بما أنك في هذه المرحلة تظهر مقاومة لهذه المعلومات، نصيحتي لك أن تقرأ من مقالات وكتب الكابالا بعمق وتمعن. لا يوجد داع  هنا للخوف من فقدان قدرتك على أن تنظر للأمور من منظور إنتقادي وحاسم بل بالعكس فبعد تفهمك للأمور عندها فقط تستطيع أن تتعامل مع المسألة بشكل إنتقادي.

من ناحية الشفاء باللمس ووسائل أخرى “عجائب” كل هذه لا يوجد لها أي علاقة بالعالم الروحي وحكمة الكابالا. فان هذه الأنواع من الإظهارات والتجلي موجودة في الواقع عن طريق تأثير مادة ما على أخرى، وتتواجد إلى حد ما في منطقة اللاوعي عند الإنسان. ولكن ما زالت هذه المسائل تحت إطار الحاجز الذي يفصل عالمنا عن العالم الروحي والواقع تحت تأثير طبيعتنا الأنانية والمادية.

حكمة الكابالا تقدم لك كيفية العيش في العالم الروحي في حين تواجدك هنا في هذا العالم حيث يكون بإمكانك أن تحس وترى وتفهم الإتجاه الذي أنت سائر فيه ونموك الروحي الشخصي ونمو البشرية من حولك. عندها يكون بإمكانك أن ترى حياتك كلها – الماضي والحاضر والمستقبل – بشكلها الصحيح وأن نعيش بحكمة

ما علاقة الكابالا بالغرباء من الكوكب الآخر؟

أستطيع فقط أن أقول لك بأنه لا يوجد أي مخلوق كالإنسان في كل الخليقة ، والإنسان هو الوحيد فقط الذي يستطيع أن يرتقي إلى اسمى درحات النمو الروحي في علاقته مع الخالق ويتوازن معه في سماته. كل الخلائق الأخرى الموجودة على الأرض وفي الفضاء ليس لها أي هدف سامي في حياتها. فكل ما يقال عن الخلائق التي توجد على كوكب آخر ليس إلا  كلام فارغ وليس له معنى أو قيمة . فنحن ” البشر” وحدنا هنا وهدفنا واحد أيضا.

ماذا تستطيع حكمة الكابالا أن تقدم لي؟

إقراء كتاب من كتب حكمة الكابالا الأصلية والخالية من الرياء والتكلف أو إستمع للحوارات والدروس التي تشرح مفهوم علم الكابالا. إذا كنت تود إستخدام هذه الفرص المتاحة لك وتبدأ بقراءة الكتب ذو المصادر الأصلية الموثوقة ففي الحال يبدأ نور الخالق المحيط عمله في نفسك ويبدأ بتغير كل شيء من حولك فتتحول العناية الإلهية من صفتها الجماعية إلى الخاصة بك أنت وكأنها شعاع من نور منزل عليك أنت بالتحديد . وبالتدريج ستشعر بهذا النور وسنتال قوة من الخالق في داخلك وخاصة بك أنت والتي من خلالها ستسطيع أن تغير قدرك

لماذا أبيح تعليم الكابالا في يومنا الحاضر

لقد سؤل عالم الكابالا كووك مرة  : من الذي يمكنه دراسة الكابالا؟

أجاب ببساطة وقال: “كل إنسان توجد لديه الرغبة “.

فإذا كانت هناك رغبة حقيقية سيلجاء هذا الشخص لدراسة حكمة الكابالا.

اليوم نحن نعيش في عصر مميز وفي جيل نجد فيه أن الرغبة الى الأمور الروحية متيفظة لدى الكثيرين من مختلف الأعمار ومن مختلف مستويات ومجالات الحياة. لذلك فتح علماء الكابالا المجال أمام الجميع ولكل من لديه الرغبة في البحث والدراسة.

ففي المئة سنة الماضية شارك جميع علماء الكابالا الرأي وبلا استثناء بأن جيلنا هذا هو الجيل الذي ستكون لديه الرغبة قوية في إكتشاف العالم الروحي وتحقيق هدف الخليقة ولذلك ستكون حكمة الكابالا مفتوحة وفي متناول الجميع. كما وأشاروا بأن علم حكمة الكابالا سيكون المفتاح الوحيد لإيجاد حل للأزمة العالمية الحالية والتي تنبؤا بها منذ أعوام ماضية والتي نواجهها اليوم.

قال عالم الكابالا الشهير الآري الطاهر إذا كانت لدى أي إنسان منا رغبة فإنه يستطيع أن يدرس حكمة الكابالا. الرغبة هي عندما يشعر الشخص بحاجة في داخله لإيجاد جواب على هذا السؤال: “لما وجدت هنا في هذا العالم؟ وما هو معنى وهدف وجودي هنا؟

إذا كانت رغبة كهذه تراودنا وتسبب القلق لنا فإذا  يتوجب علينا دراسة حكمة الكابالا. فقد وجدت حكمة الكابالا لهذا السبب بالتحديد.

لماذا الان وفي الوقت الحاضر

نص كتاب الزوهار على أن في عصرنا الحالي بالتحديد ستظهر حكمة الكابالا . وهذا بسبب أن رغبة الناس تطورت وبدأت تتطلب تصحيح حقيقي موافقا  للمتطلبات الروحية مع الفهم والرغبة في التعايش السلمي وحياة هادئة بعكس التي نحياها الآن، وأن حكمة الكابالا الوحيدة القادرة على إشباع رغبتنا هذه .

6 تعليقات

  1. تحياتى لكم جميعا . مجهود جميل

  2. بارك الله جهودكم الكريمة في الشرح والتوضيح

  3. انت النور الدي نور دربي وارشدني إلى طريق كنت أبحث عنه بإحساسي ووعي الداخلي
    أعدك والتزم بأن أكون حاملة ومحافظة لهذه الرسالة العظيمة.
    قلبي يشكرك جدا.

  4. شكرا ونتمنى المزيد لنتعرف أكثر على هذا العلم

  5. شكرا لجهودكم – الرب يبارك

أضف رد على مصر إلغاء الرد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*